1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

الصومال: بين المبادئ والوقع

A Somali woman hands her severely malnourished child to a medical officer of the African Union Mission in Somalia (AMISOM), an active regional peacekeeping mission operated by the African Union with the approval of the United Nations UN Photo/Stuart Price

 أدى تقدم قوات الاتحاد الإفريقي نحو مدينة كيسمايو الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون في الصومال إلى تسليط الضوء على التحدي الذي تواجهه الجهات الفاعلة الإنسانية في كثير من الأحيان في مناطق النزاعات. ويتمثل هذا التحدي في كيفية مساعدة المحتاجين دون أن ترتبط الجهات الفاعلة الإنسانية بشكل وثيق مع الأطراف المتحاربة، بما في ذلك هؤلاء الذين يتمتعون بالدعم الدولي.

ووفقاً لبيان بعثة الاتحاد الإفريقي، قام اللواء سيمون كارانجا، نائب قائد قوات الاتحاد الإفريقي "بمناشدة وكالات الإغاثة الإنسانية مؤخراً للحضور لمساعدة الناس الذين فروا من كيسمايو إلى المناطق التي حررتها قوات الاتحاد الإفريقي وقوات الأمن الصومالية". وقال كارانجا: "نحن على استعداد لتسهيل أية جهود من أجل تخفيف معاناة السكان". وتجدر الإشارة إلى أن كيسمايو هي آخر المعاقل الرئيسية لحركة الشباب المتمردة.

ابتعاد الجهات العاملة في المجال الإنساني

يفوض قرارمجلس الأمن الدولي رقم 1772 بعثة الاتحاد الإفريقي "لتهيئة الظروف الأمنية اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية". ولدى بعثة الاتحاد الإفريقي وحدة خاصة بالشؤون الإنسانية- وهي طبقاً للموقع الإلكتروني لقوات البعثة– تعمل مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية "من أجل إنشاء آليات للتنسيق وتبادل المعلومات". ويسافر العديد من العاملين في المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة في قوافل تحميها مركبات قوات الاتحاد الإفريقي. كما أقامت بعثة الاتحاد الأفريقي مستشفيات ميدانية لعلاج قواتها وخدمة السكان المدنيين أيضاً.

ولكن ما زال العديد من عمال الإغاثة حذرين في تعاملهم مع بعثة الاتحاد الإفريقي وتطلعاتها الإنسانية، ويقاومون الاندفاع إلى المناطق التي قامت قوات بعثة الاتحاد الإفريقي والقوات الحكومية بطرد حركة الشباب منها. كما يعتمد نشر الأفراد العاملين في الأمم المتحدة في تلك المناطق على الحصول على تصريح من إدارة الأمن والسلامة في الأمم المتحدة. وقال محمد فرح، المتحدث الرسمي باسم الحكومة في تصريح لراديو إيرجو، أن "الناس الذين يعيشون في تلك المناطق ليست لا يتمتّعون بأية مرافق أساسية، سواء صحية أو تعليمية أو إمدادات للمياه. ولكن منذ أن استعادت القوات الحكومية وحلفاؤها السيطرة، قليلة كانت وكالات الإغاثة التي لبت الطلب". وأضاف فرح قائلاً: "نحن ندعو المجتمع الدولي ووكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة مرة أخرى للحضور وإنقاذ هؤلاء الناس".

وكان رؤساء الدول في الهيئة الحكومية الدولية للتنمية قد أصدروا نداءً مماثلاً في اجتماع عُقد في نوفمبر 2011 من أجل تلبية احتياجات "المجتمعات المتضررة من الجفاف والمجاعة بطرق أكثر فاعلية".

خطوط غير واضحة

رغم أن الاعتبارات الأمنية قد تفسر جزئياً عدم تلبية الطلب، إلا أن المبادئ الإنسانية أيضاً تدخل في الاعتبار وفقاً لما ذكرته تانيا شومر التي تُعتبر الشخص المرجع لاتحاد المنظمات غير الحكومية الصومالية. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت شومر أنه "عندما يتم الحفاظ في جميع الأوقات على مبادئ مثل الحيادية وذلك بدعم من المجتمعات المحلية، عندها فقط سنتمكن من العمل وتقديم المساعدات بشكل فعال. فعدم وضوح الأهداف الأمنية والإنسانية يعرض عملية تقديم المساعدات الحيوية للشعب الصومالي للخطر".

وأضافت أن "تصور أن الجهات الفاعلة الإنسانية مرتبطة بالأجندات السياسية أو العسكرية بما في ذلك دعم بعثة الاتحاد الأفريقي أو أجندة الاستقرار من شأنه أن يهدد بصورة مباشرة الإمدادات والعاملين في المجال الإنساني، وبالتالي سيقلص قدرة وكالات الإغاثة على مساعدة السكان الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة".

ورداً على سؤال حول كيفية مساعدة المدنيين في كيسمايو في حال مغادرة حركة الشباب للمدينة، أكد راسيل جيكي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على ضرورة بقاء العاملين في المجال الإنساني مستقلين تماماً عن العمليات السياسية والأمنية". وأضاف جيكي أنه "تماشياً مع المبادئ الإنسانية، تستند خطط الطوارئ لكيسمايو على احتياجات المدنيين وسيتم تنفيذها بصورة مستقلة عن أي أهداف سياسية أو عسكرية لأي طرف. ولكننا ندخل في حوار عادي مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة بغية المساعدة في الحد من عدد الضحايا المدنيين وتقليص معاناتهم وبغية تسهيل وصول الوكالات الإنسانية إلى المحتاجين".

وبالنسبة لموظف الأمم المتحدة الذي عمل في الصومال في بداية التسعينيات مع منظمة أخرى فإن "المهم هو الحفاظ على أخلاقياتك وعدم الإضرار بالآخرين والقيام بتكييف مبادئك مع الواقع على الأرض". وأضاف أنه "إذا كان الناس يموتون باسم مبادئك بسبب طريقة إدارتك للأمور، فربما يكون من الأفضل أن تغادر وتدع الآخرين يقومون بالمهمة". ولكنه أضاف أيضاً أن "العاملين في المجال الإنساني يخاطرون بارتباطهم بالقوات الأجنبية التي تهاجم الصومال. ويمكن لحركة الشباب أن تستغل ذلك لكي تجعل من الصعب عليهم إنجاز أعمالهم. ويستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتغيير هذا التصور."

وفي حديثه عن تجربته السابقة في الصومال التي انطوت على التعامل مع أمراء الحرب العشائريين، قال: "كان الأساس المنطقي هو: هل تريد أن تنقذ الأرواح أم لا، وما هو ثمن ذلك؟ إنها مسألة جدل قديم". وطبقاً لما ذكره مسؤول بالأمم المتحدة في مقديشو، فإن الجدل الذي يدور الآن مقلق جداً وهو يقوم على ما إذا كان "ينبغي أن يُحرم الناس من المساعدات لأنهم يعيشون في منطقة حرب ومحاصرين في سياسة تلك الحرب؟"

وتسلّط كيسمايو الضوء على جميع القضايا لأنها مدينة ولأنها شريان الحياة لعديد من الناس...وإذا توقفت شبكات المياه والصرف الصحي عن العمل، والأمطار ستهطل قريباً، وبقي هناك عدد من النازحين داخلياً هناك...فهل تتجاهلهم؟"

am/kr/rz-hk/bb


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join