تسببت السيول الناجمة عن أربعة أيام من الأمطار الغزيرة التي سقطت على مدينة الواق الواقعة جنوب غرب الصومال بالقرب من الحدود الكينية في نزوح أكثر من 15,000 شخص وغمر معظم المنازل والمحالات التجارية، حسب السكان المحليين.
وقالت آلاسو غوران، من سكان الواق أن "معظم أجزاء المدينة أصبحت تحت المياه وغادرها سكانها إلى المرتفعات المحيطة بها"، معلقة أن الإدارة المحلية ومجموعات المجتمع المدني تمكنت من نقل العديد من الناس إلى مناطق أكثر أماناً.
وأوضحت غوران أنه قد تم إعطاء الأولوية في توفير المأوى للأمهات والأطفال الصغار وكبار السن، وأضافت: "جميعنا الآن في العراء ولم نحصل سوى على القليل من المساعدة. ليس لدينا الكثير ولذلك فإننا نعطي الأولوية للضعفاء".
كما أشارت التقارير إلى أن العديد من رؤوس الماشية قد نفقت بسبب هذه السيول، حيث أفاد علي حسن، الناشط بالمجتمع المدني، أن "المئات من رؤوس الماعز والغنم التي أضعفها الجفاف استسلمت للأمطار والطقس البارد". وأوضح أن الواق، شأنها في ذلك شأن باقي أنحاء الصومال، كانت تنتظر هطول الأمطار ولكنها "أتت غزيرة جداً وفي وقت قصير جداً. وإذا استمرت على هذا الحال فإننا سنواجه مشكلة كبيرة".
وأضاف أن معظم السكان البالغ عددهم حوالي 18,000 شخص بالإضافة إلى حوالي 900 أسرة نازحة (حوالي 5,400 شخص) من مقديشو قد تأثروا بالسيول، معلقاً بقوله: "وضعنا الآن ليس بأفضل من وضع النازحين". كما أشار إلى أن السكان تجمعوا على المرتفعات المحيطة بالمدينة حيث "أصبحت كل الأماكن العالية محتلة".
من جهته، قال حسن حسين، المهندس بمنظمة غير حكومية دولية تدعى Development Frontier International، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنهم يحاولون الآن حفر خنادق لجعل المياه تنضب عن المدينة. وأضاف أنه لا يزال هناك خطر من المزيد من الفيضانات إذا ما استمرت الأمطار على ما هي عليه. وأشار إلى أن منظمته تقوم بإنذار السكان بأي خطر محتمل، حيث قال: "نحن نستعمل مكبرات الصوت في المساجد لنطلب من الناس مساعدة الضعفاء والتوجه إلى المرتفعات".
وأضاف أن هناك حاجة ماسة للمأوى، مشيراً إلى "وجود العديد من المستضعفين الذين لا يقدرون على البقاء في العراء أو في أماكن الإيواء المتهالكة التي يتم توفيرها. وقال: "نحن بحاجة للمساعدة في توفير الخيام وغيرها من مستلزمات الإيواء إذا ما أردنا الحيلولة دون حصول مشاكل صحية كبيرة". وحذر من أنه مع هطول الأمطار لن يكون تجمع البعوض والأمراض المنقولة عن طريق المياه أمراً مستبعداً.
ah/mw-az/dvh
"