اضطر عبد الباري، 13 عاماً، وأخويه لترك منزلهما في منطقة ند علي واستئجار غرفة في لاشكارغا، عاصمة إقليم هيلمند جنوب أفغانستان، حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة. فقد قام مقاتلو طالبان بمهاجمة وإغلاق أكثر من 100 مدرسة في أنحاء مختلفة في إقليم هيلمند من بينها المدرسة التي كان عبد الباري يرتادها في قريته.
وتحدث عبد الباري لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن الصعوبات التي يواجهها في سعيه للحصول على التعليم قائلاً: والدي طبيب ويريدنا أن نتعلم لنصبح أطباء ومهندسين. عندما أحرقت طالبان مدرسة قريتنا وطالبت القرويين بإرسال أبنائهم إلى المدارس الدينية في باكستان، قام والدي بإرسالنا إلى لاشكارغا لمتابعة دراستنا.
استأجرنا غرفة في السوق [في لاشكارغا]. المكان هنا مليء بالضجيج لدرجة تمنعني من التركيز على دراستي. كما أنني أشعر بالخوف عندما أرى أناساً يحضرون من قريتنا لشراء بعض الحاجيات لأنني أخشى أن يعلموا بارتيادنا المدرسة ويخبروا قرويين آخرين مما سيعرض حياة والدينا للخطر.
لا تستطيع عائلتي الانتقال إلى لاشكارغا للعيش معنا لأن منزلنا وأرضنا وأبقارنا في القرية ولا يمكنهم التخلي عن كل شيء.
أشتاق لوالديَّ فلم أراهما منذ أكثر من ثلاثة أشهر. كنا نرغب بزيارة القرية خلال عطلة العيد ولكننا غيرنا خطتنا بعد وقوع حادثة مروعة. فقد تعرف مقاتلو طالبان على أحد زملائي الذي ينحدر من منطقة موسى قلعة عندما كان يركب حافلة متجهة إلى لاشكارغا. فأصابوه بجرح في رقبته وأرادوا قتله ولكن ركاب الحافلة توسلوا إليهم ألا يفعلوا ذلك وأنقذوا حياته. إنه يرقد الآن في المستشفى في لاشكارغا. وعندما زرته هناك أجهش بالبكاء وقال لي أنه يشتاق إلى زملائه وإلى المدرسة. ولكنه قال بأنه لا يستطيع العودة إلى المدرسة لأن مقاتلي طالبان جعلوه يقسم بألا يرتاد المدرسة مجدداً.
كما طلبت طالبان من الناس في المناطق الريفية عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس في لاشكارغا وإلا سيقتلونهم. تقول طالبان أن المدارس تقود المسلمين إلى الكفر والمسيحية. أعلم أن ذلك غير صحيح...ولكن الناس خائفون من تهديداتهم. وقد توقف البعض فعلاً عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة.
يقول والدي أن علينا متابعة دراستنا حتى لو قتلته طالبان. وهو يرى أن العلم جيد وسيضمن مستقبلنا. كما أنه يقول بأنه من الأفضل أن يموت المرء وهو يسعى لاكتساب العلم على أن يموت أمياً.
أريد أن يهزم الأمريكيون وغيرهم من الأجانب طالبان ويعيدوا السلام والأمن إلى قريتنا وإلى جميع أنحاء بلادنا حتى نتمكن من الذهاب إلى المدرسة بحرية ودون خوف".