1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Indonesia

الناجون من بركان إندونيسيا: بين التنقل والتأهب

A Merapi resident collects tall grass to feed livestock. Part of what kept people living on Merapi’s dangerous higher altitudes for so long is its rich volcanic soil, which is ideal for agriculture. Areas that were turned to ash by the eruption in late Brendan Brady/IRIN

عندما بدأ جبل ميرابي الذي يقع شمال يوجياكارتا عاصمة مقاطعة جاوة الوسطى في إندونيسيا ينفث سحباً كثيفة ودخاناً ملوّناً في أكتوبر 2010، تردد سكان المنطقة حول ما تنطوي عليه هذه الإشارة من خطورة ليتبين فيما بعد أن تأخرهم في اتخاذ قرار الهرب كان قاتلاً.

وقد وجدت إحدى الأسر نفسها في مأزق مروع بسبب خسارة الوقت، فمع دراجة نارية واحدة فقط، لم يتمكن الوالدان من نقل عائلتهم المؤلفة من ستة أشخاص في رحلة واحدة، فقرروا البقاء في المنزل، فإما يموتون جميعاً أو يبقون معاً على قيد الحياة. فلقوا حتفهم مع 350 آخرين.

وقال مارغوتومو، الذي يحمل اسماً واحداً كالعديد من الإندونيسيين، وهو شقيق الأم لهذه الأسرة التي قضت في الكارثة، أنه بعد مأساة عام 2010، اعترف سكان ميرابي أنهم عاشوا على سفوح هذا بركان الذي يصل ارتفاعه إلى 2,914 متراً لفترة طويلة بحيث اعتادوا تهديداته.

مع ذلك، وبعد أكثر من عامين، يقول السكان أنهم أكثر وعياً حول الخطر المحيط بهم وأكثر استعداداً لمواجهته.

وقالت سوارني، وهي امرأة في الثلاثينات من عمرها تدير محلاً في الجبل لبيع الهدايا للسياح أنه "قبل عام 2010، لم نكن نهتم لدى رؤية الكثير من الدخان يتصاعد من البركان أو حتى لبعض الصخور التي تتساقط منه. أما الآن، فالناس يتحركون بسرعة حتى لو لم يروا سوى علامة صغيرة تشير إلى بعض النشاط البركاني."

من جهته، قال تريانتو (30 عاماً)، وهو مرشد سياحي ومتطوع في مجال الاستجابة للحالات الطارئة: "هناك تنسيق أفضل بكثير الآن ونحن ننشر المعلومات دائماً حول أحوال الطقس".

تحسين نظام الإنذار

ومن التغييرات البسيطة لكنها فعالة البدء في استخدام أجهزة الراديو المحمولة باليد، والتي عادة ما نلاحظها على أحزمة السكان. وقد تم تعيين أجهزة الراديو على موجة التردد نفسها، مما يسمح بالحصول على التحديثات المستمرة وتبادل المعلومات حول الأوضاع في الجبل.

وفي عام 2011، تم إنشاء نظام للإنذار مؤلف من ثلاث طبقات يسمح لمراكز الرصد التابعة للحكومة بأن تقوم بشكل منتظم بإبلاغ الممثلين الذين عينهم المجتمع المحلي حول مستوى التهديد، حتى يتمكنوا من نشر المعلومات إلى الناس من حولهم. وقبل اندلاع البركان في عام 2010، كان نشر مثل هذه التحذيرات أبطأ وكان بعضها متناقضاً أحياناً لأنها كانت تأتي من مصادر مختلفة.

وقال أريس مرافي من كلية الجغرافيا في جامعة غادجاه مادا في يوجياكارتا أنه قد تم أيضاً تحسين البنية التحتية للطرق والجسور المؤدية إلى أعلى الجبل لجعل عملية الإجلاء أكثر فعالية، في حين أجرت الجهات الحكومية وغير الحكومية عدداً من الدورات التدريبية في المجتمعات المحلية لكي تكون عمليات الإجلاء أكثر تنظيماً.

نقل الناس

مع ذلك، قد تكون خطوة التأهب الأكبر هي إجلاء جميع الناس من المناطق المرتفعة. وقال سوباندريو، رئيس مكتب يوجياكارتا للبحث والتكنولوجيا لوكالة علم البراكين، وهي وكالة حكومية تراقب نشاط البراكين، أن 2,500 أسرة انتقلت إلى منازل بنتها الحكومة في مواقع لإعادة التوطين، في حين تسعى السلطات لنقل 668 أسرة إضافية.

لكن ما زالت مئات الأسر ترفض الرحيل. وأضاف سوباندريو أن هذا التردد ينبع من الرغبة في البقاء في أرض يعرفونها جيداً ومن الشكوك حول تعرضهم للخطر بسبب عدم تأثر الممر الذي يقطنون به على الجبل بشكل مباشر خلال ثورة عام 2010.

وأضاف أن الاعتقاد الخاطئ بأن الثورات البركانية في ميرابي تتبع نمطاً يمكن التنبؤ به قد تسبب في تأخير هروب الكثير من السكان في عام 2010، الأمر الذي انتهى بمصرعهم.

أراضٍ غير مألوفة

وفي البداية، قاوم معظم السكان أوامر الحكومة بالانتقال، فقد اعتادوا العيش في مساحات كبيرة والزراعة في تربة خصبة، في الوقت الذي ترسخ فيه الثقافة المحلية التمسك بأرض الأجداد. لكن، عندما عُرض عليهم منازلاً ينتقلون إليها ومبلغاً صغير من المال أو لا شيء لإعادة بناء منازلهم السابقة، قبل معظم الناس بهذه الصفقة.

وتعيش 81 أسرة من الأسر التي انتقلت في كارانغ كندال الآن على بعد عدة كيلومترات من قريتهم السابقة إلى أسفل الجبل. وقد بنت الحكومة مجتمعاً جديداً هناك يضم منازلاً وطرقاً معبدة.

ولم يكن الانتقال إلى مثل هذه المواقع سلساً، إذ يسود شعور بالضياع صفوف كبار السن بسبب عدم اعتيادهم على حدود المجتمع الجديد الذي لا يضم حقولاً أو حتى مساحات خاصة.

كما لم يجد العديد من المزارعين الذين فقدوا محاصيلهم والثروة الحيوانية في عام 2010 أي عمل جديد يقومون به. فما زالوا يملكون أراضيهم السابقة في المناطق المرتفعة على جبل ميرابي لكنهم يقولون أنهم يفتقرون إلى رأس المال للبدء من جديد. ومستوياتهم التعليمية المحدودة تحد من فرصهم في الحصول على أعمال غير زراعية.

يعيش بوديوتومو (55 عاماً) في منزله الجديد منذ ستة أشهر لكنه لا يجد شيئاً يفعله بعد أن كان مزارعاً يبيع الألبان في قريته. وقال بوديوتومو لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "كان لدينا عمل أكثر نقوم به هناك. أما هنا، فمن الصعب أن تعرف كيف تجد عملاً عادياً". ويوافقه جاراه العاطلان عن العمل الرأي، وقال أحدهما ويدعى أندري جوكو سوباترا (27 عاماً): "من المؤلم أن نترك منازلنا السابقة، لكن الجيد في الأمر أننا أكثر بعداً عن الخطر".

bb/ds/cb-bb/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join