أصدرت الحكومة شبه المستقلة لكردستان في شمال العراق نداءً شاملاً دعت فيه إلى تزويدها بالمستلزمات الطبية حتى تتمكن من تقديم العناية الصحية اللازمة للمرضى في المنطقة. وحمّلت الحكومة مسؤولية نقص المواد الطبية في الشمال لموجات العنف التي تشهدها المناطق الأخرى بالعراق، حيث صرح الدكتور عبد الرحمن عثمان يونس، وزير الصحة بكردستان في النداء الذي أصدرته الوزارة أواخر شهر حزيران/يونيو بأن الوضع الحالي في جنوب العراق وخصوصاً في بغداد يجعل من الصعب الحصول على الأجهزة والمعدات والأدوية اللازمة للعلاج".
وأشار يونس في النداء إلى الأمن والانتعاش الاقتصادي الذي تشهده الأقاليم الثلاث التي تؤلف كردستان ووصف المنطقة بكونها "نقطة مشعة في حاضر ومستقبل العراق". ولكنه قال بأنه: "على الرغم من كل التقدم الذي حققناه، لا نزال بحاجة إلى تطوير مؤسساتنا الطبية".
كما نوه بأن العديد من مستشفيات المنطقة البالغة 48 مستشفىً و 672 مركزاً صحياً تفتقر للأدوية والمواد الطبية الأساسية اللازمة لمعالجة الجرحى وتوفير العناية الطبية الأساسية، حيث قال: "يعاني أطفالنا من أعلى نسب أمراض القلب وسرطان الدم ولا نملك التسهيلات اللازمة لمعالجتهم".
المتمردون يعيقون وصول المواد الطبية
وقد تسبب العنف المتزايد في العراق في صعوبة توزيع وتوصيل المؤن إلى مختلف أنحاء البلاد، إذ يقول بعض المسؤولين بأن المخربين عمدوا إلى تدمير الجسور والطرقات وقتل سائقي الشاحنات في محاولة لزعزعة الحكومة.
ومن جهته صرح أحد كبار المسؤولين في وزارة الصحة العراقية رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية بأن "شبكة الطرق، وخاصة في وسط العراق، غير آمنة بما يكفي لإرسال شاحنات محملة بمؤن حيوية قد تقع في يد المقاتلين الذين يسيطرون بشكل كامل على المناطق التي تمر بها هذه الطرقات".
وأضاف: "لقد طلبنا من الحكومة مراراً توفير الحماية اللازمة لقوافلنا حتى تتمكن من الوصول إلى كل الأقاليم ولكننا في كل مرة لا نحصل على رد من أي أحد".
نقص في الخبرات الطبية
وبالإضافة إلى عدم التمكن من توصيل المؤن الطبية إلى المناطق الشمالية، أوضح يونس كذلك بأن الخبراء الطبيين لا يستطيعون السفر إلى هذه المناطق لتقديم التدريب الأساسي للعاملين في المجال الطبي هناك.
وأضاف قائلاً: "يقوم أطباؤنا وممرضونا بما يستطيعون، غير أن عدم توفر الفرص التعليمية والتدريب المتخصص يبقى الهاجس الأساسي في هذا المجال".
يعاني أطفالنا من أعلى نسب أمراض القلب وسرطان الدم ولا نملك التسهيلات اللازمة لمعالجتهم |
وفي الوقت الذي تعم العاصمة العراقية بغداد ومناطق أخرى في العراق مشاهد الدم والتعذيب، تبقى المناطق الشمالية من العراق والتي تشكل إقليم كردستان تفتقر إلى أبسط الخدمات الطبية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن كردستان قد شهدت انتعاشاً في الكثير من المجالات بعد خضوعها للحماية الأمريكية-البريطانية سنة 1991، والتي كانت تهدف لإنقاذها من بطش جيش الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ومنذ ذلك الحين، وفي أعقاب الثورة الشعبية ضد حكومة صدام، حصلت منطقة كردستان العراق على الحكم الذاتي. غير أن المحللين يرون بأن السلطات الكردية لم تتمكن خلال مدة الحكم الذاتي، البالغة 15 عاما ً حتى الآن، من توفير ما يكفي من الخدمات الضرورية لمواطنيها.
"