تشهد الأوضاع الأمنية في محافظة ديالى شمال شرق العراق تحسناً بطيئاً، مما شجع الآلاف من الأسر النازحة على العودة إلى ديارها، وفقاً لبعض المسؤولين.
وأفاد داري محمد، وهو مسؤول رفيع ا لمستوى في وزارة الهجرة والمهجرين بمحافظة ديالى، أنه "بالرغم من أن الوضع الأمني في بعض مناطق المحافظة ليس جيداً، إلا أن المناطق التي تحسنت فيها الحالة الأمنية تشهد نسبة جيدة من عودة النازحين إلى ديارهم".
وأشار محمد إلى أن حوالي 12,900 أسرة نازحة (حوالي 77,000 شخص تقريباً) عادت إلى منازلها ما بين أواخر عام 2008 و 31 ديسمبر 2009، في الوقت الذي لا تزال فيه 39,000 أسرة أخرى نازحة، 13,000 منها داخل المحافظة و26,000 في محافظات أخرى.
وقد حصلت حوالي 12,500 أسرة ممن عادت إلى ديارها خلال الفترة المذكورة أعلاه على منحة قدمتها الحكومة مرة واحدة قدرها مليون دينار عراقي (850 دولاراً) وغيرها من المساعدات لتمكينها من استئناف حياتها. ومن المتوقع أن تحصل الأسر المتبقية البالغ عددها 400 أسرة على هذه المساعدات في وقت قريب. كما أفاد محمد أن مكتبه ساعد الناس على العودة إلى وظائفهم السابقة.
ولطالما شكلت ديالى، الواقعة بين بغداد والحدود الإيرانية، معقلاً رئيسياً للمسلحين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد عام 2003. وفي أواخر عام 2008 شنت القوات العراقية والأمريكية حملة على المحافظة المختلطة دينياً مما أدى إلى اشتباكات عنيفة فيها.
ووفقاً لبيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق في 23 فبراير، يعتبر النازحون من ديالى ثاني أكبر عدد من النازحين بعد بغداد، حيث كان حوالي 300,000 منهم قد فروا من ديارهم بعد عام 2006.
العودة أو عدم العودة
ومن بين العائدين، حسيبة جابر (54 عاماً)، وهي مدرسة لغة إنجليزية وأم لستة أطفال كانت قد فرت وأسرتها من المحافظة في أواخر عام 2007. وتقول حسيبة أن الصعوبات المالية هي التي أجبرتها على العودة. وجاء في قولها: "في البداية مكثنا في ضيافة أحد أقاربنا في بغداد، ولكننا لم نتمكن من الاستمرار على نفس الحال بسبب ضيق المنزل وعدم اتساعه لإيواء عائلتين. لذلك قمنا باستئجار منزل صغير مقابل حوالي 500 دولار شهرياً". وأضافت قائلة: "اعتباراً من يوليو الماضي تقاعد زوجي أيضا وفقدنا جزءاً كبيراً من دخلنا ومواردنا فقررنا العودة إلى الديار. وبالرغم من الهجمات المتفرقة فإن الوضع أفضل مما كان عليه في عام 2007 عندما غادرنا".
ولكن خالد جليل محمد، وهو نازح آخر من محافظة ديالى، غير مقتنع بتحسن الأوضاع، حيث قال: "لا يزال الوضع الأمني في المحافظة غير جيد بما يكفي لعودتي وعودة عائلتي". وكان محمد، الذي يعمل حلاقاً، قد غادر منزله في محافظة ديالى في أوائل عام 2007. وأضاف قائلاً عن وضعه في بغداد: "أنا سعيد بعملي هنا كما أن أشقائي وشقيقاتي سعداء أيضاً بمدارسهم وجامعاتهم، ونحن لسنا بحاجة لتعريض أنفسنا للخطر".
ولا تزال الهجمات تحدث في محافظة ديالى. ففي 3 مارس تسبب ثلاثة انتحاريين في قتل 32 شخصاً وجرح العشرات غيرهم، حسب المتحدث باسم شرطة ديالى، الرائد غالب الكرخي.
sm/at/cb – amz/dvh
"