1. الرئيسية
  2. Africa

قلق بشأن خطة نقل اللاجئين من كينيا إلى الصومال

Refugees wait to be registered at northeastern Kenya's Dadaab Refugee Camp Kenneth Odiwuor/IRIN
بينما تكتسب خطط تسهيل عودة مئات الآلاف من اللاجئين الصوماليين من كينيا المجاورة زخماً، لا تزال هناك شكوك جدية حول ما إذا كانت الظروف في الصومال مواتية لتنفيذ عملية إعادة إلى الوطن على نطاق واسع كهذه.

ويوجد حوالي 600,000 لاجئ صومالي في كينيا، وفقاً للإحصاءات الحكومية، يعيش أكثر من ثلثيهم في مجمع داداب المترامي الأطراف الذي تم تأسيسه منذ 20 عاماً في شرق البلاد.

وقد أعربت كينيا مراراً في السنوات الأخيرة عن رغبتها في تخفيف عبء اللاجئين"، وفي 5 يونيو، التقى الرئيس أوهورو كينياتا مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمد في نيروبي لمناقشة المضي قدماً في هذه العملية. واتفقا على عقد المؤتمر في شهر أغسطس لتحديد طرائق العودة إلى الوطن، فضلاً عن تشكيل لجنة ثلاثية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأوضح عبد الرحمن عمر عثمان، مستشار الرئيس الصومالي، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذا جزء من سياسة الحكومة الصومالية... الصومال الآن على طريق الانتعاش الاقتصادي، فضلاً عن التحسن الأمني".

ولكن محمد عمر طلحة، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الصومالي، كان أكثر حذراً، وأكد أنه "ليس المهم هو إرسال [اللاجئين] إلى المناطق الهادئة نسبياً مثل مقديشو وبيدوا... [لكن] هناك مساحات كبيرة من البلاد لا تزال تحت سيطرة المتشددين، وينبغي علينا أن نكون حذرين بشأن أمن هؤلاء الناس". 

 "الادعاء بأن الصومال آمن ومستعد لعودة أعداد كبيرة - على الرغم من أن الحكومة الاتحادية تسيطر فقط على جزء صغير من البلاد - أمر خطير"
وقال عبد الله محمد شيروا، رئيس شبكة منظمات المجتمع المدني في وسط وجنوب الصومال، عن الترحيل المخطط له: "هناك انفجارات - هجمات انتحارية - وأناس يفرون من بلدة كيسمايو الجنوبية بسبب تجدد الصراعات. إن الأسباب ذاتها التي أجبرت هؤلاء الناس على الهرب لا تزال قائمة، ولذلك لا يوجد سبب منطقي لعودتهم. كما أنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى خدمات الصحة أو التعليم في تلك المناطق".

ادعاء خطير

وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال مارك يارنل، مسؤول مناصرة اللاجئين الأفارقة في المنظمة الدولية للاجئين، أنه في حين ينبغي على المجتمع الدولي أن يدعم اللاجئين الذين يريدون العودة إلى وطنهم طوعاً، "فإن الادعاء بأن الصومال آمن ومستعد لعودة أعداد كبيرة - على الرغم من أن الحكومة الاتحادية تسيطر فقط على جزء صغير من البلاد - أمر خطير".

وأضاف أن "الوضع الراهن على الأرض في الصومال لا يسمح على الإطلاق بعودة جماعية للاجئين. بالتأكيد أصبحت بعض المناطق في الصومال أكثر أمناً وأماناً، ولكن الاستقرار لا يزال هشاً. وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الاتحادية الصومالية، تحتفظ حركة الشباب بالقدرة على تنفيذ هجمات كبرى (مثل الهجوم المأساوي على مجمع الأمم المتحدة في مقديشو في الأسبوع الماضي)، وفي المدن "المحررة" مثل ميناء كيسمايو، يقاتل أمراء الحرب المتنافسون للسيطرة عليها، مما اضطر المدنيين إلى الفرار".

