1. الرئيسية
  2. Global

فيروس نقص المناعة البشري: نظرة مستقبلية

A display of 8,000 flags outside the venue of the 16th International AIDS Conference in Toronto, Canada, 17 August 2006. The flags symbolised the number of people who die from AIDS-related illnesses every day around the world. Kristy Siegfried/IRIN

في الوقت الذي تقدم فيه نماذج جديدة حول فيروس نقص المناعة البشري لمحة للحكومات والجهات المانحة عن مستقبل الوباء وتكلفة منع انتشاره وعلاجه، يحذر الباحثون من أننا مقبلون على خيارات صعبة وأن هناك حاجة لأن تقوم بعض الدول بتحمل المزيد من المسؤولية في تنفيذ برامجها الوطنية.

فقد توقعت دراسة نشرت في عدد 9 أكتوبر من دورية "ذا لانسيت" الطبية، أنه بحلول عام 2031، أي بعد مرور 50 عاماً على اكتشاف وباء فيروس نقص المناعة البشري، سينخفض العدد السنوي للإصابات الجديدة إلى النصف تقريباً إلى نحو 1.2 مليون إصابة. ولكن المبادئ التوجيهية الجديدة التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً سترفع تكاليف العلاج بنسبة 43 بالمائة.

وبحساب تكلفة أربعة سيناريوهات للوقاية والعلاج من فيروس نقص المناعة – بما في ذلك تكلفة الإبقاء على الوضع الراهن – قدرت الدراسة أنه إذا لم يتم التوصل إلى دواء أو لقاح ضد الفيروس، فإنه قد تكون هناك حاجة إلى مبلغ 722 مليار دولار لمواجهة الفيروس في عام 2031، ثلثه سيصرف على إفريقيا وحدها.

ولكن الدكتور روبرت هيشت، المؤلف الرئيس للدراسة ومدير منظمة السياسات "نتائج من أجل التنمية" Results for Development، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، يقول أن التكلفة ليست في قالب حجري إذ يمكن خفضها بشكل كبير إذا قامت الحكومات والجهات المانحة باختيار الخيارات الصعبة الآن. وتشمل هذه الخيارات الإلغاء التدريجي للمساعدات للبلدان المتوسطة الدخل ذات الموارد – ولكن ربما دون وقف الإرادة السياسية – لدعم برامج مكافحة الانتشار الوبائي المحدود نسبياً بين الفئات المعرضة للخطر مثل العاملات بالجنس والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

وأضاف هيشت قائلاً: "من الأمور المثيرة للدهشة التي توصلنا إليها حقيقة أن تكلفة تمويل برامج مكافحة فيروس نقص المناعة قد تختلف اختلافاً كبيراً من تكلفة قليلة نسبياً تصل إلى نحو 400 مليار دولار لتكلفة أكبر تقدر بحوالي 700 مليار دولار... وهو ما يظهر أن ان أمام الدول خيارات مختلفة حول كيفية زيادة خدمات الوقاية والعلاج وسرعة قيامها بذلك".

وتتمثل "الخيارات الصعبة" في السيناريو الأقل تكلفة الذي اقترحته الدراسة والذي تدفع فيه الموارد المحدودة الحكومات لاستهداف الفئات الأكثر عرضة للخطر في برامج الوقاية. وقد انخفضت الوفيات الناجمة عن الإيدز في هذا السيناريو إلى أقل من المستويات المرتبطة بالمناهج المتبعة حالياً. مع ذلك، لا تزال هذه الوفيات أعلى من الوفيات التي ستحدث في ظل السيناريو الأكثر تكلفة والمتمثل في الزيادة السريعة لبرامج الوقاية والعلاج.

