1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Libya

ليبيا: مستشفيات بنغازي تكافح لعلاج جرحى الحرب

An injured man waits to be operated on in a Benghazi hospital. He was shot by pro-Gaddafi forces while fighting on the frontline at the beginning of March Kate Thomas/IRIN

 قد يكون مستشفى الهواري أحدث مركز طبي في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، ولكن العدد الكبير من جرحى الحرب الذين استقبلهم خلال الشهرين الماضيين قد استنفد موارده المحدودة.

وقال كبير أطباء المستشفى فبري الجروشي: "عندما بدأ القتال، تم نقل معظم المصابين من المدنيين والجنود على حد سواء إلى هنا. كنا نفتقر إلى الكثير من المعدات الهامة لعلاجهم، وما زلنا نعاني. نحن بحاجة إلى التجهيزات والمواد اللازمة للكسور وبحاجة ماسة إلى المزيد من طواقم التمريض... في بعض الأحيان يجد المرضى طبيباً هنا، ولكن دون معدات لإصلاح كسور العظام".

وأخبر الجروشي شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المستشفى الذي يضم 500 سرير استقبل ما بين 800 و1,000 مريض يعانون من مشاكل متصلة بالحرب. وأوضح بالقول: "إن توفير العلاج الطبيعي صعب أيضاً. مرة أخرى، نحن لا نملك مثل هذه المعدات. وحتى قبل اندلاع النزاع كانت لدينا مشاكل في علاج مجموعات معينة من المرضى، لاسيما في مجال جراحة العظام".

من جهته، أفاد سيمون بوروز، منسق حالات الطوارئ في ليبيا لدى منظمة أطباء بلا حدود أن "جميع الأطباء والكوادر الطبية الذين التقينا بهم في بنغازي والبريقة واجدابيا بارعون ومخلصون بشكل لا يصدق. وعلى الرغم من أن الأطباء يتعاملون مع الموقف، إلا أن الكثير من الممرضات الأجنبيات اللائي كن يعملن في شرق ليبيا قد غادرن البلاد، وتركن وراءهن ثغرات في العديد من المرافق الصحية. يبذل طلاب الطب قصارى جهدهم لملء بعض الفجوات".

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد غادرت بنغازي بعد تدهور الوضع الأمني في وقت ما، ولكنها عادت مرة أخرى إلى هناك وقدمت حتى الآن أكثر من 30 طناً من الإمدادات الطبية إلى المستشفيات المختلفة، بما في ذلك مستلزمات الجراحة والمعدات اللازمة لمعالجة الإصابات بأعيرة نارية.

وأضاف بوروز: "على الصعيد الأشمل، نحن نكافح للحصول على صورة واضحة عن الاحتياجات لأن الوضع الأمني لا يسمح لنا حتى بالقيام ببعض التقييمات الأساسية. عندما حاولنا الوصول إلى مدينة رأس لانوف التي تبعد 300 كيلومتر غرب بنغازي، اضطررنا للعودة مرتين بسبب القتال وانعدام الأمن".

النقل إلى قطر

كما تم نقل المرضى الذين يعانون من أشد إصابات الحرب من مستشفيات بنغازي إلى المرافق الطبية في قطر. بالإضافة إلى ذلك، يضطر أطباء بنغازي للتعامل مع الحالات التي كانت نادرة في السابق، مثل الاغتصاب والشلل.

دخل عبد السلام (ليس اسمه الحقيقي) البالغ من العمر 26 عاماً المستشفى الأسبوع الماضي بعد إصابته في غارة شنها حلف شمال الأطلسي واستهدفت عن غير قصد مجموعة من الثوار كانوا متجهين للقتال على الجبهة بالقرب من اجدابيا. وقد أصيب عبد السلام بكسر في الفخذ وبأعيرة نارية أسفل الصدر. ولم تكن والدته وشقيقته تعلمان أنه يقاتل في صفوف الثوار.

وقال عبد السلام لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "والدتي مريضة ولم أرغب أن تقلق علي. أما والدي وإخوتي فهم فخورون بي. لقد شاهدنا طائرات حلف شمال الاطلسي تحلق فوقنا ثم فجأة، ومن دون سبب، بدأوا في ضربنا... قبل بدء الثورة، كنت موظفاً في أحد المكاتب. ولكنني آمل بمجرد أن يشفى جسدي أن أعود إلى خط الجبهة".

وقال الجروشي "أود أن أذهب إلى الخطوط الأمامية أيضاً، ولكن لدي مهمة هنا. فعلاج المصابين لا يقل أهمية".

نقص الممرضات

وتعمل موارد التمريض بأقصى طاقتها. فوفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، غادر عدة مئات من الممرضين الفلبينيين شرق ليبيا منذ بدء الاضطرابات. جانيت كالو، ممرضة فلبينية غادرت مانيلا إلى بنغازي قبل عام، ولكنها كانت واحدة ممن قرروا البقاء في ليبيا. وقالت كالو أن هناك نقصاً في عدد الممرضات، حيث عادت 70 زميلة من زميلاتها في المستشفى إلى الفلبين.

