1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

رمضان دام في الصومال

Suspected al-Shabaab militants wait to be taken for interogation during a joint night operation by the Somali security services and the African Union Mission in Somalia (AMISOM), in Mogadishu.
04 May 2014 UN Photo/Tobin Jones
أوفت جماعة الشباب بوعدها بتصعيد الهجمات في الصومال، لاسيما ضد المنشآت الحكومية والأفراد، خلال شهر رمضان المبارك الذي بدأ في 29 يونيو، ونجم عن ذلك مقتل أكثر من 30 شخصاً في مقديشو وحدها.

وفي 8 يوليو، تعرض المجمع الرئاسي لهجوم خلال وجبة الإفطار في المساء، حيث اقتحم المهاجمون البوابة بسيارة مفخخة، ثم انخرطوا في معركة بالأسلحة النارية مع حراس القصر لمدة ساعتين، مما أسفر عن مقتل 14 جندياً.

وفي 5 يوليو، لقي أربعة أشخاص على الأقل مصرعهم، من بينهم طفلان، عندما انفجرت سيارة ملغومة يقودها انتحاري خارج مبنى البرلمان. وقبل ذلك بيومين فقط، قُتل محمد محمود، عضو البرلمان لفترة طويلة، مع حارسه الشخصي عندما فتح مهاجمون مسلحون النار على سيارته.

ورداً على ذلك، أقالت الحكومة الصومالية مفوض الشرطة ورئيس وكالة الاستخبارات. تم استبدال عبد الحكيم ضاهر سعيد، مفوض الشرطة، بمحمد الشيخ إسماعيل، في حين تم استبدال بشير محمد جامع، رئيس الاستخبارات الوطنية، بمحمد عبد الله حسن في 8 يوليو. ومنذ ذلك الحين، لا تزال الهجمات مستمرة بشكل يومي. وقد ذكرت وسائل الاعلام المحلية أن وزارة الدفاع تعرضت لهجوم في الليلة الماضية.

كان القصر الرئاسي قد تعرض لهجوم سابق في شهر فبراير الماضي، بينما استهدف هجوم آخر مبنى البرلمان في شهر مايو. وفي أعقاب الهجوم على البرلمان في شهر مايو، استقال وزير الأمن الوطني عبد الكريم حسين غوليد، وتم استبداله في 8 يوليو بأحمد خليف اريغ.

وتجدر الإشارة إلى أن فشل الحكومة في احتواء العنف يجعل العديد من السكان، وخاصة في مقديشو، يعيشون في حالة من الخوف الدائم.

"إذا ذهبت تبحث عن الخبز لأطفالك، لن تعرف ما إذا كنت ستعود بأمان أم لا، وليس لدي أي أمل في تحسن الأحوال في المستقبل المنظور،" كما قال أحد المقيمين في مقديشو، والذي اكتفى بذكر اسمه الأول، عبد الناصر، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وقالت ليلى عبدي، وهي من سكان مقديشو أيضاً، خلال حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "أبقى في المنزل خلال الليل للحد من المخاطر".

اتهام الحكومة بأنها ضعيفة وفاسدة

ويأتي تصاعد الهجمات الارهابية وسط تنامي مشاعر الاحباط بسبب تدهور الحالة السياسة في الصومال. ويتهم المنتقدون الحكومة بأنها ضعيفة وفاسدة وغير فعالة.

في أوائل شهر مايو، طالب أكثر من 100 نائب باستقالة الرئيس، وأوردوا 14 نقطة تعكس سخطهم، من بينها اتهامات بعدم الكفاءة، والفشل في تحسين الوضع الأمني، وعدم تطبيق الدستور، والفشل في انعاش الاقتصاد.

ويرى عبد الرحمن هوش جبريل، النائب ووزير الشؤون الدستورية السابق، الذي كان واحداً من النواب الذين وقعوا على عريضة تطالب الرئيس حسن شيخ محمود بالاستقالة، أن "الرئيس فشل بشكل مذهل. إنه لم يفي بكلمة واحدة من الوعود التي أطلقها قبل انتخابه".

وأضاف خلال حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في يونيو، خلال أول مجموعة من الهجمات على المواقع الحكومية الرئيسية، أن "إعداد عملية التطور الدستوري تأخر كثيراً عن موعده، ولم يتم تشكيل لجنة الحدود. وعلى الصعيد الأمني، أعلن الرئيس بنفسه عن سياسة تستند إلى 6 أعمدة، ولكن انظر الآن، لقد تعرض البرلمانيون للخطر وهوجم القصر الرئاسي".

والجدير بالذكر أنه منذ مارس الماضي، عندما شنت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم) وقوات الجيش الوطني الصومالي هجوماً متجدداً للاستيلاء على بعض البلدات التي تسيطر عليها حركة الشباب في جنوب وسط الصومال، شنت هذه الحركة المسلحة هجوماً مضاداً استهدف الحكومة والمنظمات الدولية.

وقد نجحوا في الهجوم على السلطات الحكومية الثلاث، وهي السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية، وشنوا هجمات منتظمة في مقديشو. وتبدو القوات المسلحة التي أضعفتها الخصومات العشائرية ونقص المعدات والفساد وعدم الانضباط، عاجزة عن الحفاظ على أمن الناس وسلامتهم.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال عبد الشكور شيخ حسن، المحاضر والمحلل السياسي أن "الحكومة الصومالية لا تمتلك جيشاً نظامياً، وولاء القوات أمر مشكوك فيه. إن عشائرهم تخضعهم للمساءلة أكثر من الحكومة الفيدرالية في الصومال. نحن بحاجة إلى جيش وطني يكون همه الأساسي هو الدفاع عن الأمة واعادة الأمن والاستقرار أياً كانت التضحيات".

