غيّر الجفاف الذي امتد لفترات طويلة حياة حجلي جمعة، 80 عاماً، الذي ينحدر أصلاً من قرية هاس واناجي، التي تبعد 480 كيلومتراً إلى الشرق من بوساسو، العاصمة التجارية لإقليم بونتلاند المعلن من جانب واحد. وكان جمعة من الميسورين إلى حد ما في منطقته إلى أن أجهز الجفاف على ماشيته رويداً رويداً. واليوم يعيش جمعة مع أقاربه في بوساسو دون أن يملك بعض الماشية لتأمين رزقه.
وحال جمعة كحال الآلاف في بوساسو الذين شردهم الجفاف وانتقلوا إلى المراكز الحضرية وأصبحوا عالة على أقاربهم. وقد تحدث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في بوساسو قائلاً:
"قبل ثلاث سنوات كنت أملك 600 رأس من الماعز والأغنام أكثر من 30 جملاً. لقد كنت رجلاً ميسوراً وكان يطلب مني مد يد العون للمعوزين. كما كنت من قادة المجتمع في منطقتي ولم أحتج أبداً إلى المساعدة بل كنت أنا من يقدمها للغير.
ولكنني الآن أطلب المساعدة من الآخرين. لقد رأيت الكثير من الناس يفقدون ماشيتهم ولم يخطر ببالي أبداً أنني سأكون يوماً ما واحداً منهم. لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذا الوضع في سني هذه. نفقت ماشيتي شيئاً فشيئاً ولم يتبق لي أي شيء.
ولسوء الحظ لست الوحيد الذي يعاني، فالكثير من الناس في هذه المدينة كانوا رعاة يوماً ما ولكنهم فقدوا كل ماشيتهم. لقد أصبح الجفاف يمتد لفترات أطول ويترك أثراً أكثر تدميراً. عندما كنا نواجه نقصاً في المراعي أو المياه في منطقتنا، كنا ننتقل إلى جزء آخر من البلاد ولكن كل المناطق الآن باتت تعاني من الجفاف، لا مرعى ولا ماء.
وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فلن يبقى أحد في الريف. يمكن للصغار التكيف وربما العثور على عمل ما ولكن ما عسى لرجل عجوز مثلي أن يفعل؟ نكاد نكون مهمشين فلا أحد يتحدث عن سكان الريف الذين يعانون من الفقر المدقع.
أشعر بتوعك اليوم ولا أملك المال للذهاب إلى الطبيب. لم يخطر ببالي أبداً أنني سأضطر للاعتماد على أحد ولكن انظر إلي الآن. اعتدت أن أكون رجلاً له احترامه ولكنني لا أشعر بذلك الآن.
ماذا عساي أن أفعل؟ فأنا لا أستطيع التسول في مثل هذه السن".
ah/mw-dvh
"