تتذكر راميشا، البالغة من العمر 12 عاما، كيف علقت في فصلها أثناء زلزال أكتوبر 2005 الذي ضرب الإقليم الحدودي الشمالي الغربي ومنطقة كشمير التابعة لباكستان وأودى بحياة 73,000 شخص على الأقل.
وقد تحدثت راميشا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عما تتذكره قائلة: كانت مدرستنا قديمة جدا، وقد تسبب الزلزال في انهيار عدد من حيطانها. لم أصب إصابة بالغة ولكن تملكني الرعب لرؤية الأحجار تتساقط علينا. كما أنني رأيت عددا من الأطفال عالقين تحت الحطام".
ووفقا لتقديرات الحكومة، تسبب الزلزال في تدمير 6,000 مدرسة، أي ما يعادل حوالي 52 بالمائة من المدارس الموجودة في المنطقة المتضررة بالزلزال. كما أودى بحياة حوالي 17,000 طالب و900 معلم.
وقد اضطر الأطفال طيلة السنوات التي تلت الزلزال حتى الآن للدراسة في فصول مؤقتة. ولكن الوضع بدأ يتغير للأحسن. حيث تم حاليا بناء 100 مدرسة وتسليمها للسلطات الإقليمية بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، وهيئة الإغاثة وإعادة التأهيل لما بعد الزلزال ووزارة التعليم.
وتتميز المدارس الجديدة بكونها أوسع من المدارس التي دمرها الزلزال. حيث توفر على الأقل مترا مربعا لكل طفل. كما أنها مزودة بمغاسل للأيدي لتشجيع الأطفال على تبني سلوكيات النظافة الشخصية الجيدة. وقد تم تصميمها تحت شعار "البناء الأفضل"، الذي تم رفعه بعد الزلزال، لتكون مقاومة للزلزال وتوفر بيئة تعليمية أكثر صداقة للأطفال.
وفي هذا السياق، قال سيد فواد علي شاه، مسؤول التعليم في حالات الطوارئ بمكتب اليونيسف بباكستان: "هدفنا أن نضمن حصول الأطفال على أجود تعليم ممكن". وأوضح أنه تم تدريب المعلمين حول الطرق التعليمية الصديقة للأطفال وتم حظر العقاب الجسدي في المدارس.
"لم نعد نشعر بالخوف الآن"
ومن بين الحاصلين على فرصة التعلم في مدارس جديدة، طالبات مدرسة مهاجر للفتيات التابعة للحكومة في مدينة مظفر أباد عاصمة كشمير الباكستانية. وقد بدت الفتيات في غاية الفرح بمدرستهن الجديدة المقاومة للزلزال التي جاءت لتشكل نهاية سعيدة لأشهر عدة قضينها في خيام مدرسية مؤقتة لا تحميهن من الصقيع. وقد عبرت إحداهن عن ذلك بقولها: "لم نعد نشعر بالخوف الآن. هذه بناية جديدة مختلفة عن مدرستنا القديمة".
كما عبر الأهل في مختلف أرجاء المنطقة عن سعادتهم بالمدارس الجديدة وارتياحهم لحصول أطفالهم على فرصة ارتياد مدارس آمنة. حيث قال عزيز أحمد البالغ من العمر 40 عاما: "على مدى أكثر من عام بعد الزلزال ظللت أشعر بالخوف من إرسال أطفالي إلى المدرسة بعد أن رأيت عددا من أقرانهم يلقون حتفهم تحت حطام الفصول المنهارة. ولكنهم حصلوا الآن على مدارس أفضل. ونحن على يقين أنهم سيحصلون أيضا على تعليم جيد".
من جهته، قال لوك شوفين، نائب ممثل اليونيسف بباكستان: "ليس هناك استثمار في مستقبل البلاد يعلو على الاستثمار في تعليم الأطفال. إن ما قمنا به بالتعاون مع هيئة الإغاثة وإعادة التأهيل ووزارة التعليم والسلطات المحلية يتعدى مجرد بناء المدارس ليشكل خطوة كبيرة نحو ضمان حصول الأطفال في المناطق المنكوبة بزلزال 2005 على تعليم أكثر جودة من قبل".
kh/ed – az
"