تسببت الاشتباكات العنيفة بين المتمردين الإسلاميين والقوات الحكومية المدعومة من الاتحاد الإفريقي في عزل مناطق عديدة في مقديشو في 24 أغسطس إثر مقتل عشرات الأشخاص، من بينهم نواب في البرلمان، خلال هجوم على أحد الفنادق وسط المدينة.
وفي هذا السياق، أفادت ناشطة في المجتمع المدني، طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاً على سلامتها، أنه لا توجد اليوم منطقة واحدة آمنة في المدينة. نحن نتلقى تقاريراً عن انتشار الجثث في معظم الطرق الرئيسية في المدينة"، مشيرة إلى أن القتال، الذي اندلع في 23 أغسطس، يحول دون إزالة الجثث من الشوارع.
وقالت أنهم [الأطراف المتحاربة] "مصممون على قتل من تبقى في هذه المدينة" وأضافت متسائلة: "من سيحكمون إن أصبحنا جميعاً في عداد الأموات؟ من سينتصر لن يحكم سوى الجثث".
من جهته، أفاد علي موسى، الذي يدير خدمة الإسعاف في المدينة، أن فريقه جمع 34 جثة وأكثر من 131 مصاباً من مختلف الشوارع. وأضاف قائلاً: "هناك مناطق لم نتمكن من الوصول إليها، لذلك أنا على يقين أن الأرقام سترتفع ما أن نتمكن من الوصول إلى تلك المناطق".
وقالت تاجرة في سوق بكارة، الذي يعد الأكبر في البلاد: "منذ الساعة الثالثة من مساء يوم أمس [23 أغسطس]، لم نحظ باستراحة من القصف. لقد سقطت قذيفتان في مكان قريب مني وأنا أتحدث إليكم الآن".
ولم تذكر التاجرة من قام بالقصف وضد من ولكن المدينة تشهد تواصلاً لتبادل إطلاق النار بقذائف الهاون بين مسلحي حركة الشباب وقوات بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال المكونة من 6,000 جندي. وأضافت قائلة: "لم نتلق أي تحذير، بل بدؤوا فقط بالقصف عندما كان السوق مليئاً بالمتسوقين الذين يشترون احتياجاتهم للإفطار. لا أعرف ماذا سأفعل إذا استنفذنا ما لدينا من طعام. فنحن لا نستطيع الذهاب إلى أي مكان".
وفي مناطق كثيرة من المدينة، كان الناس غير قادرين على الوصول إلى منازلهم أو مقار عملهم، حيث أخبر صحفي محلي شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هناك أشخاصاً عالقين في الأماكن التي كانوا فيها بالأمس. فمن الخطر جداً الخروج أو حتى البقاء بالداخل. ولدينا إحساس بأن المدينة بأسرها مشتعلة والناس عالقون بالفعل".
وأضاف الصحفي، مردداً ما تتناقله مصادر أخرى عديدة في مقديشو، أن أحداً من الجانبين لم يحقق أية مكاسب على الأرض خلال القتال.
ويقول مقاتلو الشباب أنهم يقاتلون للإطاحة بالحكومة الانتقالية في البلاد وإزاحة "الغزاة"، في إشارة إلى بعثة الاتحاد الإفريقي، التي قامت بدورها مؤخراً بتكثيف عملياتها ضد المتمردين.
وأشار الصحفي إلى أن "المكاسب الوحيدة التي يحققونها تتمثل في قتل المزيد من المدنيين والتسبب بالمزيد من البؤس للسكان. فالقصف مستمر وعشوائي والأمر يبدو وكأن الأطراف المتحاربة لا تملك هدفاً معيناً وإنما يرمي كل طرف إلى إعلام الطرف الآخر بأنه قادر على توجيه قذيفة".
وقال شهود عيان أن الهجوم على فندق منى في منطقة حمروين تم على يد رجلين يرتديان الزي العسكري. وأضاف شاهد عيان أن المسلحين "فتحا النار على كل من كان يتحرك. وبمجرد أن نفذت ذخيرتهما، قام أحدهما بتفجير نفسه".
ah/am/mw – amz/dvh