أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم أمس خطة العمل الإنساني المشتركة (CHAP) لهذا العام في العاصمة الأفغانية كابول، والتي تم فيها تخفيض قيمة النداء إلى 406 مليون دولار مقارنة بمبلغ 474 مليون دولار العام الماضي على الرغم من التشديد على الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.
وقال مارك بودين، منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، متحدثاً في جلسة الإطلاق: مع بداية عام 2014، تواجه أفغانستان مستقبلاً غامضاً، إذ من المتوقع أن تؤدي التحولات السياسية والأمنية إلى إحداث تغييرات كبيرة بالنسبة لهذا البلد وشعبه".
ويشكل هذا العام نقطة تحول لأفغانستان مع إجراء الانتخابات الرئاسية في أبريل لاختيار خليفة للرئيس حامد كرزاي وانسحاب معظم أو كل القوات الدولية بحلول نهاية شهر ديسمبر.
ويفيد نداء التمويل الذي يسمى خطة العمل الإنساني المشتركة (CHAP) أن الانسحاب يمثل فرصة للمجتمع الإنساني "لتمييز العمل الإنساني بشكل أكثر وضوحاً عن أنشطة وأهداف الأطراف السياسية والعسكرية وغيرها من الجهات الفاعلة الأخرى".
المكان الأخطر
وقد تم انتقاد استخدام المساعدات من قبل القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "كعامل مضاعف للقوة" من قبل الكثيرين في المجتمع الإنساني لأنه يعرض مبدأ الحياد الإنساني وحياة عمال الإغاثة أيضاً للخطر، والذين تعتبر أفغانستان بالنسبة لهم الدولة الأكثر خطراً في العالم. ففي عام 2013، تعرض 80 من عمال الإغاثة في أفغانستان لهجمات أو كانوا ضحايا لعمليات خطف أو قتل، وذلك وفقاً لقاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة. وهذا هو أكبر عدد من الحوادث الذي تشهده أي بلد في عام واحد منذ بدء حفظ السجلات في قاعدة البيانات.
وتشير خطة الاستجابة الاستراتيجية (SRP) في أفغانستان لهذا العام، والتي تشكل جزءاً من نداء خطة العمل الإنساني المشتركة إلى أن "الوضع الإنساني يزداد سوءاً". كما توضح ازدياد عدد المحتاجين للحصول على الخدمات الصحية من 3.3 مليون إلى 5.4 مليون شخص.
التركيز على الاحتياجات الملحة
ووفقاً لخطة الاستجابة الاستراتيجية يركز النداء الذي انخفضت قيمته قليلاً هذا العام على الاحتياجات الإنسانية الملحة الناجمة عن "التكثيف الأخير للنزاع، وانتشاره وحالات الطوارئ الحادة الناتجة عن ذلك الوضع".
وقد تم تحديد خمسة أقاليم بوصفها أكثر المناطق احتياجاً من الناحية الإنسانية وهي هلمند وكنر وبادغيس ونانغارهار وغور.
وقال آيدان أوليري، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أفغانستان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "سنقوم بالتركيز بالاعتماد على ما نعرفه عن قدراتنا الفعلية والتأكد من قيامنا بذلك بطريقة نوعية. فبالنسبة لنا، يعني القيام بأنشطة أقل التركيز على الأولويات، والتأكد من أننا نقدم وننفذ ما نعد به ولا يكون جل تركيزنا على الأنشطة الكبيرة لمجرد أنها كبيرة".
وقد كان النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة العام الماضي الأعلى تمويلاً كنسبة من المبلغ المطلوب حتى الآن حيث تم جمع ما يقرب من 81 بالمائة (384 مليون دولار) منه.
وعلى الرغم من المبالغ الكبيرة من المساعدات التي تم التعهد بها لأفغانستان منذ غزو عام 2001 - والتي بلغت حوالي 90 مليار دولار - شكل التمويل الإنساني أقل من 7 بالمائة من المساعدات الدولية غير الأمنية.
وحذر بودين من أن أفغانستان بلد معرض لأن يتحول إلى "حالة طوارئ منسية" مع تحول الاهتمام الدولي إلى أزمات أخرى في سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
jj/rz-aha/dvh