1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

الصومال: إغاثة بالرغم من كل الصعاب

Displaced people wait to be given food during a distribution organised by the UN World Food Programme, USAID and other local and international NGOs, in Mogadishu Somalia on September 2008. Jamal Osman/IRIN
Displaced people wait to be given food

بينما تحاول منظمات الإغاثة توسيع نطاق عملياتها لإغاثة آلاف الأشخاص في منطقة جنوب ووسط الصومال الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب، تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) لجمعية الهلال الأحمر الصومالي، التي ظلت تعمل في هذه المنطقة على مدى العقود الأربعة الماضية، لمناقشة طريقة عملها.

ومما جاء في توضيح عبد القادر إبراهيم، المسؤول في جمعية الهلال الأحمر، حول طريقة عمل منظمته في الصومال قوله: "المهم هو توخي الشفافية في التعامل مع حركة الشباب ومن معها وعدم تسييس العمل بأي شكل من الأشكال...هذه هي النصيحة التي نود أن نقدمها للمنظمات غير الحكومية الأخرى التي ترغب في العمل هنا".

وتغطي أنشطة جمعية الهلال الأحمر الصومالي جنوب ووسط الصومال، بمساعدة أكثر من 4,000 متطوع. وهي تقوم بإدارة مراكز التغذية العلاجية بالمنطقة منذ سنتين أو ثلاث سنوات، حسب إبراهيم.

وقد تمكنت المنظمات الإنسانية حتى أوائل عام 2010 من الاستمرار في العمل في المناطق الواقعة تحت سيطرة الشباب بفضل الحوار الجيد، "المبني على أساس علاقات طويلة الأجل داخل المجتمعات المحلية، التي كان قادة حركة الشباب جزءاً منها"، حسب التقرير الجديد عن الصومال الصادر عن فريق الرصد التابع للأمم المتحدة.

غير أن الوضع شهد تحولاً جذرياً بحلول منتصف عام 2010، حيث "عززت حركة الشباب المتواجدة في مقديشو وكيسمايو وبيداوة صفوفها وأعادت تنظيمها ووسعت نطاق عملها في مناطق أبعد من المراكز الحضرية الكبرى بالصومال"، حسب التقرير.

وتواصل حركة الشباب وفصائلها عرقلة العمليات الإنسانية في منطقتي شبيلي الوسطى والسفلى، اللتان تقعان في نطاق المجاعة الآن. وحسب تقرير الأمم المتحدة، كانت الحركة حتى أوائل عام 2011، تطالب بدفع دولار أمريكي عن الطفل الواحد أسبوعياً للذهاب إلى المدرسة، بالإضافة إلى مطالبة المدرسين بدفع مبلغ من المال. والمعروف أيضاً عن فصائل حركة الشباب أنها تفرض ضرائب على منظمات الإغاثة.

ولكن المنظمات غير الحكومية التي تحظى بدعم قوي من المجتمع المحلي استمرت في العمل طوال عام 2010، وهو ما أكده إبراهيم بقوله: "لم نتلق أبداً طلبات بدفع أي شيء، بل حتى أننا لا ندفع الضرائب مقابل نقل المساعدات على الطرق".

وأضاف أنه قبل نقل أي شحنة مساعدات خارج مقديشو، تقوم منظمته بالاتصال بالفصيل الذي يسيطر على الطريق الذي تنوي سلوكه، مشيراً إلى "أنهم يفحصون جميع أوراقنا ونشرح لهم ما نقوم به، وسبب قيامنا به، ثم نحصل على الضوء الأخضر بالمضي قدماً".

وأضاف إبراهيم أن وجود منظمته في المنطقة منذ عام 1963، ونجاتها من الحرب الأهلية التي بدأت في عام 1991، ومواكبتها لآخر مجاعة كبيرة في 1991-1992، جعلها تصبح "جزءاً من المجتمع وتحظى باحترام كبير، ونحن نؤمن بالحوار، ولدينا حوار مستمر مع كل المسؤولين في المناطق التي نعمل بها بشأن احتياجات الناس وما نقوم به". وأشار إلى أن منظمته تنبهت لإرهاصات المجاعة ولكنها لم تكن تملك القدرة على الاستجابة عندما رأت الاحتياجات تتزايد.

وقال إبراهيم أنه شاهد في وقت سابق من هذا العام أكثر من 200 شخص يقفون في طابور أمام مركز التغذية العلاجية في جوبا السفلى منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً، وأضاف: "نحن نحاول الآن التركيز فقط على قضايا الصحة وتوظيف ممرضات من داخل المجتمع".

المهارات والبنية التحتية

أفاد إبراهيم أن هناك عمال رعاية صحية أولية مدربين في المجتمع المحلي، كما أن العديد من المنظمات غير الحكومية والوكالات التابعة للأمم المتحدة أقامت ورش عمل لتطوير المهارات على مر السنين، أثناء فرار الصوماليين من الحرب الاهلية. ولكن غياب الطرق الجيدة هو ما يشكل أحد أكبر العوائق أمام نقل المساعدات في الوقت المناسب.

وأشار إبراهيم إلى أن الهلال الأحمر يقوم بإمداد حوالي 160,000 شخص في جميع أنحاء الصومال بالغذاء المكون من الأرز والزيت والبقول، موضحاً أن "سيارة لاند كروزر تستغرق حوالي يوم ونصف تقريباً لقطع مسافة 300 كيلومتر من مقديشو؛ أما الشاحنة المحملة بالمعونات الغذائية فتستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أيام".

وتفضل المنظمة إرسال المساعدات جواً مباشرة إلى مقديشو حتى لا تضطر للتعامل مع عدد كبير من السلطات. "فنحن لا نحب الطريق البري من الحدود الكينية لأن علينا السفر من المناطق التي تديرها الحكومة الاتحادية الانتقالية على طول الحدود إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. إن العبور من المناطق التي تديرها الحكومة الاتحادية الانتقالية إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب شيء صعب جداً وينطوي على الكثير من المفاوضات مع كلا الطرفين".

وكان تقرير فريق الرصد التابع للأمم المتحدة قد أشار إلى أن "العوائق الرئيسية أمام تحقيق الأمن والاستقرار في جنوب الصومال تتمثل في غياب رؤية موحدة ومتماسكة لدى قيادة الحكومة الاتحادية الانتقالية وفسادها المتوطن وفشلها في تحقيق تقدم في العملية السياسية. ويتمثل الأمر الأكثر ضرراً في مقاومة الحكومة للتعامل مع القوات السياسية والعسكرية المحلية القائمة في أماكن أخرى من البلاد".

وأشار إبراهيم إلى أن عمليات الإغاثة في الصومال تحتاج في الوقت الراهن إلى التنسيق، "فلدينا الكثير من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك الكثير من المنظمات العربية القادمة إلى الصومال لتقديم المساعدة، ولكن لا يبدو أن أحداً يعرف المكان الذي عليه التركيز فيه أو مواقع الاحتياجات. إنها جميعاً في مقديشو تحاول إنشاء روابط مع المنظمات غير الحكومية المحلية. هذه حالة طوارئ ونحن بحاجة إلى المساعدة، ولكن ينبغي على شخص ما أن يتولى عملية التنسيق".

jk/mw-ais/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join