1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Guinea

الخوف والجهل يساعدان على انتشار الإيبولا

Doctor Yab Boun disinfecting colleagues before they investigate suspected Ebola cases at a new isolation centre at Mbarara Referral Hospital, south of the affected Kibaale district in western Uganda Courtesy Dr. Yab Boun

بدأ تفشي مرض الإيبولا في غرب أفريقيا، الذي بدا وكأنه في طريقه إلى الخمود، يتفاقم من جديد، ويلقي مسؤولون اللوم على الجهل والافتقار إلى الخبرة في التعامل مع الفيروس.

وقد استغل بيير فورمنتي، وهو مسؤول تقني في منظمة الصحة العالمية ومتخصص في الإيبولا، مؤتمراً صحفياً عُقد مؤخراً في جنيف لشرح حالة التفشي الجديدة. وحذر فورمنتي من أن فيروس الإيبولا يظهر في بلدان غرب أفريقيا التي لم تشهد إصابات بهذا المرض قط من قبل وليست لديها آليات راسخة للتعامل معه.

وكان الرأي السائد بين الخبراء في الأسابيع الأخيرة هو أن تفشي المرض في غرب أفريقيا، الذي من المرجح أن يكون قد بدأ في ديسمبر الماضي ولكن تم التعرف عليه لأول مرة في مارس، بدأ في التباطؤ. فعلى سبيل المثال، لم تظهر حالات مؤكدة جديدة في ليبيريا منذ أوائل أبريل الماضي.

الآمال في نهاية مبكرة لتفشي المرض تتلاشى

ولكن هذا التفاؤل تلاشى في أواخر مايو. فقد بدأ الفيروس في الانتشار في مناطق جديدة من غينيا، حيث تم الآن تأكيد أكثر من 200 حالة وفاة متعلقة بمرض الإيبولا. كما تم الإبلاغ عن تسع حالات وفاة في ليبيريا و12 في سيراليون، وحذر مسؤولو الصحة من أن أسوأ المشاكل تتركز في منطقة كايلاهون في شرق البلاد. وقد ظهرت الغالبية العظمى من الـ430 حالة المشتبه بها أو المؤكدة في المناطق التي تغطيها الغابات في جنوب شرق غينيا، حيث تم تسجيل تفشي المرض لأول مرة.

وتجدر الإشارة إلى أن مرض فيروس الإيبولا (EVD)، الذي كان يُعرف سابقاً باسم الإيبولا النزفية (EHF)، كان يظهر عادة في دول شرق أو وسط أفريقيا. وقد تم تسجيل أخطر تفش لهذا المرض في أوغندا وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، كما تأثر به جنوب السودان والغابون أيضاً. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، تسبب مرض فيروس الإيبولا في حوالي 1,600 حالة وفاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بين عامي 1976 و2012.

منطقة غرب أفريقيا تتعرف على الإيبولا

وقد ظهرت الحالة الوحيدة التي تشبه مرض فيروس الإيبولا والتي تم تسجيلها في غرب أفريقيا في ساحل العاج عندما أصيبت إخصائية سلوك بالفيروس أثناء إجراء تشريح على شمبانزي بري. وقد ظهرت على إخصائية السلوك أعراض تشبه أعراض الإيبولا وتم نقلها إلى سويسرا، ولكنها تعافت.

ويرى فورمنتي أن حالات أخرى من تفشي الإيبولا ربما تكون قد حدثت في غرب أفريقيا من قبل، ولكن لم يتم التعرف على المرض أبداً على أنه الإيبولا. ويقول أن نقص الخبرة يكشف عن عدة مشاكل، وأضاف: "أعتقد أن حقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في غرب أفريقيا ستعوقنا لأن الناس لا يفهمون حقاً كيف يمكن أن يستمر هذا الوباء لفترة طويلة، إذا لم يساهم الجميع في مكافحته".

أوجه القصور في الاستجابة

وقال أنطوان غيج، نائب مدير حالات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود (MSF) في جنيف أن عدم الإلمام بمرض الإيبولا في غرب أفريقيا أدى إلى تأخير كبير في تحذير المجتمع الدولي من التفشي المحتمل، وهذا أعطى المرض الوقت اللازم للانتشار دون اكتشافه لعدة أشهر، مما يجعل وقف انتقاله أكثر صعوبة بكثير.

وتساعد منظمة أطباء بلا حدود السلطات في الدول الثلاث على مكافحة تفشي الإيبولا، ولديها نحو 200 شخص يعملون على مكافحة الإيبولا، كما أرسلت حوالي 60 طناً من المعدات إلى المنطقة.

ولكن غيج حذر من أن العاملين في مجال الصحة لا زالوا يحاولون اللحاق بالركب، في محاولة لتعويض الوقت الضائع بعد هذه البداية المتأخرة.

وأشار غيج إلى تناقض هذا التأخير مع الوضع في الكونغو، حيث تعرف السلطات الصحية معلومات عن فيروس الإيبولا منذ أكثر من 30 عاماً.

