أخبرت الأسر النازحة وعمال الإغاثة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن المئات إن لم يكن الآلاف من النازحين حديثاً في جنوب غرب أفغانستان يحتاجون إلى الحماية والمساعدة الإنسانية العاجلة.
ولا تتوفر أية أرقام دقيقة حول عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة ديارهم في منطقتي بكوا وغولستان الواقعتين بإقليم فرح بحثاً عن ملاجئ مؤقتة في مناطق أخرى من هذا الإقليم المنعزل. غير أن عليم صديقي، الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) أفاد باحتمال نزوح حوالي 500 أسرة" بسبب النزاع الدائر في المنطقة.
وقد اعترف المسؤولون الأفغان بمن فيهم الرئيس حامد كرزاي بأن متمردي طالبان أغاروا على مقاطعتين على الأقل في إقليم فرح.
وأفاد بيان مشترك صادر عن وزارة الداخلية الأفغانية والقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) بأن المتمردين قاموا، فور فقدان القوات الحكومية لسيطرتها على مقاطعة غولستان في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، بإعدام العديد من المدنيين بتهمة التجسس لصالح الحكومة. ووصف البيان عمليات الإعدام هذه بأنها "اعتداء لا يُحتَمل يهدف إلى بث الرعب في نفوس السكان".
المقاتلون الأجانب
وأفاد مسؤولون في الإقليم بأن الارتفاع الأخير في وتيرة العنف في جنوب غرب ووسط غرب أفغانستان ازداد حدة بسبب انضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوف طالبان. وجاء في تصريح لرئيس اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان بأن "المقاتلين الأجانب على وجه الخصوص اتسموا بالقسوة والوحشية واقترفوا أعمال عنف شنيعة ضد السكان المحليين".
كما اتهم رئيس اللجنة مقاتلي طالبان وحلفائهم الأجانب باقتراف خروقات "متكررة ومتعمدة" للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف.
ولم يتواجد أي ناطق باسم طالبان في ذلك الوقت للتعليق على هذه التصريحات.
انعدام المساعدات للنازحين
ومع استمرار النزاع، اضطرت العديد من الأسر إلى الرحيل لأيام عدة دون أية مساعدة. وقال أحد النازحين الذي عاد إلى مدينة فرح للبحث عن الطعام: "أطفالنا جياع ونحن نعيش في العراء".
من جهته، أفاد غلام رسول، رئيس المكتب الإقليمي لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني في إقليم فرح، بأنه لم يتم توزيع أية مساعدات على النازحين على الأقل من قبل جمعيته. وجاء في تصريحه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا نملك الموارد الكافية لمساعدة هؤلاء المحتاجين". وأضاف بأن قدرة الإقليم على الاستجابة لحاجيات النازحين ضعيفة.
صعوبة الوصول إلى فرح
وتسبب تصاعد التمرد وانتشار أعمال العنف والإجرام في الحد من قدرة منظمات الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الإنسانية على الوصول إلى إقليم فرح. غير أن صديقي من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) أفاد بأن الأمم المتحدة تعمل بالتعاون مع السلطات الإقليمية لتحديد المتضررين بالنزاع وتزويدهم بالمساعدات التي يحتاجون إليها.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الأفغاني قد طالبت مراراً الأطراف المتنازعة وعلى رأسها طالبان بالسماح لعمال الإغاثة بالوصول إلى المستضعفين في المناطق المتوترة والتي يسودها النزاع. غير أن طالبان لم تستجب بعد لهذه المطالب مما يحد من القدرة على الوصول إلى المتضررين.
"