لم تعد محافظة البصرة، الواقعة على بعد 550 كلم جنوب بغداد، قادرة على استيعاب المزيد من النازحين الهاربين من أوضاع أمنية متدهورة، حسب المسؤولين المحليين.
وعن هذه القضية قال حسن عبد الكريم، وهو مسؤول رفيع المستوى في مجلس محافظة البصرة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): لم يعد بإمكاننا استيعاب أية أسرة جديدة تبحث عن النزوح في محافظتنا مهما كانت دوافعها. فقد أصبحت المحافظة تعاني من الأعداد الهائلة للأسر التي نزحت إليها…حيث بدأت الخدمات الصحية تتدهور بشكل كبير، وبدأت المدارس تعاني من ازدحام شديد ولم نعد قادرين على توفير خدمة جيدة حتى للسكان المحليين بالمحافظة. وقد ازدادت الأوضاع سوءاً منذ التدفق الكبير للنازحين الجدد".
وأضاف بأنه وفقاً لمجلس المحافظة ووزارة الهجرة والمهجرين، تتوافد إلى البصرة أكثر من 40 أسرة نازحة يومياً. وقد أدت الزيادة في عدد النازحين إلى ارتفاع معدلات الجريمة وتدهور الأمن وارتفاع عدد العاملين في البغاء التجاري.
وجاء في تصريح عبد الكريم: "لا نستطيع عرض ما لا نملك، فنحن نفتقر إلى الموارد. إننا نتفهم اليأس الذي تعاني منه الأسر العراقية التي تحاول الهرب من العنف، ولكن يجب على الحكومة المركزية أن تتخذ إجراءات عاجلة لتحسين توزيع الأسر على المحافظات الأخرى… بعد أن ارتفع عدد الأسر التي تغادر ديارها بحثاً عن مناطق أكثر أمناً بالرغم من التقارير التي تفيد بانخفاض مستوى العنف".
ووفقاً لتقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 19 سبتمبر/أيلول، يبلغ عدد النازحين في العراق حوالي 2.2 مليون شخص، 30 بالمائة منهم في المحافظات الجنوبية.
من جهتها، أخبرت ميادة عبيد، الناطقة باسم منظمة سلام الجنوب، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن مئات الأسر في البصرة تفتقر إلى جميع أساسيات الحياة حيث قالت: "لا يستطيع 60 بالمائة على الأقل من الأطفال النازحين في المحافظة الذهاب إلى المدرسة، ويعاني أكثر من 70 بالمائة منهم من سوء تغذية حاد ومزمن، كما تفتقر الخدمات الصحية للأدوية الأساسية بما فيها مهدئات الألم والأدوية المخفضة للحرارة... نحن نأسف لاضطرار المحافظة لإغلاق أبوابها أمام القادمين الجدد، ولكننا نتفهم السبب في ذلك خصوصاً وأن الحكومة المحلية والمنظمات غير الحكومية لم تعد قادرة على استيعاب حتى أولئك الذين قدموا من قبل واستقروا في المحافظة".
وكانت عشرات الأسر التي أتت إلى المنطقة في 9 و10 نوفمبر/تشرين الثاني قد أُجبِرت على العودة أو الاتجاه إلى محافظات أخرى بالجنوب بعد أن أوقفتها قوات الأمن بالبصرة عند نقاط التفتيش ومنعتها من الدخول إلى المدينة.
النازحون في العراق | |
المحافظات الشمالية | 800,900 |
المحافظات الوسطى | 740,500 |
المحافظات الجنوبية | 714,600 |
المجموع | 2,256,000 |
المصدر: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (سبتمبر 2007) |
وقالت عبيد بأن المنظمات غير الحكومية قد بدأت في الاتصال بمجالس الحكم في الجنوب لتطلب منها السماح للوافدين الجدد بالانضمام إلى مخيمات النازحين في محافظاتها. غير أن الأمر ليس بالسهل مع عدم حصول معظم المحافظات على ما يكفيها من موارد. وأضافت عبيد: "نتمنى أن يتم إيجاد حل لهذه المشكلة، وأن تتمكن الأسر من العثور على مكان تستطيع النوم فيه بأمن وسلام".
"