أفادت منظمة دارا إنترناشيونال DARA International غير الربحية المتخصصة في بحوث التنمية في تقييمها السنوي الثالث لجودة وفعالية العطاء الإنساني للجهات المانحة أن أغنى أغنياء المانحين الدوليين لا يقدمون ما يكفي لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للكوارث.
ويقوم مؤشر الاستجابة الإنسانية، استناداً على المبادئ التي صادق علها المانحون خلال مبادرة العطاء الإنساني الجيد لعام 2003، بتقييم أداء المانحين في مساعدة المتضررين من الأزمات. وحسب المؤشر الصادر في 10 نوفمبر من هذا العام، فإن دعم الدول الغنية لجهود الوقاية يبقى ضعيفاً في الوقت الذي تتزايد فيه حدة النزاعات والكوارث الطبيعية التي يرتبط العديد منها بتغير المناخ.
وحسب دارا، تنص مبادئ العطاء الإنساني الجيد على أن يستثمر المانحون في مجال الوقاية والحد من المخاطر وتقليص الخسائر البشرية خلال الكوارث. وجاء في التقرير أنه "بالإمكان إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح وكم لا يقاس من سبل العيش إذا ما بذل المجتمع الدولي ما يلزم من جهود للحيلولة دون المعاناة الإنسانية" عبر تحسين إجراءات الاستعداد والتأهب. وأضاف أن "هناك حاجة لتغيير جدي في سياسات وممارسات المانحين للتمكن من تقوية جهود الوقاية من النزاعات والكوارث والحد من المخاطر على مستوى المجتمع". وهو ما يحتاج، حسب المديرة التنفيذية لدارا، سيلفيا هيدالغو، لتمويل جديد.
ويرى العديد من الخبراء أنه عادة ما يُغفِل التمويل جانب الاستعداد وجهود التنمية البعيدة المدى باعتبارهما غير ذي أهمية قصوى مقارنة بعمليات الإغاثة الطارئة. وترى هيدالغو أنه على المانحين خلق صناديق تمويل أكثر مرونة حتى يتسنى لهم معالجة موضوع الوقاية، مشيرة إلى أن الاهتمام بمجال الاستعداد في الوقت الراهن ضعيف جداً ويجب على الجميع [بما فيهم العاملون في المجال الإنساني والتنموي] أن ينخرطوا في النهوض به".
من جهته، وافق بير بيمان، مدير الفريق الإنساني بالوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي (سيدا)، على أن المانحين لا يدعمون الاستعداد للطوارئ للحد المطلوب ولكنه أفاد أنه يجب دمجه في جهود التنمية. وأوضح أن "التحدي الحقيقي يكمن في جعل الاستعداد للكوارث جزءاً لا يتجزأ من التنمية وليس من الاستجابة الإنسانية".
ووافق على ضرورة إدماج الحد من الكوارث ضمن العمل الإنساني "ولكن حتى يتم تقليص الفقر وتحقيق أهداف الألفية، يجب أن يتم إدراج الاستعداد للكوارث ضمن برامج التنمية واستراتيجيات الحد من الفقر".
من جهتها، أشارت دارا إلى الثغرة المستمرة في دعم المانحين لعملية الانتقال من الإغاثة إلى إعادة التأهيل والتنمية. وجاء في تقرير الاستجابة الإنسانية أن المساعدات الإنسانية ينبغي أن تشمل استراتيجيات طويلة الأمد لكل من الحد من الكوارث والتأقلم مع تغير المناخ.
ووفقاً لدارا، تتمثل "الثغرات الكبيرة" الأخرى في كيفية تعامل المجتمع الإنساني مع الأزمات لضمان الوصول إلى المجتمعات المعرضة للخطر وتعزيز قدرات المنظمات المحلية.
بيئة صعبة
وتناولت دارا في البحث 22 حكومة مانحة بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية التي قدمت مجتمعة حوالي 10.4 مليار دولار كمساهمة إنسانية خلال عام 2008 لمساعدة 250 مليون متضرر بالأزمات. وترى المنظمة أن هذا "أقل بكثير من اللازم" للاستجابة للاحتياجات الإنسانية، مشيرة إلى أنه في أواخر أكتوبر، كان العجز المالي للأمم المتحدة وحدها يبلغ 3.6 مليار دولار لتمويل برامج إنسانية لصالح 43 مليون متضرر.
وأشارت دارا إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية تسببت في "عجز غير مسبوق". وذكر التقرير أن الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية واجهت ظروفاً متزايدة التعقيد والصعوبة في ظل تزايد حجم الكوارث وتزايد المشاكل الأمنية وتقلص المجال الإنساني بالإضافة إلى خفض الموظفين والتمويل الإنساني مما يحد من القدرة على الاستجابة.
العطاء الجيد |
مقياس جيد
وعبر بعض المانحين عن انتقادهم للمنهجية التي اتبعها مؤشر الاستجابة الإنسانية، حيث أخبر بيمان من سيدا شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه بالرغم من أهمية التدقيق في اتباع المانحين لمبادئ العطاء الإنساني إلا أن طريقة "القدح والتشهير" هذه لا تعتبر الطريقة المثلى لتناول الموضوع. "فنحن نفضل أن تناول مواضيع العطاء الإنساني في مناقشات ثنائية أو عبر العمل المشترك في إطار مبادرة العطاء الإنساني الجيد".
وأضاف قائلاً: "لدينا شكوك حول المنهجية التي اتبعها مؤشر الاستجابة الإنسانية وحول ما إذا كان التقرير يشكل تمثيلاً دقيقاً لكل جوانب العطاء الإنساني".
aj/np/bp/cb – az/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions