فيصل أوان، 20 عاماً، واحد من العديد من ضحايا زلزال باكستان الذين لم يتمكنوا إلى الآن من إعادة بناء حياتهم. ويقيم فيصل في مخيم تانغبيا للنازحين بالقرب من دوباتا، 40 كلم شرق مظفرأباد، عاصمة كشمير الباكستانية. وكانت الحكومة قد أعلنت أرضه، ناكا باتليان التي تبعد مسافة 1.5 كلم فقط عن المخيم، أرضاً خطرة جداً وغير صالحة للبناء. وبعد مرور سنتين على الزلزال لا تبدو سياسة واضحة في الأفق للتعامل مع قضية هؤلاء النازحين.
ويتحدث أوان عن محنته قائلاً: لن أنسى الزلزال ما حييت. فقدنا كل شيء في ثوان معدودات. من الصعب أن تصدق ذلك ما لم تعشه شخصياً. كنت أعمل مدرساً في مدرسة خاصة في المنطقة. كانت حياتي جيدة وكنت سعيداً بها مثلما كانت أسرتي. ولكن بعد الزلزال، اختفت المدرسة واختفى البيت وسُلِبت منا الأرض التي كنا نعيش عليها بعد أن قالت الحكومة بأنها لم تعد آمنة لإمكانية تعرضها للانجراف بعد الزلزال مما يجعل من المستحيل العودة للسكن عليها.
سمعنا في الأشهر الأولى التي تلت الزلزال بأن الحكومة ستقدم لنا الدعم لإعادة البناء وبأنها ستقدم نوعاً من التعويض لمن فقدوا بيوتهم. كان الناس سعداء بهذه الأخبار وكان الأمل والتفاؤل يغمر الجميع. ولكننا أدركنا بان هذا هو قدرنا بعد وقت قصير.
يوجد 23 أسرة في مخيمنا في الوقت الحالي، أي حوالي 150 شخص من نفس المنطقة، وجميعهم يعاني من نفس المشاكل. فمعظمهم عاطلون عن العمل ولا يجدون أية فرصة في هذه المنطقة.
نريد أن نعود إلى أرضنا ولكن لا نستطيع. نريد أن نبني من جديد ولكن لا نستطع كذلك. أُمِرنا بالانتظار فقط ومن الصعب معرفة من يمكن تصديقه. وبما أنه لم تعد لدينا أية أرض فإننا غير مؤهلين للحصول على تعويض لإعادة البناء والحكومة لا تطلعنا على أي شيء. كل ما يقولونه لنا هو أن ننتظر هنا، في هذا المخيم الذي لا يتوفر فيه نظام للصرف الصحي ولا مرافق لائقة. لا شيء هنا. الحياة صعبة الآن ولا أرى أي مستقبل. لقد أصبحنا في طي النسيان بعد مرور سنتين على وجودنا في هذا المكان".