وصل عبد الله عدن علي، البالغ من العمر 32 عاما، إلى بوساسو، العاصمة التجارية لمنطقة بونتلاند، قبل عشرة أعوام قادما إليها من جنوب الصومال. كان هدفه ساعتها، شأنه شأن الآلاف من الصوماليين الشباب، يتمثل في التوجه إلى اليمن ومنها إلى المملكة العربية السعودية. في بادئ الأمر، غادر بيته في مدينة بيداوا إلى العاصمة مقديشو التي اضطر لمغادرتها في ما بعد عندما اشتد القتال بين الفصائل المتنازعة.
ويتولى علي حاليا إدارة متجر ملابس بالجملة في بوساسو يملكه بالشراكة مع بعض الأصدقاء. وقد تحدث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن رحلته من النزوح إلى الاستقرار قائلا:
غادرنا بيداوا عام 1992 بسبب المجاعة والمواجهات المسلحة بين الفصائل المختلفة. اعتقد والدنا أننا سنكون أفضل حالا في مقديشو ولكن الوضع لم يكن كذلك. فقد كانت المواجهات تشتد هناك أيضا بالإضافة إلى عصابات المرتزقة الذين يحترفون القتل والنهب.
في عام 1998، قتل أبي على أيدي قطاع طرق، فاضطررت إلى تحمل مسؤولية إعالة أسرتي. سمعت من أحد الأصدقاء أن العديد من الشباب كانوا يتوجهون إلى بوساسو، ثم إلى اليمن على متن زوارق ومنها إلى السعودية للعثور على فرص عمل. فقررت أن أجرب حظي.
وصلت إلى بوساسو في شهر أغسطس 1999 وليس معي سوى 20,000 شلنغ [80 سنتا أمريكيا] والملابس التي كنت أرتديها. قابلت بعض الرجال من الجنوب وأخبروني أنه علي أن أدفع ما لا يقل عن 50 دولارا للمهربين لمساعدتي على الوصول إلى اليمن. لم أكن أملك نقودا ساعتها فاضطررت للعمل لتوفير المال.
اقترح علي أحد الأصدقاء أن أبيع الملابس لصالح تاجر من المدينة وأحاول جني بعض المال من ذلك. حيث يقوم التاجر بتحديد السعر الذي يريده وأحاول أنا بيع الملابس بأعلى سعر ممكن أعطي منه للتاجر ماحدده وأحتفظ بالربح الإضافي الذي حققته لنفسي. بادرت بالقيام بذلك فورا. كنا نحمل الملابس فوق أكتافنا ونطوف بها في أرجاء المدينة. وكنت أحقق ربحا صغيرا من كل قطعة أبيعها.
لم يكن الأمر سهلا في البداية ولكنني اعتدت عليه. بدأت أنقل الملابس إلى القرى المجاورة حيث أستطيع بيعها بأسعار أغلى وحيث المنافسة أقل ضراوة. كنت أجني أموالا لا بأس بها. وبالرغم من أنني تمكنت من جمع مبلغ 50 دولارا اللازم للرحلة عبر البحر إلا أنني فضلت البقاء هنا. تمكنت من جني ما يكفي من المال لشراء ملابسي الخاصة وبيعها بدل الاعتماد على ما كان يوفره التاجر الأصلي.
في عام 2006، وفرت ما يكفي من مال لفتح محل تجاري بالشراكة مع خمسة أصدقاء. وأنا أتولى حاليا إدارة هذا المحل الخاص بالبيع بالجملة. يوجد أحد شركائنا بدبي، ونحن نرسل له قائمة بما يلزمنا من ملابس فيقوم بشحنها إلينا. بدأنا نقوم بتوريد الملابس لعدد من المحلات التجارية بمدينة بوساسو وخارجها.
أنا متزوج وأب لأربعة بنات، أكبرهن في السادسة من عمرها وعلى وشك الالتحاق بالمدرسة. والحمد لله، أنا قادر على الاعتناء بهن وتوفير حياة كريمة لهن. لسنا مضطرين للاعتماد على أي أحد آخر.
قد أعود إلى بيداوا في آخر المطاف إذا ما تحسنت الأوضاع الأمنية ولكنني لن أقطع صلتي ببوساسو. إنها المكان الذي أصبحت فيه رجلا. لقد أصبحت بيتي الآن وأنا سعيد بالتواجد بها".
ah/mw -amz