مع بداية موسم الأمطار والرياح الموسمية بقوة أكثر من المعتادة، أفادت السلطات المحلية في باكستان أن المساعدات المقدمة لعشرات الآلاف من المتضررين من الفيضانات في مناطق مختلفة من البلاد غير كافية وأن خطر تفشي الأمراض وانتشارها في تزايد مستمر.
وفي السياق نفسه، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير عن الوضع الإنساني أصدره يوم 23 من شهر يوليو، أن أسوأ المناطق تضرراً كانت مقاطعة البنجاب في الشمال الشرقي للبلاد إلى جانب إقليم بلوشستان في الجنوب الغربي.
ومن جهته، أفاد حسن بلوش، المدير العام لهيئة إدارة الكوارث في إقليم بلوشستان، أن الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة منذ يوم 20 يوليو أسفرت عن مصرع نحو 50 شخصاً على الأقل وإلحاق الضرر بـ50,000 شخص في المنطقة الأكثر تضرراً في إقليم برخان، حوالى 350 كيلومتراً شرق عاصمة الإقليم، كويتا.
وأضاف أن منطقتي كوهلو وسيبي المجاورتان قد تأثرتا أيضاً بشكلٍ سيء.
وأخبر أمجد بلوش وهو أحد السكان المحليين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عبر الهاتف من كوهلو يوم 24 يوليو :"أن المطر مستمر والمياه تحاصر المنازل، الناس الآن مذعورون ... أنها تمطر تقريباً دون انقطاع منذ يومين هنا، المساعدات قليلة جداً، الكثير من الأشخاص فقدوا منازلهم".
ومن جهته، أخبر اللواء سليم نواز، رئيس قوات حرس الحدود في بلوشستان، وهي شرطة إتحادية شبه عسكرية وسائل الإعلام أنه تم إطلاق عمليات الإغاثة والإنقاذ "لنقل الأشخاص المتضررين إلى أماكن آمنة".
لقد غمرت الفياضانات أكثر من 40 قرية في كوهلو وشردت مئات الأشخاص. وهناك تقرير بأن 28,000 شخص قد حوصروا في مقاطعة سيبي.
وفي مناطق أخرى من بلوشستان، كان الأشخاص الذين فقدوا منازلهم ينامون في العراء، وقد تخلى البعض عن منازلهم للتوجه الى مناطق أكثر ارتفاعاً للاحتماء من مياه الفيضان، وقد تسببت الزيادة في مناسيب الروافد النهرية في حدوث فيضانات في العديد من المناطق.
وقد أُعلنت حالة الطوارئ في مقاطعة كوهلو وتم إجلاء المناطق حول سد تورخا، إذ يعني انهيار الجسر فصل الطريق الواصل بين كوهلو وبقية المناطق في البلاد.
المساعدات غير كافية
صرح نصر الله ريند، نائب رئيس منطقة كوهلو لوسائل الإعلام أن مواد الإغاثة التي قدمتها هيئة إدارة الكوارث لم تكن ملائمة، وقال :"لقد تأثر نحو ثلاثمائة عائلة إثر الفيضانات وجميعهم يعيشون في مخيمات للإغاثة، ولكننا حتى الآن تلقينا 100 خيمة و 200 كيس من القمح فقط".
وأفاد ريند أنه يخشى من تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه في المناطق المتضررة.
وعلى الرغم من تعرض إقليم بلوشستان بشكل خاص للفيضانات الشديدة، إلا أن هناك عشرات القتلى في حوادث متعلقة بالأمطار في الشمال الغربي من خيبر باختونخوا وفي إقليم البنجاب، ولقي معظم الناس حتفهم نتيجة لإنهيار منازلهم أو تعرضهم للكهرباء.
وقد تسببت الأمطار أيضا في زيادة مناسيب المجاري المائية في المناطق الشمالية في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير و تم الإبلاغ عن حدوث فيضانات في بعض مناطق جنوب البنجاب.
وتوقع مكتب الأرصاد الجوية الباكستانية استمرار الأمطار والعواصف الرعدية في الأجزاء الشمالية من البلاد حيث يستمر موسم الرياح والأمطار عادة حتى شهر سبتمبر.
kh/ed-foa\kkh