وأضافت قائلة: "قررت البقاء لأن وظيفتي هي أن أكون هنا لرعاية المرضى، وخاصة الثوار الجرحى على خط الجبهة. لم تكن لدي أية خبرة في علاج الإصابات بأعيرة نارية من قبل، لذا كان علي أن أتعلم بسرعة".

وفي أسوأ الحالات، اضطرت الممرضات للنوم في المستشفى لمدة أسبوعين. وأضافت كالو: "كنا نعمل على مدار 24 ساعة في انتظار وصول الجرحى. الأمور أفضل الآن، لكننا ما زلنا نفتقر إلى بعض المعدات، وعلينا أن نعمل بجهد إضافي للتعويض عن فقدان هذا العدد الكبير من الممرضات".

وأوضحت أن بعض زميلاتها الفلبينيات كن في زيارة إلى طرابلس عند بدء الاضطرابات. وقالت أنهن عندما لم يتمكن من العودة إلى بنغازي، تم تعيينهن في مستشفى بطرابلس يدفع أجوراً أعلى.

سماعة طبيب واحدة

''في أحد الأجنحة، الذي يضم 38 سريراً، هناك سماعة طبيب واحدة فقط وجهاز واحد لمراقبة ضغط الدم... تلقينا مؤخراً مريضاً كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي. ومن أجل ضمان عدم تلوث المعدات، قررنا عدم رصد مؤشراته الحيوي''
وفي مستشفى الجلاء على الجانب الآخر من بنغازي، الوضع أسوأ بكثير. وقال الدكتور نيشال الفلاح أنه على الرغم من وجود مخزونات كافية من الدواء، هناك نقص حاد في بعض المستلزمات الطبية. وأضاف أنه "في أحد الأجنحة، الذي يضم 38 سريراً، هناك سماعة طبيب واحدة فقط وجهاز واحد لمراقبة ضغط الدم... تلقينا مؤخراً مريضاً كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي. ومن أجل ضمان عدم تلوث المعدات، قررنا عدم رصد مؤشراته الحيوية".

ولم يتمكن طلاب الطب، الذين يعمل الكثير منهم دون أجر في المستشفى منذ بدء الصراع، من شراء الزي أو الأحذية المناسبة، إذ قال الفلاح أن "المحال مغلقة، وعليهم التنقل بأحذيتهم القديمة".

كان يونس عبد السلام، الذي أصيب برصاص القوات الموالية للقذافي أثناء القتال في بداية مارس، يشغل أحد الأسرة. ويعاني مريض آخر ويدعى ادبيش، من كسر في فخذه الأيسر، وهو يخضع للعلاج من إصابته بأعيرة نارية، ولكن لا يمكن إجراء عملية جراحية له بسبب نقص الإمدادات الطبية.

وعن ذلك قال: "قيل لي أن أرجع إلى داري، ثم أعود في غضون بضعة أسابيع إلى المستشفى... لم يكن لديهم إمدادات لمساعدتي. كنت آمل أن أعود إلى خط الجبهة لدعم الثوار الآخرين، ولكنني ما زلت هنا، في انتظار عملية جراحية... هذا أمر محبط، ولكن المستشفيات هنا ليست مجهزة لاستقبال ضحايا الحروب".

مصراتة

وعلى الرغم من أن مستشفيات بنغازي تعاني من نقص الإمدادات، يقول عمال الإغاثة أن الاحتياجات أكبر في مدينة مصراتة، حيث سجل الأطباء في مستوصف هناك 257 حالة وفاة منذ 19 فبراير، معظمهم من المدنيين الذين قتلوا على أيدي قناصة أو جراء الإصابة بأعيرة نارية. وأفاد المستوصف أنه عالج 949 شخصاً من الجروح.

ووفقاً لمنظمة هيومان رايتس ووتش، كان مستشفى مصراتة الرئيسي قيد البناء خلال العامين الماضيين، وهذا يعني أن الجرحى يتلقون العلاج في مستوصف بدلاً من المستشفى.

وصرح فؤاد المبروك، وهو طبيب في مستشفى الجلاء في بنغازي، أن "المستشفيات في جميع أنحاء ليبيا تُغلق أثناء البناء، وغالباً لعدة سنوات. ففي ظل نظام القذافي، كان البناء يبدأ، ثم تنفد الأموال" وأضاف أن لدى ليبيا العديد من المستشفيات التي كان بالإمكان أن تصبح مراكز ممتازة لتلقي العلاج الطبي إذا تم الانتهاء من تشييدها فقط.

ويجري نقل بعض المصابين من مصراتة بواسطة السفن إلى بنغازي. وقال المسعف محمد نور: "نحن لا نعرف أبداً من أو ما يمكن توقعه...لذا يتعين علينا أن نكون مستعدين لأسوأ الاحتمالات. كل ما نتلقاه هو مكالمة تقول أن سفينة على وشك أن ترسو في الميناء، فنذهب إلى هناك على الفور. أحياناً نضطر للتعامل مع إصابات معقدة. وفي أحيان أخرى، ولحسن الحظ، تكون الحالات أقل خطورة بكثير".

kt/eo/cb-ais/dvh

This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join