أفادت منظمات الأمم المتحدة والحكومة العراقية بأن انتشار الكوليرا أصبح تحت السيطرة على الرغم من تأكيد الفحص المخبري لحوالي 4,200 إصابة ووفاة 21 شخصاً من المرض منذ أغسطس/آب الماضي.
وقال طه عبد الله، المسؤول رفيع المستوى في وزارة الصحة العراقية بأن العراقيين التزموا بالقواعد التي تضمن سلامتهم من الكوليرا وبذلك انخفض عدد الإصابات بشكل كبير. كما تتم معالجة أكثر من 70 بالمائة من الحالات بنجاح".
وأضاف قائلاً: "تعاني بعض المناطق من سوء نظام الصرف الصحي، كما يوجد نقص في المياه الصالحة للشرب، مما يعرض السكان للخطر. ولكننا نعمل بجهد لاحتواء المشكلة ومع نهاية فصل الصيف ستكون إمكانية انتشار المرض أقل. كما تم إطلاق حملة مكثفة بين العائلات النازحة لمنع انتشار المرض بين الفئات الأكثر ضعفاً".
وعلى الصعيد نفسه، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية العراقيين لإتباع الإجراءات الوقائية البسيطة والتي يمكن تحمل تكاليفها بالإضافة إلى أنها أثبتت فاعليتها في درء انتشار الكوليرا.
ووفقاً لوزارة الصحة، وصل المرض إلى 39 منطقة في 11 محافظة حتى اليوم.
من جهته قال شوبو رشيد، مسؤول الاتصال في اليونيسيف: "لا يحدث الانخفاض في عدد حالات الإصابة بالكوليرا وعدد الوفيات بمحض الصدفة. ولكن يستطيع كل عراقي أن يساهم مساهمة مؤثرة في محاربة انتشار المرض عن طريق إتباع قواعد المأكل والمشرب والنظافة الشخصية".
المناطق المتأثرة
وقد تأثرت كل من كركوك والسليمانية وأربيل ودهوك وتكريت والموصل وديالا والبصرة وواسط وبغداد والأنبار بانتشار الكوليرا. وقال عبد الله أن "مراكز الصحة المحلية عملت جاهدة لوقف انتشار المرض وحصلت على نتائج ممتازة".
وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء وتسبب إسهالاً مائياً مع تقيؤ وجفاف. وقد يصبح المرض قاتلاً إذا تأخر تقديم العلاج المناسب. غير أن 80 بالمائة من حالات الكوليرا تعالج بنجاح باستخدام أملاح الإماهة التي تؤخذ عن طريق الفم.
وقال إبراهيم عبد اللطيف، المختص في علم الأوبئة في مستشفى بغداد الطبي: "كانت خطورة الحالات التي عالجناها في مستشفانا خطورة متوسطة من المستبعد أن تكون قاتلة، ولكن إن لم يسعى المرضى للحصول على تشخيص طبي سريع فربما يدخل المرض في مرحلة خطرة ومزمنة وقد تكون قاتلة".
وعلى الرغم من انخفاض عدد الإصابات بالكوليرا، واصلت كل من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية دعمهما للمراكز الصحية المحلية عن طريق توفير الدعم الفني والتدريب على إدارة الحالات والتحقيق في انتشار المرض واحتوائه. كما تقوم هاتين المنظمتين الأمميتين بدعم حملات التوعية والحث على إتباع تعاليم النظافة في البلاد.