1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: سائقو الأجرة يبتكرون طرقاً جديدة للبقاء على قيد الحياة

[Iraq] Iraqi police checking taxis in Baghdad, following increased security. IRIN
Iraqi police search a taxi in Baghdad.

قبل عام 2006، كانت نور عادل عبد الله، 21 عاماً، طالبة في قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات ببغداد، تحتاج إلى 20 دقيقة فقط للوصول إلى كليتها بالحافلة. أما الآن، فقد أصبحت نفس الرحلة تستغرقها حوالي ساعة تستقل خلالها ثلاث حافلات، إذ يصعب على نور العثور على سائق سني يقبل أن يقلها من منطقة العامرية التي تسكنها، وهي منطقة سنية تقع غرب بغداد، إلى منطقة باب المعظم الشيعية شرق بغداد حيث تقع الكلية التي تدرس فيها.

وعن هذه المعاناة قالت نور: علي أن أغير الحافلة ثلاث مرات إذ لا يستطيع معظم السائقين السنيين الدخول إلى المناطق الشيعية كما لا يستطيع السائقون الشيعيون دخول المناطق السنيّة مخافة التعرض للعنف الطائفي".

وقد كانت بغداد، العاصمة العراقية القوية التي يقطنها حوالي 6 ملايين شخص، مدينة تختلط فيها الطوائف بحرية دون أن يهتم الناس بالانتماء الطائفي لبعضهم البعض. غير أن ذلك قد تغير الآن، حيث أصبح العنف الطائفي وسيلة يلجأ إليها كل من الشيعة والسنّة لحماية مناطقهم.

الطريق إلى الموت

ونتيجة لتزايد العنف الطائفي، فكّر سكان المدينة، وسائقو سيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي على وجه الخصوص، في تطوير طرق وتقنيات جديدة لحماية أنفسهم من بطش المقاتلين السنّة أو الشيعة الذين يجوبون مناطق نفوذهم ويضعون نقاط تفتيش وهمية لإلقاء القبض على أفراد الطائفة الأخرى. وقال عمر ناصر حسن، 39 عاماً، وهو سائق سنيّ لحافلة نقل من منطقة الغزالية ببغداد الغربية: "بالنسبة لسائق سني، يعتبر دخول منطقة شيعية أو عبور النهر بمثابة حكم بالإعدام".

وقد كان حسن يقل الركاب من منطقة البياع الواقعة جنوب غرب بغداد، والتي يختلط فيها الشيعة والسنّة إلى منطقة باب المعظم الشيعية شرق بغداد حيث يوجد واحد من أهم مواقف الحافلات. ويصف حسن التغيير الحاصل الآن قائلاً: "أصبح خط السير اليوم بمثابة طريق إلى الموت بالنسبة لي ولغيري من السائقين السنيين، حيث ينبغي علينا المرور عبر مناطق يسيطر عليها مقاتلو جيش المهدي [ميليشيا شيعية تابعة للزعيم الشيعي المتطرف مقتدى الصدر].

ونتيجة لذلك، يعمل حسن الآن حصرياً في المناطق التي يقطنها السنّة غرب بغداد.

تقنيات جديدة

أما السائقون الذين يجدون أنفسهم مجبرين على عبور المناطق الواقعة تحت سيطرة الطائفة الأخرى، فقد ابتكروا تقنيات جديدة للحفاظ على حياتهم، قال عنها محمد عبيد علي، 22 عاماً، وهو سائق سيارة أجرة شيعي: "لا أنطق أبداً بلهجة المنطقة الجنوبية من بغداد [وهي لهجة العراقيين الشيعة]، كما أتجنب وضع أي شيء في سيارتي قد يدل على أنني شيعي مثل صور الأئمة الشيعيين أو أية أناشيد دينية. حتى أنني أملك بطاقة هوية إضافية باسم عمر [وهو أسم مستخدم بشكل كبير من قبل السنّة] في حال تم توقيفي على يد مقاتلين سنيين".

مدينة مقسمة

وتتمركز القوى الشيعية في مدينة الصدر الواقعة شمال شرق بغداد، وهي منطقة مأهولة بشكل شبه كلي بالشيعة الذين يبلغ عددهم حوالي 2.5 مليون شخص بالإضافة إلى كونها معقلاً لميليشيا مقتدى الصدر. ومن مدينة الصدر، تستطيع ميلشيا جيش المهدي التنقل عبر المناطق الشرقية من بغداد للوصول إلى المناطق الواقعة في الجنوب والشرق، وهذا يعطيها مجالاً كبيراً للسيطرة على الطرق الشمالية والشرقية المؤدية إلى المدينة.

أما على الجانب الأخر من النهر، فيطغى نشاط المقاتلين السنّة، الذين حولوا معظم المناطق الغربية من المدينة بما فيها منطقة الجهاد والعامرية والغزالية واليرموك والمنصور إلى مناطق محظورة على الشيعة.

خريطة بغداد


الصورة: الحكومة الأمريكية
خارطة للعاصمة العراقية بغداد
ويتداول الناس في بغداد رسائل إلكترونية تعطي تقييماً للوضع الأمني في المدينة والتي أصبحت الكثير من مناطقها محظورة على السنّة أو الشيعة. وتقدم هذه الرسائل الإلكترونية تفصيلاً للمناطق الآمنة والمناطق الأخرى التي لا ينبغي الاقتراب منها بسبب عمليات جيش المهدي أو مجموعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة أو بسبب انفجار سيارة مفخخة.

وقال أحد مؤلفي هذه الرسائل: "هناك أربعة أنواع من المناطق هي المناطق الآمنة والمناطق الآمنة نسبياً، والمناطق الخطيرة، والمناطق الخطيرة نسبياً. ويمكن وصف كل منها كالتالي: المناطق الآمنة وهي المناطق حيث يصل احتمال بقائك حياً إلى 50 بالمائة، أما المناطق الآمنة نسبياً فهي تلك التي يصل فيها احتمال بقائك على قيد الحياة إلى 40 بالمائة، وفي المناطق الخطيرة نسبياً يصل احتمال بقائك حياً فيها إلى 30 بالمائة أما في المناطق الخطيرة فإن احتمال بقائك حياً يتراوح بين 20 و10 بالمائة".

ووصف مؤلف الرسالة منطقة الدورة السنيّة جنوب بغداد بكونها منطقة "انعدام القانون"، إذ لا يعتبرها جزءاً من العراق بل من "إمارة إسلامية لها إداراتها الإسلامية ووزراؤها الإسلاميون الخاصون بها. وقد تم توزيع أقراص مدمجة إسلامية على السكان تشرح لهم قوانين الإمارة".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join