أما السيناريو المثالي الذي تقترحه الدراسة والذي يقضي على الأسباب الهيكلية لانتشار فيروس نقص المناعة البشري، بما في ذلك عدم المساواة بين الجنسين ووصمة العار والعنف القائم على نوع الجنس، فسيعمل على تخفيض خطر الإصابة بالفيروس وقد يشمل أيضاً زيادة فرص الحصول على التعليم وإبطال القوانين التي تجرم نقل الفيروس وتنفيذ برامج للحد من العنف ضد المرأة. ووفقاً لهيشت، قد يكون لهذه التغيرات الهيكلية فوائد عرضية تشمل خفض معدل وفيات الأطفال والفقر من خلال رفع مستويات التعليم لدى الأمهات على سبيل المثال. ولكن هذا السيناريو يحتاج لوقت أطول من غيره لإظهار النتائج.

الآثار المترتبة على المساعدات

وقد أشارت الدراسة إلى أنه قد تم تخصيص نحو 20 بالمائة من تمويل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا وخطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للإغاثة من الإيدز للبلدان المتوسطة الدخل. ووفقاً لهيشت، تستطيع العديد من هذه الدول مثل الصين والمكسيك وكازاخستان، تحمل نفقات الصرف على برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشري التي تستهدف إلى حد كبير الفئات المعرضة للخطر.

وأضاف قائلاً: "عندما بدأ الصندوق العالمي عمله، لم نكن نرى بوضوح الأنماط التي نراها الآن. فقد توقعنا انفجاراً وبائياً في أماكن مثل كازاخستان والمكسيك، ولكننا نرى الآن أنه من غير المرجح حدوث ذلك. لذا يمكن لهذه البلدان تحمل الإنفاق على برامجها. ومع أننا لا نقترح انسحاب الصندوق العالمي وخطة الرئيس الآن، ولكن قد حان الوقت لنبدأ الحديث عن المستقبل".

ووفقاً لهيشت، لا ينبغي أن تتضمن هذه المحادثات استراتيجيات انسحاب المانحين فقط بل عليها أن تقدم أيضاً أجندات متقدمة حول السياسات تستجيب لاحتياجات الفئات المعرضة للخطر التي قد تستمر في مواجه مستويات مرتفعة من وصمة العار والتمييز.

الاعتمادية

ولكن هيشت حذر من أن الدول الفقيرة التي تنخفض فيها معدلات انتشار الفيروس مثل فيتنام ويستحوذ تمويل مكافحة فيروس نقص المناعة البشري على نسب كبيرة من ميزانيات الصحة والدول المتوسطة الدخل التي يرتفع فيها عبء انتشار الفيروس كتلك الموجودة في منطقة إفريقيا الجنوبية ستستمر في الاعتماد على المساعدات الخارجية - وبعضها لعدة عقود قادمة.

وأخبر خدمة بلاس نيوز التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الدول في منطقة إفريقيا الجنوبية على سبيل المثال، أفضل نسبياً من الناحية الاقتصادية [من غيرها من الدول الإفريقية] ولكنها بحاجة ماسة إلى المساعدات الخارجية على مدى السنوات الخمس المقبلة على الأقل لأنها تقع على الجزء الشديد الانحدار من منحنى التكلفة في محاولتها اللحاق ببرامج العلاج وتعويض ما فاتها في مجال الوقاية".

وأضاف أن "هذه الدول الفخورة تعتقد أنها تستطيع تمويل برامج فيروس نقص المناعة البشري الخاص بها من مواردها المحلية ولكن الواقع يؤكد حاجتها إلى المساعدة الخارجية. ولكنها إذ قامت بكل الخطوات الصحيحة التي يتوجب عليها القيام بها خلال العامين المقبلين، فسوف تتمكن من إلغاء المساعدات تدريجياً".

وللقيام بذلك، حسب هيشت، سيتعين على دول مثل بوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا القيام بحملات تستهدف الفئات المعرضة للخطر وزيادة برامج الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل وتوزيع الواقيات ونشر الرسائل التي تستهدف تغيير السلوك".

llg/mw/oa-dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join