من جهته، أكد المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الصومال أندي نيدهام هذا الرأي قائلاً: "لقد حدثت بعض التطورات المشجعة في الصومال في الآونة الأخيرة، ولكن هذه التحسينات لا تعني أن أعداداً كبيرة من اللاجئين الصوماليين يمكنها العودة إلى ديارها بعد. الأمر سيستغرق وقتاً قبل تحسن الظروف بشكل عام، كاستعادة الأمن والقانون والنظام في جميع أنحاء الصومال وإعادة بناء الإدارات المحلية على سبيل المثال.

وأضاف في رسالة بالبريد الالكتروني إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "موقف المفوضية - كما في أماكن أخرى من العالم - هو أن على اللاجئين أن يتخذوا قرارات واعية بشأن العودة إلى الوطن، وينبغي أن يعودوا إلى ديارهم طوعاً في أمان وكرامة. ولذلك تأمل المفوضية أن تستمر بلدان اللجوء في توفير الحماية للاجئين الصوماليين إلى أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم".

ونقلت تقارير صحيفة محلية الأسبوع الماضي عن أمينة محمد وزيرة الشؤون الخارجية الكينية قولها: "يمكنني أن أؤكد لكم أننا سوف نفعل ذلك [العودة] بطريقة منظمة وإنسانية إلى أقصى حد للحفاظ على كرامة ضيوفنا". 

وقد عاد حتى الآن 17,000 لاجئ صومالي من كينيا إلى الصومال هذا العام، حسبما ذكرت المفوضية، التي أشارت إلى أن بعضهم عادوا بشكل مؤقت فقط، لزراعة المحاصيل على سبيل المثال.

تخوف

عاشت هوبيو عبدي كيلاس، وهي أم لثلاثة أطفال، في داداب طوال الـ 20 سنة ماضية. وقالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه على الرغم من صعوبة الحياة في داداب، إلا أن الصومال يفتقر إلى الآن إلى مستوى السلام الكافي لتبرير عودتها.

وأضافت قائلة: "يمكنك أن ترى كيف نكافح لجمع الحصص الغذائية في هذه الشمس الحارقة، لكن لا يمكنني أن أطمئن للعودة إلى الصومال في هذا الوقت المبكر، لأنني واثقة من أنني سوف أضطر إلى الهرب مرة أخرى بسبب الصراع الدائر بين الفصائل المختلفة التي تقاتل من أجل السلطة. لا أريد أن أصبح لاجئة مرتين، وأفضل البقاء هنا لفترة أطول على المخاطرة بحياتي".

وقال مسؤولو إغاثة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك تخوف بين اللاجئين بشأن احتمال العودة إلى الوطن، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم اطمئنانهم إلى طبيعة هذه العملية، وأيضاً بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في الصومال.

وفي السياق نفسه، أوضح روفس كارانجا، المتحدث باسم اتحاد اللاجئين في كينيا، أن "اللاجئين لا يعرفون شيئاً عن الظروف التي قد يعودون إليها. وأولئك الذين يحوزون ملكية خاصة بهم يخشون فقدان ما اكتسبوه على مر السنين".

وأضاف كارانجا قائلاً: "لا نعرف تفاصيل الاتفاق، لكننا نعتقد أنه سوف يتبع أفضل الممارسات، حيث سيتم توفير فرصة للاجئين الذين يبدون استعداداً للعودة لإجراء زيارة للاطلاع على الأوضاع".

والجدير بالذكر أن مخيمات النازحين داخلياً في الصومال مكتظة وتفتقر إلى المرافق الأساسية.

وقالت زهرة، وهي أم لستة أطفال عادت مؤخراً من مخيم اللاجئين الكيني هاغاديرا في داداب، خلال حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في أحد تلك المخيمات في مقديشو: "لقد عدت إلى الوطن لأنني اعتقدت أن الحياة تحسنت، ولكن ما واجهته مختلف تماماً عما كنت أتوقع. ليس لدينا ما يكفي من الخدمات الصحية أو الغذاء، فأي نوع من العودة إلى الوطن يتحدثون عنه؟"

ويذكر أنه يوجد في الصومال ما يقدر بمليون نازح داخلياً.

amd-mh/ko/rz/am/cb-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join