1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: طلب كبير على المخدرات وندرة في العلاج

An Afghan man injects heroin in Kabul. Nejat Rehabilitation Centre

يعتقد هداية الله (35 عاماً) بأن كابول هي المكان الوحيد الذي يمكن أن يقصده لمعالجة إدمانه على الهيروين. فقد أخبره أحد رفاق الإدمان، والذي تلقى علاجه في مركز نجاة لإعادة التأهيل داخل العاصمة الأفغانية، بأن هذا المركز يعد واحداً من مراكز قليلة قادرة على مساعدته.

ترك هداية الله وراءه في مقر سكناه بمقاطعة أوروزغان الجنوبية، زوجته وأطفاله الخمسة، وتوجه شمالاً إلى كابول حيث استغرقت رحلته أربعة أيام للوصول إلى المكان الذي يقصده.

وقال هداية الله، الذي كان يستهلك الحشيش والهيروين منذ أكثر من 13 عاماً: أريد أن أدخل هنا لتلقي العلاج". غير أن مسؤولاً في مركز نجاة لإعادة التأهيل أفاد بأن هداية الله لن يتمكن من الحصول على سرير داخل المركز سواء الآن أو في المستقبل القريب. وقال طارق سليمان، مدير المركز: "لا يتوفر لدينا إلا 10 أسرة، وعدد المدمنين المحتاجين إلى تلقي العلاج في المركز كبير جداً".

ويزور هذا المركز المتواضع يومياً حوالي 24 مدمناً، ويتلقون فيه العلاج والمساعدة لبدء حياة جديدة خالية من المخدرات.

ارتفاع إنتاج واستهلاك المخدرات

يفيد التقرير الذي أعده مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات (UNODC) لسنة 2007، والذي تم نشره في حزيران/يونيو 2006 بأن العالم قد شهد تغيراً إيجابياً كبيراً في إنتاج وتعاطي المخدرات، حيث يشير إلى أن "التقارير الأخيرة تفيد بأن القطار السريع لتعاطي المخدرات قد بدأ في التباطؤ".

إلا أن الوضع في أفغانستان يبدو عكس ذلك، حيث أفاد المدير التنفيدي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات (UNODC)، أنطونيو كوستا في 26 حزيران/يونيو بأن "إنتاج الأفيون في أفغانستان يظل مشكلة كبرى".

ففي ظل الكميات الهائلة من المخدرات التي تنتجها أفغانستان، يزداد القلق حول الأعداد المتزايدة من المدمنين إذ يعتبر حوالي مليون فرد، أي مايعادل حوالي 3.7 بالمائة من مجموع السكان بأفغانستان البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، مدمناً على نوع من أنواع المخدرات بما فيها الهيروين والأفيون والحشيش والكحول، بحسب إحصاءات مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات(UNODC) لسنة 2006.

قلة مراكز التأهيل

ويوجد في أفغانستان، بحسب وزارة مكافحة المخدرات الأفغانية، 36 مركزاً للعلاج من المخدرات وإعادة التأهيل، منتشرة في 22 مقاطعة من مقاطعات البلاد البالغ عددها 34 مقاطعة.

وصرحت كريستينا جينا أوغوز، ممثلة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات (UNODC)، في مؤتمر صحفي يوم 25 حزيران/يونيو، بأن "80 بالمائة من مدمني المخدرات يعيشون في المناطق القروية حيث لا توجد إلا القلة القليلة من مراكز التأهيل".

وقد لجأت وزارة الصحة العامة بأفغانستان والأمم المتحدة إلى الدول المانحة للحصول على تمويل لمشروع رائد يمكنهم من إدراج علاج الإدمان ضمن الخدمات الصحية الأساسية التي تقدمها الدولة، الأمر الذي سيمكن المدمنين من الحصول على العلاج وإعادة التأهيل داخل مستشفيات الحكومة.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات كل الدول الأعضاء إلى تكثيف جهودها للتقليل من تعاطي المخدرات في مختلف أنحاء العالم.

وجاء في خطابه أن "محاربة المخدرات تحتاج إلى مجهود جماعي، وتتطلب قيادة سياسية وموارد كافية لتوفير المزيد من مراكز العلاج الجيدة والملائمة".

إدمان النساء والأطفال

وأفاد التقرير الذي أعده مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات (UNODC) بأن 12 بالمائة من المدمنين على المخدرات في أفغانستان هم من النساء.

ففي بعض المناطق النائية من البلاد حيث تنعدم الخدمات الصحية الأساسية، تلتجأ النساء إلى الأفيون كمسكن للألم وعلاج للأرق.

وتتسبب بعض النساء المدمنات في جر أطفالهن إلى الإدمان نتيجة افتقارهن للوعي بأضرار المخدرات. وفي هذا الإطار، شرح لطف الله لطفي، الموظف بوزارة محاربة المخدرات بمقاطعة بالخ الشمالية، لشبكةالأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "النساء اللواتي يقمن بأشغال منزلية، يعطين أطفالهن الأفيون ليخلدوا للنوم حتى يتمكنّ من إنهاء أشغالهن دون أي إزعاج".

ويفيد تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات (UNODC) لسنة 2007 بأن حوالي 60,000 طفل على الأقل يدمنون على المخدرات في أفغانستان.

كما تفتقر النساء المدمنات إلى فرص الحصول على العلاج وإعادة التأهيل مقارنة بالرجال. حيث لا يسمح العديد من الأفغانيين لنسائهم بالحصول على العلاج الملائم خارج منازلهن بسبب العادات والتقاليد التي لا تسمح لهن بمغادرة بيوتهن دون أزواجهن. ومن جهته، قال طارق سليمان مدير مركز نجاة لإعادة التأهيل: "نقوم بإرسال موظفاتنا إلى المنازل لتقديم العلاج اللازم للنساء والفتيات".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join