حذرت وزارة التربية العراقية من احتمال تدني نسبة الأطفال الذين سيلتحقون بالمدارس في السنة الدراسية المقبلة، موضحة بأنها تتوقع أن ينخفض عدد الملتحقين بالمدارس هذا العام بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي. وقد ألقى الأهالي باللوم على الحكومة لعدم قدرتها على حماية أطفالهم، حيث اختار العديد منهم إبقاء أطفاله داخل البيت لضمان سلامتهم.
وفي هذا الصدد، قالت ليلى عبد الله، وهي مسؤولة رفيعة المستوى بوزارة التربية، بأن الوزارة تحاول تشجيع الأسر على إرسال أطفالها إلى المدارس لتجاوز الانخفاض الملحوظ في عدد الطلبة خلال الأربع سنوات الماضية، والذي أثر على أدائهم".
وأضافت بأن الوزارة "قامت بتعزيز إجراءات الأمن على أبواب معظم المدارس، ولكن الأسر لا تزال تشعر بالخوف من إرسال أطفالها إلى المدرسة، الأمر الذي سيؤثر سلباً على مستقبلهم".
وأوضحت قائلة: "أنا لا ألومهم على محاولة حماية أطفالهم ولكن ينبغي أن نعمل جميعاً لتغيير الوضع القائم وإنهاء العنف عن طريق تعليم أطفالنا كيفية بناء عراق أفضل".
كما عانى الآباء أيضاً من سوء نتائج الامتحانات خلال السنة الدراسية الماضية، حيث أشارت ليلى إلى أن نسبة الرسوب في الامتحانات قد زادت بحوالي 54 بالمائة مقارنة بالسنوات السابقة. كما أوضحت بأن العديد من الطلاب لم يتمكنوا من حضور الامتحان النهائي لأنهم أجبروا على مغادرة بيوتهم هرباً من العنف. بالمقابل، عرضت مدارس قليلة فقط فرصة حضور فصول إضافية للطلبة الذين يتوجب عليهم إعادة الامتحان لأن أساتذتهم لم يتمكنوا وقتها من مغادرة بيوتهم خوفاً من العنف.
وقال محمد عزيز، 12 عاماً، والطالب في إحدى مدارس بغداد الثانوية، بأنه رسب في الامتحان النهائي وأن عليه أن يعيد السنة. وقد ألقى محمد باللوم في ذلك على الانقطاع المتواصل للكهرباء واستمرار المواجهات بالقرب من بيته، حيث عبّر عن ذلك بقوله: "لم أستطع الدراسة أو التركيز مع استمرار المواجهات في الشارع الذي أسكن فيه بحي علاوي".
كما أخبر محمد، الذي فقد أباه حديثاً في نزاع طائفي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه لم يعد بإمكانه تحقيق حلمه في أن يصبح طبيباً، حيث قال: "لقد رسبت في الامتحانات وأخبرتني أسرتي بأنني لن أذهب إلى المدرسة في السنة المقبلة لأن ذلك سيكون بدون جدوى. كما أن أمي تعتقد بأنه علي العمل مع إخوتي للمساعدة في تحسين دخل الأسرة".
نقص في المعلمين
وقالت ليلى من وزارة التربية بأن الوزارة "تعاني من صعوبات جمة في استقطاب المعلمين، فمعظمهم يتركون وظائفهم بعد التعرض لتهديدات من طرف المسلحين أو المتمردين".
لم أستطع الدراسة أو التركيز مع استمرار المواجهات في الشارع الذي أسكن فيه بحي علاوي |
أما أم حيدر، وهي أم لأربعة أطفال، فقد قالت بأنها لن تسمح لأطفالها بحضور المدارس في السنة الدراسية المقبلة بسبب ارتفاع وتيرة العنف، وبأنها سمعت من مديرة المدرسة التي يرتادها أطفالها بأنهم سيضطرون إلى حضور فصول تضم ضعف ما كانت تضمه من طلاب في السنة الماضية، مشيرة إلى أن الخيار الوحيد أمامها الآن هو أن تعلمهم في المنزل.
"