أفاد مسؤولون بأن المواجهات المسلحة المستمرة في إقليم أورزوغان، وسط أفغانستان، بين مقاتلي طالبان من جهة والقوات الأفغانية والقوات الدولية من جهة أخرى، قد تسببت في نزوح حوالي 1,600 أسرة.
وكان النزاع المسلح المستمر، الذي يشمل المواجهات البرية والقصف الجوي في مناطق ديراوود وخاس أورزوغان وكورا ودراوشان وكيجران ومرباد، قد أثر على المدنيين واضطرهم إلى النزوح من ديارهم.
وكانت معظم الأسر قد نزحت إلى وسط ديراوود في حين لجأ البعض منهم إلى تارنكوت، عاصمة الإقليم، حسب حاجي محمد أمين، مدير المكتب الإقليمي لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني، الذي أضاف في حديثة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن الناس هربوا أيضاً إلى إقليمي غزني وقندهار المجاورين".
وكان هجوم انتحاري نفذ في 17 أكتوبر/تشرين الأول قد أودى بحياة ثمانية أفغان وجرح أربعة على الأقل، وفقاً لبيان صحفي صادر عن الناتو.
في المقابل، قال بعض النازحين بأنهم اضطروا إلى ترك ديارهم وسبل عيشهم بسبب القصف الجوي المكثف الذي تشنه القوات الدولية على مناطقهم.
مشاكل أمنية
وتواجه عمليات توصيل المساعدات الإنسانية إلى النازحين عراقيل جمة بسبب استمرار المواجهات المسلحة، حسب تصريحات المنظمات الإنسانية، إذ قال عليم صديقي، الناطق باسم الأمم المتحدة في كابول: "تكمن الصعوبات الحقيقية التي نواجهها في أن استمرار المواجهات المسلحة يجعل من الصعب على منظمات الأمم المتحدة أن تصل إلى مناطق النزاع وأن تجري تقييماً كاملاً ودقيقاً للاحتياجات الحقيقية".
وليس للأمم المتحدة وجود فعلي ومباشر في أورزوغان غيرها من المناطق المتوترة في جنوب وجنوب شرق أفغانستان. غير أنها اشتركت مع الحكومة الأفغانية في تشكيل فرق تقييم لتقدير الوضع في المناطق المتأثرة والتمكن من تنسيق وترتيب رد إنساني مناسب، حسب صديقي، الذي أضاف: "إننا نطالب بمجال إنساني آمن واحترام شامل لحماية المدنيين من كل الأطراف المتحاربة".
من جهتها، طالبت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان القوات الأمريكية وقوات الناتو بتقليص هجماتها الجوية أثناء مواجهتها للمقاتلين، لأنها تضر بالمدنيين في الوقت نفسه.
كما أفاد ناطق باسم الأمم المتحدة في أفغانستان بأن "الهجمات الجوية المكثفة" بالإضافة إلى سياسة العنف التي تنتهجها طالبان قد أدت إلى زيادة موجة النزوح في مختلف مناطق إقليم أورزوغان.
توصيل المساعدات الإنسانية
الصورة: مجيد عمري/إيرين |
ترى منظمات الإغاثة الإنسانية بأن انعدام الأمن يعتبر أحد أهم التحديات التي تواجهها في محاولتها لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الأسر النازحة في أورزوغان |
كما تعهدت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتقديم مساعدات غذائية وغير غذائية لأكثر من 900 أسرة.
وشدد أمين على ضرورة أن تصل المساعدات الإنسانية إلى الأسر النازحة قبل بداية فصل الشتاء للحيلولة دون اندلاع "أزمة إنسانية حادة" في إقليم أورزوغان، مضيفاً بأن "الناس يحتاجون بشكل عاجل للخيام والمواد الغذائية والأغطية وأدوات المطبخ ومياه الشرب".