أخبر سكان محليون شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الاشتباكات الدائرة في منطقة غيدو جنوب غرب الصومال بين حركة الشباب المتمردة من جهة والقوات الصومالية بمساعدة القوات الإثيوبية والكينية من جهة أخرى قد أدت إلى نزوح عدة آلاف من سكان المنطقة.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قال محمد عبدي كليل محافظ غيدو، من غارباهاري العاصمة الاقليمية، أن "حوالي 5,000 شخص اضطروا للنزوح بسبب النزاع في الأسابيع القليلة الماضية، ولدينا بالفعل مئات العائلات النازحة ونحن نحاول توفير بعض المساعدات للنازحين في منطقتنا، ولكن دون جدوى حتى الآن".
وأضاف أن الأسر "اضطرت إلى الانتقال من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى" بسبب نشاط حركة الشباب، "وهدفها الرئيسي هو الاختباء من العنف...إن الناس بحاجة ماسة إلى مساعدة لتوفير خدمات المأوى والصحة والمياه والمواد الغذائية".
وكانت المواجهات قد تسببت في عزل المنطقة عن خطوط التجارة مع العاصمة مقديشو ومدينة بيداوا. كما أن والخدمات العامة ليست أفضل حالاً. وذكر كليل أن أكثر من 10 مراكز صحية أغلقت أبوابها في جميع أنحاء منطقة غيدو بسبب الاقتتال.
من جهته، قال عدن عبدي حاشي، مدير المستشفى الرئيسي في غارباهاري الذي يخدم أربع مقاطعات في غيدو، أن مختبر المستشفى تعرض للحرق في الأسبوع الماضي، وجاء في قوله: "تعرضنا لهجوم شنته حركة الشباب وتعرض مستشفانا لإطلاق النار واشتعلت فيه النيران".
وأضاف حاشي: "ليست لدينا وسيلة لفحص أي مريض أو تشخيص أي مرض، ولدينا حالياً عشرات المرضى الذين يعانون من مرض السل والذين ينبغي فحصهم كل شهرين لمعرفة مدى استجابتهم للعلاج، ولكننا لا نستطيع حتى إجراء مثل هذه الفحوص". وأشار إلى أن هناك نقصاً في الأدوية أيضاً.
تضرر التعليم
بالإضافة إلى المستشفيات، أثر القتال أيضاً على المدارس. حيث أخبر المحافظ شبكة الأنباء الإنسانيىة (إيرين) أن "حركة الشباب أغلقت المدارس وأجبرت الأطفال على حمل السلاح في المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرتها".
كما أغلقت بعض المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة أبوابها أيضاً لأسباب مختلفة. ففي المدرسة الثانوية الوحيدة في مدينة غارباهاري، تغيب العديد من الطلاب بسبب مغادرتهم المنطقة بالفعل، وفقاً لمدير المدرسة علي محمد عيسى.
وأفاد عيسى أن "التوجه السائد هو أن الناس لا زالوا يشعرون بالقلق من الوضع الحالي، ولذلك رحلوا إلى مناطق أكثر أمناً وتوقفوا عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة، ولا يمكن لومهم على ذلك".
عدم اليقين
من جهته، أكد صحفي محلي، طلب عدم ذكر إسمه، أن حركة الشباب - التي فقدت سيطرتها على غارباهاري و أجزاء أخرى من غيدو في أعقاب المواجهات مع القوات المشتركة التابعة للحكومة الاتحادية الانتقالية والجيشين الإثيوبي والكيني - "لا تزال على مقربة وتشن الهجمات وقتما تشاء".
وأضاف الصحفي أن "هذا خلق قدراً كبيراً من التخوف وعدم اليقين بشأن ما قد يحدث فيما بعد،" مشيراً إلى أن الغارات الجوية الكينية في أجزاء من جنوب الصومال، بما في ذلك غيدو، تثير الذعر بين السكان.
كما أشار إلى أن "هذا أرغم العديد من الناس على الفرار من أي منطقة يعتقدون أنها على مقربة من حركة الشباب،" مضيفاً أنه ساهم في نزوح سكان المنطقة في "تحرك مرتبك ومستمر من قبل السكان".
من جهتها، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن منطقة غيدو أصبحت موطناً لنحو 77,000 نازح. ولكن المنظمات الإنسانية لم تتمكن من الوصول إليها منذ عام تقريباً بسبب وجود حركة الشباب، حسب كليل.
ah/mw-ais/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions