1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

ليبيا: الفرار من العنف في اجدابيا

An injured man from Misrata is met by a team of paramedics and doctors from International Medical Corps after arriving in Benghazi on an IOM ship Kate Thomas/IRIN

 تحولت مدينة اجدابيا الليبية، التي تقع على بعد 120 كيلومتراً جنوب بنغازي وأحد أقرب المناطق الحضرية إلى خط المواجهة حيث تحارب المعارضة المسلحة القوات الموالية للقذافي، إلى مدينة أشباح بعد أن فر معظم سكانها، وفقاً لشهود عيان.

وقال عمر الزرقاني البالغ من العمر 55 عاماً، وهو مدرس علوم ولد في اجدابيا: "أدركت أن اجدابيا لم تكن آمنة عندما بدأ إطلاق الصواريخ من عدة جهات مختلفة".

وقد غادر الزرقاني المدينة أول مرة قبل ثلاثة أسابيع واتجه إلى مدينة جالو الجنوبية، التي تقع بالقرب من أحراش 'حمادة' والكثبان الرملية المنخفضة. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "جالو بدت لي آمنة، لذا ذهبت إلى هناك بالسيارة مع زوجتي وأطفالي. لم نكن نعرف أي شخص، فطرقنا باب أسرة ليبية وافقت على استضافتنا".

وسرعان ما وصل إلى جالو أكثر من 1,000 شخص من اجدابيا بحثاً عن أماكن آمنة للنوم.

وأضاف قائلاً: "ثم بدأ القصف في جالو، ولذلك عدنا إلى اجدابيا...وبعد أسبوع، أصبح القصف كثيفاً فقررنا أن نغادر إلى بنغازي، لكن الأمور لم تكن سهلة. فلدي أربعة أبناء يقاتلون على خط الجبهة وأنا قلق بشأنهم".

ووفقاً للزرقاني، بدأ بعض الناس بالعودة إلى اجدابيا. وأضاف من منزل قريب له في بنغازي: "لكني أريد أن أكون متأكداً تماماً من أنها آمنة بالنسبة لأطفالي الصغار وأحفادي. الوضع متقلب والأمور قد تتغير في أية لحظة...لقد تفرق أصدقائي وزملائي وجيراني وهم الآن منتشرون في جميع أنحاء ليبيا الحرة، ولكننا بطريقة ما، أصبحنا الآن أقرب مما كنا عليه في أي وقت مضى. لقد وحدنا الكفاح من أجل الحرية".

الجمعيات الخيرية المحلية

وقد ظهرت جمعيات خيرية محلية في بنغازي يعمل بها متطوعون حريصون على المساهمة في تلبية احتياجات النازحين من اجدابيا ومصراتة.

وقال عبد الرحمن قويدر، أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية العطاء الخيرية، وهي منظمة تابعة لجمعية الهلال الأحمر الليبي: "تجمع عدد قليل منا على طريق اجدابيا عندما بدأ الصراع يزداد سوءاً وذلك لتقديم الغذاء والمياه للنازحين لدى وصولهم إلى بنغازي. وفي النهاية رأينا أنه بإمكاننا تشكيل منظمة".

وأضاف قويدر الذي كان يعمل معلماً: "نحن نتلقى حوالي 1,000 دولار في صورة تبرعات كل يوم، ونشتري السلع والأدوية للأشخاص الذين تركوا كل شيء وراءهم. كما نقدم المشورة إذ لدينا فريق من المهنيين - أطباء ومحامون ومعلمون - بإمكانه تقديم مساعدة متخصصة تبعاً للحالة. لقد كانت الاستجابة مذهلة".

وأضاف أنه "في اليوم السابق، جاء رجل يقدم سيارته لنقل الإمدادات... يشعر الناس عموماً بالامتنان على الرغم من أن بعضهم يقولون أنهم يشعرون داخلهم أنه لا ينبغي عليهم قبول التبرعات".

وعلى حافة بنغازي، على بعد بضعة كيلومترات من الطريق الذي يتجه غرباً، يتم إيواء بعض الأسر النازحة من اجدابيا في موقع بناء سابق. وتقوم بإدارة الموقع جمعية 17 فبراير، وهي واحدة من أوائل الجمعيات التطوعية التي أُنشئت في مرحلة ما بعد الثورة في بنغازي. وتقيم 55 أسرة من اجدابيا في الموقع، حيث تنام في منازل متنقلة على أسرّة طابقية ومراتب تم التبرع بها.

