غادرت جينيت مينغيشا، 24 عاماً وأم لطفلة رضيعة، منزلها في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، بعد وقت قصير من الانتخابات متوجهة إلى اليمن عبر بونتلاند في شمال شرق الصومال.
تحكي جينيت، الطالبة السابقة في الجامعة، قصة رحلتها قائلة: غادرت مع زوجي ومجموعة من المهاجرين الآخرين. قادنا في هذه الرحلة سمسار التقينا به في أديس، ثم أخذنا إلى نازريت ومنها إلى هيرار.
غادرتُ أديس بعد أن تعرض أخي للقتل في أعمال العنف التي تلت انتخابات عام 2005. لم أكن أشعر بالأمان وكنت قد سئمت من العنف.
كانت الرحلة خطيرة ولكنني كنت أصلي ليل نهار أن نجتازها بسلام. كان بعض السماسرة يأخذون أموالنا وينفذون ما وعدوا به، ولكن البعض الآخر كان شريراً وقاسياً. كان أسوأ جزء في الرحلة عندما وصلنا إلى بوراو. كان السمسار هناك في منتهى الشر والقسوة. أبقانا مسجونين لمدة 15 يوماً، وسرق أموالنا ونهب كل ممتلكاتنا بما فيها الهواتف النقالة. بل قام بأكثر من ذلك، فقتل ثلاثة منا، هم سيدة ورجلين، لمجرد أنهم حاولوا الهرب. مرت علينا أيام لم نأكل خلالها أي شيء. كانت بوراو فعلاً أسوأ نقطة في الرحلة.
استغرقت الرحلة من أديس إلى بوساسو 30 يوماً، واضطررنا خلالها للمشي على الأقدام لأربعة أيام للوصول إلى بوساسو التي لم تكن مثلما توقعنا. كان الجو شديد الحرارة ولم يكن هناك من يساعدنا. لم نكن نملك مالاً فاضطرنا لقبول أي عمل وجدناه. عملت في مقهى حيث كنت أنظف وأقدم الشاي للزبائن.
في الليل كنا ننام أمام المباني ونغادر في الصباح. أنفقت حوالي 300 دولار للقدوم إلى بوساسو وبقي علينا جمع مبلغ 100 دولار من أجل الرحلة إلى اليمن.
في تلك الفترة، أصبحت حاملاً وفكر زوجي أنه سيكون من المستحيل جمع كل المبلغ اللازم، فقرر أن يذهب لوحده أولا ثم يرسل في طلبي بعد ذلك. ولكن للأسف، توفي زوجي في الطريق وبقيت لوحدي مع ابنتي صابرينا التي تبلغ من العمر 9 أشهر.
أحب بلدي ولكنني لا أستطيع الرجوع إليه الآن، كما لا أستطيع المكوث في بوساسو. فليس لي أو لابنتي حياة فيها.
إن رحلة اليمن ليست بالرحلة التي أتمناها لأي أحد ولكن علي أن أضمن حياة أفضل لابنتي، لذا فستبقى اليمن وجهتي".
"