1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: تأزم الوضع الغذائي في غزة بسبب إغلاق معبر كارني

The Karni commercial crossing has been closed since 12 June. Shabtai Gold/IRIN

 سيجعل الإغلاق الكامل لمعبر كارني (المنطار) على الحدود بين إسرائيل وغزة يوم 2 مارس وصول المساعدات الغذائية إلى غزة أكثر صعوبة، وفقاً لمنظمات الأمم المتحدة التي تساعد الفلسطينيين في القطاع، حيث يُقدر أن أكثر من نصف عدد السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وقال كريس غانيس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس، أن إغلاق معبر كارني سيزيد أيضاً من تكلفة إيصال المساعدات بنسبة 20 بالمائة في الوقت الذي تواجه فيه الأونروا عجزاً في الميزانية يبلغ أكثر من 50 مليون دولار. ويحصل حوالي 750,000 فلسطيني على مساعدات غذائية من الأونروا في غزة، من أصل نحو مليون لاجئ يعيشون في القطاع.

ومعبر كارني، الذي تسيطر عليه إسرائيل، هو المعبر التجاري الوحيد الذي يحتوي على مرافق تسمح بمرور عدد كبير من الشاحنات المتجهة إلى غزة. غير أن هذا المعبر أُغلق أمام الشاحنات في يونيو 2007، فتم استخدام الحزام الناقل لنقل الحبوب إلى أن أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاقه التام يوم 2 مارس الجاري.

أما معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، وهو معبر تجاري أصغر حجماً في أقصى جنوب الحدود بين غزة وإسرائيل، فيفتقر إلى المرافق التي تسمح بدخول عدد كبير من الشاحنات إلى غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ولكنه الآن المكان الوحيد الذي يمكن إدخال الإمدادات الإنسانية والتجارية منه إلى غزة.

وأفاد غانيس، المتحدث باسم الأونروا أن "معبر كيرم شالوم لا يستطيع على تلبية احتياجات غزة، ولذلك يجب أن يكون هناك أكثر من معبر لاستيراد الإمدادات الإنسانية والتجارية لسكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون شخص" موضحاً أن "إجبار المنظمات الإنسانية على المرور من خلال عنق الزجاجة المتمثلة في معبر كيرم شالوم لن يفعل شيئاً يذكر لتخفيف المعاناة الإنسانية لشعب غزة". وأضاف أن الإمدادات التي تصل إلى غزة لا تزال أقل من مستويات ما قبل يونيو 2007 بحوالي 40 بالمائة.

استخدام الحزام الناقل

وقال الرائد غاي انبار، المنسق الإسرائيلي للأنشطة الحكومية في الأراضي [الفلسطينية] لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية قرر نقل الحزام الناقل من معبر كارني إلى كيرم شالوم. وأوضح بالقول: "كان الحزام الناقل في معبر كارني يعمل يومين في الأسبوع فقط بسبب المخاوف الأمنية، وذلك لإدخال الحبوب والحصى. إن نقل الحزام سيزيد عدد أيام العمل الأسبوعية وأنواع البضائع التي يمكن إدخالها".

وأضاف أن معبر كيرم شالوم يستوعب 300 شاحنة يومياً، ولكن نظراً "لمطالب الفلسطينيين المحدودة"، تدخل 170 إلى 180 شاحنة في المتوسط إلى غزة يومياً.

من جهته، قال جان نويل جنتيل، رئيس برنامج الأغذية العالمي في قطاع غزة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إذا أغلقت إسرائيل معبر كارني، فمن المتوقع أن يكون استخدام الحزام الناقل في كيرم شالوم لإدخال الإمدادات أكثر كُلفة بسبب ارتفاع الرسوم وسفر الشاحنات لمسافة أطول من أجل الوصول إلى المعبر". ويقدم البرنامج المساعدات الغذائية إلى 313,000 مستفيد من غير اللاجئين في قطاع غزة.

وأضاف جنتيل أن "العوامل الرئيسية التي تسهم في انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة هي عدم وجود القدرة الشرائية وارتفاع أسعار المواد الغذائية واعتماد الاقتصاد كلياً تقريباً على القطاع العام والمساعدات الإنسانية. فليس هناك نمو مستدام في ظل الظروف الراهنة في القطاع بسبب الحصار".

