بات أكثر من مليون طفل معرضين للإصابة بالإمراض المعدية في إقليمي بلوشستان والسند اللذين ضربهما إعصار يميين" الشهر الماضي وأدى إلى مقتل حوالي 300 شخص وتشريد 400,000 آخرين.
ويصل عدد النساء والأطفال المتضررين من الفيضانات إلى ثلاثة أرباع مجموع المتضررين البالغ عددهم 2.5 مليون شخص. ومن بين هؤلاء ما يزيد عن 500,000 طفل دون سن الخامسة والذين يشكلون الفئة الأكثر عرضة للإصابة، حسب تحذير منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف).
فقد أخبر بيل فيلوز، مستشار أول لشؤون الصحة والوقاية باليونسيف شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "أكثر ما يقلق المنظمة هو حالات الإسهال"، مضيفاً بأن حالات الإصابة بالتيفوئيد والسالمونيلا والإسهال الشديد تشكل بدورها أمراً مثيراً للقلق.
كما لوحظ زيادة حالات الإصابة بأمراض الجلد نتيجة رداءة مستوى النظافة الشخصية، وتتمثل هذه الحالات في الإصابات بالطفح الجلدي والجرب وغيرها من الأمراض بما فيها التهابات العيون.
وأوضح فيلوز قائلاً: "من حيث الأرقام، فإن الأمراض الجلدية تفوق كل الأمراض الأخرى، ولكنها تظل غير فتاكة....فمن الصعب أن تحك جلدك حتى الموت مثلاً".
مياه الشرب "الأمر الأكثر إلحاحاً"
ويأتي تصريح فيلوز في الوقت الذي توسّع فيه المنظمات الإنسانية من أنشطتها في المناطق المتضررة من الفيضانات عقب إطلاق الأمم المتحدة لندائها الشامل لجمع 38 مليون دولار لدعم الحكومة الباكستانية في مواجهة الأزمة والاستجابة لاحتياجات الفئات المتضررة مع التركيز على توفير المأوى والمياه وتسهيلات الصرف الصحي والاحتياجات الصحية ووسائل إعادة التأهيل العاجل.
وقال فيلوز بأن "أكثر ما يقلق الناس هو انعدام المياه الصالحة للشرب". كما أضاف بأن ما بين 200,000 و500,00 شخص في المناطق الشاسعة المتضررة بالفيضانات لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب الصحية حالياً.
وأوضح خبير شؤون الصحة والوقاية بأنه "ليس هناك شح في المياه حالياً ولكن الناس لا يستطيعون الوصول إليها". كما أوضح أن الهدف الأهم الآن هو تنقية المياه التي يستطيع الناس الوصول إليها، أو توصيل حاويات المياه الآمنة إليهم في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال إصلاح وإعادة تشغيل شبكات المياه التي تضررت بالفيضانات.
ووفقاً للتقييم المبدئي، تعرضت العديد من أنظمة المياه الممكننة مثل الآبار إلى الدمار أو التلوث بسبب الفيضانات، كما فقد العديد من الناس ما كانوا يملكونه من عُدَد منزلية أساسية يستعملونها في سقي وتخزين المياه.
تقييم الخسائر
وأفادت السلطات المحلية في بلوشستان بأنها تمكنت، بمساعدة اليونيسيف، من تقييم الخسائر التي لحقت بالإقليم، حيث تم إصلاح 50 مصدراً للمياه من بين 288 مصدر تعرض للدمار، في حين لا تزال 50 منها قيد الإصلاح. أما في إقليم السند، فلا تزال عمليات تقييم الأضرار التي لحقت بمصادر المياه مستمرة، إذ صرح فيلوز بأن "الفيضانات لا تزال تؤثر على الحياة في السند"، مضيفاً بأن العديد من المنظمات غير الحكومية تقوم، بمساعدة اليونيسيف، بتوصيل حاويات المياه الصالحة للشرب للمحتاجين إليها.
النظافة الشخصية
وفي الوقت الذي يعتبر فيه توفير المياه الأمر الأبسط في هذه الأزمة، يبقى موضوع النظافة الشخصية موضوعاً معقداً، إذ يوضح فيلوز حجم المشكل قائلاً: "أولا ليس هناك صابون...ويجب أن نجد ما يعوضه....فكل الأمراض المرتبطة بالإسهال هي أمراض ناتجة عن انتقال الجراثيم الموجودة في البراز إلى الفم، ومنه إلى الجهاز الهضمي. فالموضوع إذن يتعلق بضرورة منع ذلك" عن طريق توفير مياه الشرب الآمنة وغسل اليدين والتركيز على النظافة الشخصية والتخلص من البراز بشكل صحي وآمن.
وأضاف فيلوز بأن المياه ووسائل الصرف الصحي لا تزال رديئة جداً. إلا أنه يتم حالياً الإسراع في توفير مراحيض مؤقتة، وهو أمر يهم النساء على وجه الخصوص في هذا المجتمع المحافظ جداً، حيث قال فيلوز: "ما يهمنا بشكل خاص الآن هو ضمان توفير المراحيض التي تستطيع النساء استعمالها بأمان".
وكجزء من النداء الذي أصدرته الأمم المتحدة في 18 يوليو/تموز بجنيف، طالبت اليونيسيف بمبلغ 6.3 مليون دولار سيخصص نصفه لشؤون الصحة والوقاية.
وفي 24 يوليو/تموز صرحت الحكومة الأسترالية بأنها ستساهم بمبلغ مليون دولار لليونيسيف لتغطية الاحتياجات العاجلة لتنقية المياه والصرف الصحي، كما أعلنت الحكومة البلجيكية تبرعها بمبلغ 600,000 لليونيسيف لنفس الغاية.
"
