ناشدت السلطات المحلية في بيليت هاوو بمنطقة جيدو على الحدود الجنوبية الغربية لكينيا، المنظمات الدولية لتقديم الإغاثة الإنسانية لحوالي 18,000 نازح كانوا قد لجأوا إلى هناك هرباً من الاقتتال الدائر في الصومال.
وقال أحمد محمد بوركوس، مندوب مقاطعة بيليت هاوو، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): لقد قمنا بتسجيل حوالي 3,000 أسرة [أي ما يعادل حوالي 18,000 شخص] خلال الفترة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران. في حين شهدت حركة توافد اللاجئين شبه خمود في أواخر شهر مايو/أيار، ثم عادت وتيرة التدفق إلى الارتفاع بحيث توافدت في بداية شهر يوليو/تموز الجاري حوالي 1,000 أسرة إلى المنطقة ولا زالت هذه العائلات النازحة هناك إلى الآن".
كما أوضح بوركوس بأن كل حافلة تدخل المدينة في يوليو/تموز تقل على متنها المزيد من النازحين الذين يهربون من الاقتتال الدائر في مقديشو بين القوات الحكومية المدعومة من طرف إثيوبيا من جهة وقوات المتمردين من جهة أخرى.
وأضاف بوركوس بأن الوافدين ينقسمون إلى قسمين "أولئك الذين يبحثون عن مأوى آمن يقيهم شر القتال الدائر في مقديشو والآخرين الذين يحاولون الدخول إلى كينيا".
كما شرح بأن الحياة في بيليت هاوو أصبحت صعبة جداً نتيجة للأعداد الكبيرة للنازحين وإغلاق الحدود الكينية، الأمر الذي أدى إلى اضطراب الحركة التجارية وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث قال: "ارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية بأكثر من 100 بالمائة في بعض الأحيان".
وأضاف بأن "الجميع [نازحين ومحليين] يائسون ويبحثون عن مساعدة عاجلة". فقد عمل السكان المحليون كل ما بوسعهم لتسهيل حياة النازحين "ولكنهم ليسوا بأحسن حال من هؤلاء"، فالكل بحاجة إلى المساعدة للحصول على المأوى والطعام والدواء.
كما ناشد بوركوس السلطات الكينية لإعادة فتح الحدود والسماح للمنظمات الإنسانية بتوصيل مساعداتها إلى المحتاجين، حيث قال: "منذ إغلاق الحدود قلت المساعدات الإنسانية والحركة التجارية بشكل كبير جداً".
وكانت كينيا قد أغلقت حدودها مع الصومال في يناير/كانون الثاني 2007 خشية تسرب الجماعات المسلحة القادمة من الصومال إلى أراضيها.
وصرح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الصومال بأن إغلاق الحدود الكينية لا زال يعيق حركة المساعدات الإنسانية عبر الحدود، حيث لا يزال حوالي 8,500 طن من المواد الغذائية و25 طن من الأغذية المكملة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية محتجزة على الجانب الكيني من الحدود، حسب آخر تحديث صادر عن أوتشا.
وقد تم تفريغ هذه المواد الغذائية من 290 شاحنة ووضعها في المخازن. وكانت هذه المساعدات مخصصة أصلاً لحوالي 140,000 مستفيد في منطقتي باي وجيدو.
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن 10,000 شخص على الأقل قد فروا الأسبوع الماضي من العنف الدائر في مقديشو. وأضافت بأن وتيرة العنف قد تصاعدت منذ بداية مؤتمر المصالحة الوطنية في مقديشو في 19 يوليو/تموز. وتفيد التقارير بمقتل حوالي 1,000 شخص على الأقل ونزوح 400,00 آخرين منذ بداية الاقتتال بين القوات الحكومية المدعومة من إثيوبيا من جهة وقوات المتمردين من جهة أخرى في فبراير/شباط 2007.
"