دروس من الكونغو

وأوضح غيج أنه "عند الاشتباه في حالة إصابة في أحد المراكز الصحية في الكونغو، أو حالة وفاة بعد ظهور الأعراض على المتوفي، لاسيما النزيف وما إلى ذلك، يتم إرسال تنبيه على الفور في تلك الحالات،" مضيفاً أن "المركز الصحي يتصل بوزارة الصحة على المستوى الإقليمي، ويتم إبلاغنا نحن أيضاً. ويحدث هذا خلال بضعة أيام. أما في غرب أفريقيا، فلا توجد هذه المعرفة".

أعتقد أن حقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في غرب أفريقيا ستعوقنا لأن الناس لا يفهمون حقاً كيف يمكن أن يستمر هذا الوباء لفترة طويلة، إذا لم يساهم الجميع في مكافحته
بدلاً من ذلك، ينتشر الفيروس لعدة أشهر دون إجراء أي اختبارات على أحد لمعرفة ما إذا كان مصاباً بمرض الإيبولا، الذي تتشابه أعراضه مع أنواع الحمى النزفية الأخرى الشائعة في غرب أفريقيا.

والجدير بالذكر أن مرض الإيبولا شديد العدوى ويؤدي إلى الوفاة في ما يقرب من 90 بالمائة من الحالات، ولا يوجد له لقاح أو لا يُرجى منه شفاء على الرغم من أن العلاج يمكن أن يحسن فرص المصابين في البقاء على قيد الحياة.

مع ذلك، فإن هناك توصيات بشأن كيفية تحسين الوقاية، كالتأكيد على المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية الخاصة بضرورة تجنب الاتصال الجسدي دون وقاية مع مرضى الإيبولا، وضرورة أن يسعى أولئك الذين يعانون من أعراض الإصابة للحصول على العناية الطبية فور ظهور أول بوادر المرض.

مشاكل في قبول العلاج

ولكن فورمنتي قال أن التفشي الراهن يتفاقم مرة أخرى، على الأقل جزئياً، لأن الأسر لم تكن تبلغ السلطات عن الإصابة بالمرض أو ترفض الرعاية الطبية. واستشهد بأقارب المرضى في سيراليون الذين أخرجوا أفراد أسرهم من وحدة العزل ونقلوهم إلى منازلهم، لتفادي نقلهم إلى مستشفى يبعد 90 ميلاً.

الفرق الطبية يجب أن تتصرف بحذر

ولكن فورمنتي قال أيضاً أن السلطات المحلية والعاملين الدوليين في مجال الصحة ينبغي أن يكونوا أكثر حساسية بشأن القرارات الصعبة التي تواجه الأقارب وأكثر استعداداً لشرح الأسباب التي قد تجعل العزل ضرورياً. ودعا فورمنتي إلى تواصل أكثر وضوحاً، وحث الفرق الطبية العاملة في مجال تتبع اتصال المرضى بالآخرين والتي تبحث عن الانتقال المحتمل لفيروس الإيبولا، أن يكونوا أكثر انفتاحاً، فيلقون التحية على القرويين ويشرحون أنشطتهم قبل الشروع في العمل، ويتجنبون سوء الفهم في المجتمع المحلي لأنه قد يولد عدم الثقة.

إيجاد حل في غرب أفريقي

من جانبه، أشار دانيال باوش، مدير إدارة العدوى الناشئة في مركز البحوث الطبية التابع للبحرية الأمريكية في البيرو، إلى أن مقاومة العلاج التي ظهرت في غرب أفريقيا كانت شائعة ومفهومة في جميع حالات تفشي الإيبولا.

وأكد أن الصدمة تكون مرعبة عندما يعلم الناس أنهم أو أفراد أسرهم قد يكونون مصابين بمرض فتاك. وأشار باوش أيضاً إلى أن أشخاصاً كثيرين يعتقدون خطأ أن العلاج، وليس المرض، هو المسؤول عن الوفاة، نظراً لكون معدل النجاة من مرض فيروس الإيبولا منخفضاً للغاية.

ويرى باوش أن هذه مشاكل مألوفة في الأوبئة الرئيسية الأخرى، لكنه اعترف بأن هناك عوامل تعقيدية أخرى في غرب أفريقيا. فعلى سبيل المثال، يجعل الانتشار الجغرافي الواسع الاستجابة أكثر صعوبة وتكلفة. فلا تحتاج كل قرية ترتبط بهذا المرض فريقاً طبياً فحسب، بل تحتاج أيضاً إلى فريق إضافي لتعقب اتصال المرضى بأشخاص آخرين. فالتعقب الفعال يعني تتبع تحركات الناس عبر الحدود في تلك المنطقة، حيث ينتقل رعايا غينيا وليبيريا وسيراليون بسهولة من بلد إلى آخر، لكن الباحثين الذين يقومون بتتبع الاتصال لا يستطيعون بالضرورة أن يحذوا حذوهم، ويضطرون في بعض الأحيان لتسليم مهمتهم إلى فريق على الجانب الآخر من الحدود.

وعلى الرغم من هذه التحديات، أكد فورمنتي من منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص الذين يحاربون هذا المرض ستكون لهم الغلبة في نهاية المطاف. وأضاف قائلاً: " نريد جميعاً السيطرة على هذا التفشي، وسوف نسيطر عليه، ولكن ذلك سوف يستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً".

sd/cs-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join