وقال ناصر بوسنينه، رئيس الجمعية: "نحن نوفر المواد الغذائية والأدوية والبطانيات والأسرّة وننسق مع المنظمات غير الحكومية الأخرى لتلبية احتياجات النازحين للعمليات الجراحية. لقد بدأنا أيضاً بتوفير الأطباء والمستشارين النفسيين".

وأضاف أن "الناس في الثقافة الليبية ليسوا معتادين على هذا النوع من التماس المساعدة. كما تعرضت بعض النساء للاعتداء الجنسي، لكنهن يشعرن بالقلق من مناقشة شعورهن. لذا لجأنا إلى المتخصصين الدوليين".

ويأتي التمويل من المجلس الوطني الانتقالي، الذي يتخذ من بنغازي مقراً له، ومن خلال العلاقات مع جمعيات أخرى أصغر حجماً في جميع أنحاء العالم. وقد تبرعت مجموعة من الأطباء البريطانيين ببعض اللوازم الطبية، بينما جاءت إمدادات طبية أخرى من مجموعات تطوعية في القاهرة.

وأفاد بوسنينة أن المخيم كان يدار في البداية من قبل متطوعين، مضيفاً أن "إدارة الموقع أصبحت شديدة الصعوبة، لذلك قررت أن أطلب من زوجتي وأخواتي الحضور للمساعدة فوافقن على ذلك. ثم بدأ المتطوعون الآخرون بإحضار قريباتهم".

وأضاف أن "المناخ يتغير بين عشية وضحاها. في البداية كانت الأسر مصابة بصدمة وكانت حذرة من التحدث إلى المتطوعين الذكور. عندما وصلت النساء، ارتفعت الروح المعنوية وبدأت الأسر تشعر بمزيد من الراحة".

بعض الإصابات

وكان بعض الذين وصلوا الى الموقع مصابين بجروح، ومنذ ذلك الحين خضع اثنان من المرضى لعمليتين جراحيتين في مستشفى الهاوية في بنغازي. وبعد أسبوع واحد من وصولها إلى الموقع من اجدابيا، أنجبت أسماء التي تبلغ من العمر 27 عاماً طفلها الأول، طاهر، في مستشفى الهواري في بنغازي.

وقالت أسماء: "كنت أظن أنه علي أن ألد في مستشفى اجدابيا. كان ذلك صعباً لأن الأطباء هناك منشغلون بعلاج المصابين. كنت محظوظة لأن الطفل ولد في بنغازي".

أما أبو القاسم، وهو كهربائي من اجدابيا، فقد وصل مع أسرته إلى الموقع الأسبوع الماضي، حيث قال: "غادرنا اجدابيا عندما أصبح القصف عنيفاً جداً...لم أكن أتوقع أن يحدث هذا مطلقاً. في البداية هربنا إلى الصحراء، حيث كنا ننام في العراء ونستخرج المياه من الآبار التي وجدناها هناك. أصيب الأطفال بنزلات برد خفيفة ولكنهم تحملوها بشكل جيد. مكثنا هناك لمدة شهر ثم قال لي ابن عمي أن هناك مكان آمن في بنغازي".

وأضاف قائلاً: "عندما وصلنا وجدنا الكثير من أفراد أسرتنا. لقد دُهشت. كنت قلقاً من أن يكون بعضهم قد أصيبوا أو قتلوا، ولكن الحظ أتى بنا جميعاً إلى المكان نفسه".

وأفاد عمال الإغاثة أن القصف ما يزال مستمراً في اجدابيا بينما قال السكان أنهم لا يشعرون بالأمان الكافي للعودة.

وقال الأطباء الليبيون المقيمون في اجدابيا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المستشفى الرئيسي هو المكان الوحيد الذي يوجد به نشاط حقيقي في المدينة. يوجد مخزون جيد من اللوازم الطبية، على الرغم من أن المرضى الوحيدين الذين يصلون هذه الأيام هم الثوار المقاتلون الذين جُرحوا في الخطوط الأمامية.

kt/eo/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join