"ومما زاد الطين بلة، أن عناصر من حركة الشباب تسللت أيضاً إلى الأجهزة الأمنية،" كما أضاف.

مع ذلك، رفض المتحدث باسم الشرطة الصومالية، قاسم أحمد روبلي، الادعاءات بتفشي الفساد والتحالفات المشبوهة بين قوات الأمن. وقال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لحماية الشعب الصومالي، والاتهام بأننا متورطون في السياسة عار تماماً عن الصحة. الأمن ليس مؤسسة سياسية".

ولكن حتى في البلدات التي انسحبت منها حركة الشباب، لا تزال الحركة تسيطر على طرق الوصول وتمنع وصول الإمدادات. وبالإضافة إلى قلة الأمطار وعدم الالتزام بمواعيد الزراعة بسبب الأعمال العدائية، تحذر الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية الآن من احتمال حدوث مجاعة جديدة في الأشهر المقبلة.

وبينما يحتاج ثلث السكان إلى المساعدات، وتحذر المنظمات غير الحكومية من أنه لا يفصل بين المجتمعات والكارثة سوى "صدمة واحدة". وفي 13 يوليو، علقت منظمات الإغاثة التركية، التي كانت من بين الجمعيات الخيرية الدولية الوحيدة التي ما زالت تعمل في الصومال، عملها في مقديشو، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

وأشار منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال فيليب لازاريني في تصريح صحفي يوم 8 يوليو إلى أن "العناصر التي يمكن أن تقذف بالصومال في أزمة حادة ماثلة أمامنا الآن - وهي الجفاف واستمرار الصراع والتدفق المحدود للسلع التجارية وزيادة سوء التغذية وارتفاع أسعار المواد الغذائية".

مشاكل الحكم الأوسع نطاقاً

ويرى البعض تغيير القيادات الأمنية باعتباره خطوة هامة إلى الأمام، لاسيما تعيين أحمد خليف اريغ الذي يتمتع بخبرة كبيرة وزيراً للأمن الوطني، على الرغم من أنه ليس من المرجح أن تستمر قرارات الرئيس في قض مضجعه.

وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال عبد الرشيد حاشي، نائب مدير معهد التراث لدراسات السياسة، وهو مركز بحثي في مقديشو: "لقد تضرر الرئيس من الكثير من القرارات السياسية التي اتخذها في وقت مبكر. فعلى سبيل المثال، عين الرئيس 10 وزراء فقط، في حين كان أصغر مجلس وزراء [سابق] يتكون من 18 أو 25 وزيراً، الأمر الذي جعل العديد من السياسيين غير سعداء".

كما أدى التدخل في إنشاء الولايات الأعضاء في الفيدرالية المقرر تشكيلها، حيث تحاول الحكومة تنفيذ نظام فيدرالي، إلى خلق الكثير من العداءات.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال تريس توماس (إيرين)، محلل شؤون شرق أفريقيا والمرشح لنيل درجة الدكتوراه من جامعة جورج ماسون: "لقد كانت عملية تشكيل الولايات الأعضاء في النظام الفيدرالي غير منظمة وغير عضوية. وكانت جميع المؤتمرات المتعلقة بتأسيس الدولة حتى الآن والمفاوضات التي تهدف إلى حل النزاعات اللاحقة غير شاملة بطريقة أو بأخرى، مما جعل ساحة المعركة هي المكان المفضل". وبموجب الدستور، الذي يخلق نظام حكم ينقل السلطات إلى المستوى الأدنى، ستشكل الولايات الاتحادية الأعضاء وحدات فرعية دون وطنية في الحكومة.

"في منطقة جوبا، على سبيل المثال، اشتبكت [ميليشيا] أهل السنة والجماعة (ASWJ) الموالية للحكومة الصومالية مع قوات إدارة جوبا المؤقتة مؤخراً في منطقة جيدو [جزء من ولاية جوبالاند المقترحة] لأن اتفاق أديس أبابا - الذي تم التوصل إليه بعد مؤتمر جوبالاند المثير للجدل - كان تسوية سياسية ناقصة وغير شاملة،" كما أوضح.

ومن المعروف أن اتفاق أديس أبابا ينص على إنشاء ولاية اتحادية باسم جوبالاند، التي ستضم أراضي جيدو وجوبا الوسطى وجوبا السفلى، ولكن هذا الاتفاق تم بالتوازي مع مبادرات أخرى لبناء ولاية في نفس المنطقة، وشاب هذه العمليةالارتباك وعدم الثقة والاشتباكات المتقطعة.

وأضاف توماس أن "الغضب سيشتد بين العديد من اللاعبين حتى يُنظر إلى الحكومة الصومالية على أنها تحاولة بالفعل بناء توافق في الآراء بشأن عملية فيدرالية عادلة تعود بالفائدة على جميع أصحاب المصلحة وترفع المظالم المستمرة منذ عقود طويلة".

من جانبه، أفاد حاشي أن "المزاج السياسي في مقديشو قاتم وأن المواطنين ليسوا سعداء بشأن الارتباك وعدم التركيز من جانب السياسيين".

وفي السياق نفسه، قال عبد الفتاح غيله، وهو من سكان مقديشو، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إن نظام الحكم بأكمله يتسم بالتخبط. واستبعاد أحد الأشخاص وجلب آخر لن يحدث تغييراً كبيراً. هناك حاجة لإعادة تشغيل النظام بأكمله".

amd-aps/cb-ais/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join