وكانت إسرائيل قد شددت حصارها على غزة بسبب المخاوف الأمنية، بعد أن سيطرت حماس على القطاع في 2007. ومن خلال إغلاق الحدود لفترات طويلة، فرضت إسرائيل قيوداً على استيراد الوقود والسلع التجارية، فضلاً عن معظم مواد البناء والمواد الخام، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

في الوقت نفسه، يبلغ معدل البطالة في غزة نحو 50 بالمائة، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

قلة الأطعمة الغنية بالبروتين

تتلقى سامية عفانة، وهي لاجئة تبلغ من العمر 40 عاماً من منطقة الشيخ رضوان في مدينة غزة، وأسرتها المكونة من 10 أفراد، المساعدات الغذائية من الأونروا كل ثلاثة أشهر، بما في ذلك الطحين وزيت الطهي والحليب المجفف والسكر. وكان زوج سامية يعمل في معبر إسرائيلي، ولكن منذ تشديد الحصار أصبح عاطلاً عن العمل.

وعن صعوبة الأوضاع التي تمر بها الأسرة قالت سامية: "حتى بعد تلقي المساعدات، لا يزال أولادي يعانون من سوء التغذية. كما تم تشخيص إصابتي بفقر الدم عندما كانت حاملاً، وحدث الأمر ذاته لإحدى بناتي".

وأضافت سامية أن أسرتها لا تستطيع شراء الأطعمة الغنية بالبروتين، حيث قالت: "نستطيع فقط شراء كيلوغرام واحد من السمك أو دجاجتين في الشهر لاطعام 10 أشخاص".

ويقوم برنامج الأغذية العالميحالياً بجمع المعلومات على مستوى الأسرة لإعداد تقرير من المقرر صدوره في شهر مايو لاستكشاف ما إذا كانت الإجراءات الإسرائيلية لتخفيف الحصار التي بدأت منذ يونيو 2010 قد أثرت على الأسعار وتوافر الغذاء وسبل العيش في غزة.

فمنذ تخفيف الحصار، سمحت إسرائيل بدخول كميات محدودة من مواد البناء إلى غزة. كما وافقت على 43 مشروعاً تقدمت بها الأونروا، تعادل قيمتها 11 بالمائة من مجموع خطة العمل المقدمة من الوكالة، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وقال جنتيل المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي: "منذ النصف الثاني من عام 2010، سُمح بدخول بعض الحصى إلى غزة عبر معبر كارني، إلا أن عدد أيام فتح المعبر ليست كافية لدخول مواد البناء وإمدادات كافية من حبوب القمح والعلف الحيواني".

ارتفاع أسعار المواد الغذائية

ولا يوجد ما يكفي من القمح في غزة وهو ما يؤثر على تقديم المساعدات الغذائية إلى ما يقرب من مليون مستفيد من الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي، إذ عادة ما تشتري هاتان المنظمتان الدقيق من المطاحن المحلية. وقد زاد اعتماد أفقر السكان على المساعدات الغذائية في الأشهر الأخيرة بسبب الزيادة الحادة في السعر السوقي لدقيق القمح (حوالي 50 بالمائة منذ أغسطس 2010)، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأفادت السلطة الفلسطينية أنه في النصف الثاني من عام 2010، ارتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية في الضفة الغربية وقطاع غزة كانعكاس لارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق الدولية. ومن المتوقع أن تستمر مثل هذه التوجهات في 2011، وبينما يرتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية، تتناقص مستويات الدخل والقوة الشرائية في قطاع غزة.

وقد حذرت السلطة الفلسطينية من أنه بالنظر إلى أن الإنفاق على الغذاء يستنفذ 60 بالمائة من إجمالي إنفاق الأسر، وفي ظل وصول المستويات الحالية من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة إلى 52 بالمائة، فإن الزيادة المستمرة في أسعار المواد الغذائية بالمعدل الحالي ستدفع بمئات الآلاف من الفلسطينيين إلى براثن الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنه بين عامي 2007 و2009، كانت هناك زيادة كبيرة في الإنفاق النقدي على الطعام - بنسبة 67 بالمائة في قطاع غزة - من أصل مجموع النفقات النقدية، في حين أن كمية السعرات الحرارية آخذة في التناقص. كما انخفض نصيب الفرد من السعرات الحرارية في غزة والضفة الغربية بنسبة 18 بالمائة بين عامي 2007 و2009، وفقاً للجهاز.

يحصل عبد، البالغ من العمر 70 عاماً، من سكان مخيم الشاطئ في مدينة غزة، وأسرته المكونة من خمسة أفراد على مساعدات غذائية من الأونروا. وعن صعوبة توفير الغذاء قال: "لا تستطيع أسرتنا شراء منتجات اللحوم إلا كل بضعة أشهر".

وأضاف قائلاً: "ما يزال سطح منزلنا الكائن بالقرب من شاطئ البحر معطوباً بسبب الحرب [الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 23 يوماً على قطاع غزة وانتهى في يناير 2009]، عندما كانت الزوارق الحربية الإسرائيلية تطلق النار على المخيم" لأن مواد البناء شحيحة في الأسواق المحلية.

es/eo/cb/bp-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join