1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Yemen

اليمن: قلق حول تزايد نسبة انقطاع الأطفال عن الدراسة

There are 554 girls only schools in Yemen, of which 163 are in urban areas and 391 in rural areas. The drop out rate for female students is far higher than that for boys. Mohammed al-Jabri/IRIN

منذ أن غادر عبد ربه محسن الشهالي، 13 عاماً، قريته في محافظة حجة قبل أربعة أعوام وهو يعمل كبائع متجول في شوارع صنعاء.

وقال عبد ربه واصفاً تجربته: قرر والدي البقاء في البيت بعد أن فقد الأمل في العثور على عمل. كان يعمل كمزارع أو بائع للقات أو حمال، غير أن هذه الأعمال المختلفة لم تكن توفر لنا ما يكفي من مال لإعالة الأسرة، لذا فقد تركناه هناك وقدمنا إلى صنعاء بحثاً عن حياةٍ أفضل".

وأضاف هذا الطفل العامل أنه مصمم على إعالة أمه وأخَوَيه اللذين يصغراه سناً مهما كلفه الأمر، حيث قال: "من العار أن اترك أمي تعمل وأنا على قيد الحياة. أفضل ألاَّ نتناول سوى الخبز والماء على أن تضطر أمي وأخوتي للتسول".

من جهة أخرى، أعرب المسؤولون في قطاع التعليم اليمني عن قلقهم إزاء تزايد نسبة الانقطاع عن المدارس، التي أدت بدورها إلى ارتفاع نسبة الأمية.

ووفقاً للمسح التربوي الشامل الذي أجرته وزارة التربية والتعليم عام 2006، لا يرتاد المدارس سوى 46 بالمائة من الأطفال في سن التعليم الابتدائي والبالغ عددهم 7.4 مليون طفل، مما يترك حوالي 3,971,853 طفل فقط في المدارس الابتدائية. ويبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين يرتادون المدارس اليمنية في مختلف الأعمار حوالي 4,497,643 طفل.

وفي هذا الإطار، أخبر نسيم الرحمن، مسؤول الإعلام بمكتب اليونيسف باليمن، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "إحضار الأطفال إلى المدارس أمرٌ سهل ولكن إبقاءهم فيها هو الأمر الصعب". وأضاف أن المدارس في اليمن لا توفر الجو التعليمي الملائم الذي يُشعِر الأطفال بالترحيب ويشجعهم على التعلم.

كما أن "النظام التعليمي في اليمن قديمٌ جدّاً ولم يتغير مع مرور الوقت، فلا زال يعتمد على التلقين عن طريق التكرار، ولا زال المعلمون يلوِّحون بعصيهم لتوصيل المعلومات".

وأضاف نسيم الرحمن قائلاً: "لا يرغب الأطفال بالتعلم بهذه الطريقة، فالتعليم في المدارس الابتدائية لا ينطوي على أي مرح، مما جعل العديد من الطلاب يفقدون اهتمامهم بالتعليم. هذا، بالإضافة إلى العدد الكبير من المعلمين غير المدربين الذين يدفعون بالطلاب إلى خارج المدارس...فقد أخبرني أحد الأطفال الذي انقطع عن المدرسة أن معلمه نعته بالغبي وبأنه يهدر وقته في المدرسة".

وأشار نسيم الرحمن إلى أن الأوساط الحكومية تشهد الكثير من النقاش حول التعليم ولكن ما يتم عمله على الأرض يبقى محدوداً جدّاً. كما تحدث عن وجود "إستراتيجيةً لتطوير التعليم الأساسي" وأن "موضوع التعليم أصبح على قائمة الأجندة السياسية للحكومة غير أن التطبيق يبقى ضعيفاً جدّاً".

الفقر أحد الأسباب

من جهته، أخبر أحمد الرباحي نقيب المعلمين اليمنيين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الفقر يُعتبَر عاملاً آخر وراء انقطاع الطلاب عن المدارس، مشيراً إلى أن "الأسر الفقيرة تضطر إلى إرسال أطفالها إلى العمل للمساهمة في تحسين دخل الأسرة، مما يؤدي إلى انقطاعهم عن المدارس للذهاب إلى العمل".

وقال أيضاً أن المدارس فقدت قدرتها على جذب الطلاب، في غياب الأنشطة المدرسية، واكتظاظ الفصول الدراسية. كما أن فشل العديد من الخريجين في الحصول على وظائف يثير الإحباط في نفوس الطلاب. هذا بالإضافةً إلى أنهم "يجدون صعوبة في استيعاب المقرر مما يجعلهم يمقتون التعلم".

المناطق الحضرية والمناطق الريفية


الصورة: محمد الجبري/إيرين

"من العار أن اترك أمي تعمل وأنا على قيد الحياة. أفضل ألاَّ نتناول سوى الخبز والماء على أن تضطر أمي وأخوتي للتسول"

عبد ربه محسن الشهالي، 13 عاماً

وهناك فرق صغير فقط في عدد الذكور والإناث الذين يرتادون المدارس في المناطق الحضرية، بينما الفرق واضح في المناطق الريفية. ووفقاً لوزارة التربية والتعليم، توجد في اليمن 14,090 مدرسة، منها 9,224 مدرسة مختلطة، 8,638 منها في المناطق الريفية و586 في المناطق الحضرية. وقال نسيم الرحمن أنه "من الصعب على الفتيات البقاء في المدارس بسبب الطبيعة المحافظة لآبائهن".

وأضاف أن نسبة الانقطاع عن المدارس بين الفتيات أعلى بكثير من مثيلتها بين الفتيان، موضحاً أن بعض المدارس في المناطق الريفية تبدأ بحوالي 60 فتاة في الفصل ثم يتدنى هذا العدد إلى 10 فتيات فقط في الفصل الواحد في العام التاسع، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الانقطاع عن المدرسة.

وفي المناطق القروية، تذهب الفتيات إلى المدرسة لتعلم القراءة والكتابة، ثم يغادرنها للتركيز على التعليم الديني في بيوتهن. وقال نسيم الرحمن أن "ذلك يرجع إلى قلة المدارس الثانوية في المناطق الريفية، إذ يشعر الناس أنهم حتى ولو أرسلوا بناتهم إلى المدارس الابتدائية فلن يكون بإمكانهن مواصلة تعليمهن نظراً لعدم وجود ما يكفي من المرافق التعليمية، مما يثنيهم عن الرغبة في التعليم".

وتوجد 554 مدرسة خاصة بالفتيات في اليمن فقط، 163 منها في المناطق الحضرية و391 في المناطق الريفية.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join