1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

الصومال: الظروف المعيشية في المخيمات تزداد سوءاً مع تزايد أعداد الهاربين من مقديشو

Fatuma Hassan with her daughters, Shamsa and Zainab IDPs sit outside having a meal, Mogadishu, Somalia, May 2007. Aweys Yusuf Osman/IRIN

 من داخل مأواها المؤقت في مخيم إربيس على أطراف العاصمة الصومالية مقديشو تتحدث بانو علي، 17 عاماً وأم لثلاثة أطفال، عن الصعوبات التي تواجهها وهي تحمل طفلتها الصغرى التي لم تتجاوز بعد الثلاثة أسابيع من العمر. وتقول بانو: أنجبتها في هذا الكوخ، ولا أملك المال لشراء الحليب لها ولا لإطعام طفلي الآخرين. لا يستطيع أحد منا النوم في الليل من شدة البرد والمطر، فنبقى جميعاً مستيقظين في الليالي الممطرة...ولا أملك أي شيء لأقدمه لهم ولا أدري إلى أي مكان هرب والدهم".

وأسرة بانو علي هي واحدة من مئات الأسر التي بحثت عن مأوىً لها في المخيمات التي تقع خارج مقديشو هرباً من القتال الذي اندلع مؤخراً في المدينة.

وكان مخيم أربيس المكتظ، الذي يقع على بعد 23 كلم غرب العاصمة، يعج بآلاف الأسر النازحة عندما لجأت إليه بانو. ولا تستطيع العديد من هذه الأسر النازحة في المخيم تحمل تكلفة بناء أبسط أشكال المأوى.

أما فردوسة عبد الله، 30 عاماً وأم لأربعة أطفال، والتي كانت تبيع الخضراوات بالقرب من منظمة "إس أو إس تشيلدرن" شمال مقديشو، فتروي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قصتها قائلة: "لقد فررت من إس أو إس يوم الجمعة [3 أغسطس/آب] ... كنت من بين العديد من الأسر التي فرت بعد اندلاع القتال الدامي والقصف حول منطقة إس أو إس وسوق المواشي القريب منها. نشعر بأمان أكبر هنا ولكننا نفتقر إلى الغذاء والملجأ".

السلام هو الحل

ويؤكد العديد من النازحين على أنهم لن يعودوا إلى مقديشو إلا إذا عمها الأمن والسلم من جديد. فقد اضطر العديد منهم إلى مغادرة المدينة بعد أن عاد إليها القتال بين القوات الحكومية المدعومة من قبل إثيوبيا والمتمردين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين شمال مقديشو. وقد ازداد الوضع سوءاً بعد تأسيس الحكومة الانتقالية في شهر يناير/كانون الثاني إثر الإطاحة باتحاد المحاكم الإسلامية.

وتفيد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن حوالي 27,000 شخص اضطروا إلى مغادرة ديارهم خلال الفترة بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز هرباً من النزاع المتجدد في المدينة.

ويرى المراقبون بأن النزاع قد ازداد حدة منذ بداية مؤتمر المصالحة الوطنية في 15 يوليو/تموز. ويعتبر هذا المؤتمر الذي حضره ممثلون عن مختلف القبائل الصومالية بمثابة محاولة أخيرة لرأب الصدع بينهم وشق طريق الأمن والسلم في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.

وبالرغم من تشديد الإجراءات الأمنية إلا أن المتمردين لا زالوا يشنون هجماتهم على العاصمة. ففي 9 أغسطس/آب، شن مسلحون معارضون للحكومة الانتقالية هجوماً على خمسة أقسام للشرطة قبل أن يتم القبض عليهم.

وأوضح مسؤول رفيع المستوى في الشرطة، طلب عدم ذكر اسمه، بأن الهجوم جاء نتيجة الضغط المتواصل على العناصر المعادية للحكومة، والذي أدى إلى إلقاء القبض على عشرات المتمردين خلال الأسبوعين الماضيين.

من جهته، صرح عبد الله حسن باريز، رئيس شرطة مقديشو، الأسبوع الماضي بأنه سيتم دعم صفوف الشرطة بثلاثمائة شرطي إضافي للحيلولة دون تمكن الميليشيات من شن المزيد الهجمات على المدينة.

غير أن منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس واتش) أفادت بأن القوات الإثيوبية والقوات الصومالية وقوات المتمردين تتحمل جميعها مسؤولية انتهاك قوانين الحرب بمقديشو والتسبب في معاناة جماعية للمدنيين.

ففي تقريرها الذي حمل عنوان "المدنيون تحت الحصار في مقديشو" الصادر في 13 أغسطس/آب، أفادت المنظمة بأن القتال تسبب في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان في وفاة مئات المدنيين ونزوح 400,000 آخرين. كما صرح كين روث، المدير التنفيذي للمنظمة بقوله: "كل الأطراف المتحاربة أبدت عدم اكثرات إجرامي بسلامة المدنيين في مقديشو".

النازحون بحاجة ماسة للمساعدة

ويقول النازحون في أربيس بأنهم عانوا من نقص شديد في المياه، وبأن كل 200 شخص منهم يتناوبون على مرحاض واحد. وهذا وضع يتكرر كثيراً في العديد من المخيمات الأخرى الواقعة على الطريق المزدحم الرابط بين مقديشو وأفغوي.

''يقول النازحون في أربيس بأنهم عانوا من نقص شديد في المياه، وبأن كل 200 شخص منهم يتناوبون على مرحاض واحد''
وتقول جواهر أحمد حلمي، وهي محسنة محلية غادرت مقديشو في شهر مارس/آذار خلال الفترة الأسوأ من القتال، بأنها تعمل على مساعدة الوافدين الجدد على التأقلم مع حياتهم في المخيم. وتشرح مجال مساعدتها قائلة: "عادة ما أقدم لهم كل شيء أستطيع تقديمه، بدءاً بالأواني إلى المفارش والأغطية مروراً بالأكل والشرب. لكنني لم أعد قادرة على تقديم أي شيء للوافدين الجدد...لقد ساعدت حوالي 1,170 شخص على الاستقرار هنا، ولكن ما يحتاجونه الآن هو الملجأ والماء والطعام والتعليم لأطفالهم".

وتضيف قائلة: "الماء أهم ما يحتاجه الإنسان. أناشد منظمات الإغاثة كي تهب لإنقاذنا قبل أن يبدأ الأطفال والعجزة بفقدان حياتهم من العطش...هذا موسم الأمطار، ومعظم النازحين لا يملكون أغطية بلاستيكية تقي أكواخهم من غمرة المياه. أصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة لهؤلاء النازحين ويجب أن يقوم العالم بأي شيء لمساعدتهم وبشكل عاجل".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join