أصدرت وزارتا الصحة والتعليم بمصر تعليمات لكل المدارس في القاهرة بخفض عدد الطلاب في الفصول إلى النصف للحيلولة دون انتشار محتمل لأنفلونزا إتش1 إن1 - وهو ما يشكل تحدياً كبيراً في هذه المدينة المكتظة التي يناهز عدد سكانها العشرين مليون نسمة.
وتطبيقاً لهذه التعليمات، بدأ الطلاب يحضرون الحصص الدراسية ثلاثة أيام متفرقة في الأسبوع بدل ستة أيام متتالية في ظل نظام الفترتين الذي طال تطبيقه في محاولة للتخفيف من الازدحام الشديد. وهذا ما شرحته تقى علي، البالغة من العمر 13 سنة والتلميذة في مدرسة عبد الله بن رواحة في منطقة إمبابة بالقاهرة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بقولها: "أذهب إلى المدرسة في الفترة الثانية أيام الأحد والثلاثاء والخميس".
وأوضحت تقى أن عدد التلاميذ في صفها كان يصل إلى 80 تلميذاً، غير أنه انخفض الآن إلى 25 بعد تطبيق نظام الأيام الثلاثة المتفرقة، حيث يحضر عدد معين من الأطفال إلى الصف ويبقى عدد آخر في المنزل حتى اليوم التالي مخافة الإصابة بفيروس إتش1 إن1. وأضافت تقى أنها وعدد كبير من الأطفال الآخرين يرتدون أقنعة جراحية خلال وقت اللعب ولكنهم يخلعونها في الفصل الذي تبقى نوافذه الآن مفتوحة ومراوحه مدارة معظم الوقت.
وكانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) قد نظمت بالتعاون مع وزارة الصحة حملة توعية واسعة استعانت فيها بالإعلانات التلفزيونية وإعلانات الخدمة العامة ومستلزمات التوعية.
تعليمات منظمة الصحة العالمية الخاصة بالمدارس
وقد أفادت مذكرة إعلامية وجهتها منظمة الصحة العالمية للمدارس في شهر سبتمبر أن المدارس قد تشكل ناقلاً يساهم في انتشار الفيروس. وأوصت بالاهتمام بنظافة الأيدي وآداب التنفس والتنظيف المناسب والتهوية الجيدة وعزل الموظفين أو الطلاب الذين يصابون بالمرض وتطبيق إجراءات لخفض الازدحام.
وجاء في المذكرة أن "القرارات الخاصة بإمكانية وموعد إقفال المدارس في حال حدوث جائحة هي قرارات معقدة وجد مرتبطة بالسياق الخاص بالمدرسة. ولا يمكن لمنظمة الصحة العالمية تقديم أية توصيات لصالح أو ضد إقفال المؤسسات التعليمية تكون صالحة للتطبيق على المدارس جميعها".
ولكنها أشارت إلى أن توقيت الإقفال يكتسي أهمية قصوى، إذ تفيد "الدراسات أن لإقفال المدارس فوائد جمة خصوصاً إذا تم ذلك في وقت مبكر من الجائحة، أي قبل أن يصيب المرض 1 بالمائة من السكان".
هل نقفل المدارس أم لا نقفلها؟
أفادت رنا زكوت، المستشار الإقليمي للتخطيط لدعم الطوارئ ومكافحة وباء الأنفلونزا بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه "بالرغم من أن إقفال المدارس قد يبطئ من سرعة انتشار إتش1 إن1 ويوفر للدول بعض الوقت لتعزيز إجراءاتها لمواجهة المرض إلا أن هناك الكثير من النقاش حول ذلك، خصوصاً وأن إقفال المدارس له انعكاسات اجتماعية واقتصادية". وأضافت قائلة: "باعتباري أم وبالرغم من قلقي على السنة الدراسية إلا أنني أعتقد أن إقفال المدارس من شأنه أن يقلل من انتقال المرض إذا ما صاحبته سياسات تشمل إجراءات للحد من تجمع الطلاب خارج المدارس".
وكان وزير الصحة، يسري الجمل، قد قال لوكالة أنباء الشرق الأوسط في 14 أكتوبر أنه "لا توجد هناك أية نية لإقفال المدارس في بداية موسم الشتاء"، فالمرض لم يصب إلا 10 أطفال من بين 20 مليون طفل يدرسون في المدارس الابتدائية والثانوية بالبلاد.
ولكن بعد يومين فقط من ذلك، تم إقفال مدرسة لامير دي ديو La Mère de Dieu للفتيات لتصبح أول مدرسة يتم إقفالها في مصر بعد اكتشاف ثلاث حالات إصابة بإتش1 إن1 بين طالباتها. وقد طُلب بعد ذلك من الطالبات البالغ عددهن 1,200 طالبة البقاء في بيوتهن لأسبوعين. كما تم في 22 أكتوبر إقفال أربع مدارس في القاهرة الكبرى لمدة أسبوعين. كما تم إقفال عدد من الفصول والمدارس في القاهرة والإسكندرية لمدة أسبوعين بأمر من محافظي المدينتين.
الصورة: إيمانويل دونسيث/إيرين |
يرى أحمد علي، وهو مدرس بمدرسة يسري الجمل بإمبابة بالقاهرة، أن الازدحام الشديد هو المشكلة الأكبر. ويدير أحمد مقهىً للشيشة في المساء لتغطية احتياجاته المادية |
ويرى أحمد علي، وهو مدرس بمدرسة يسري الجمل بإمبابة بالقاهرة، أن الازدحام الشديد يعتبر المشكلة الأكبر. وبالرغم من اغتباطه لخفض عدد طلاب فصوله من 70 طالباً إلى النصف إلا أنه لا يزال يشعر بالقلق حيث قال: "لا أستطيع أن أعطيهم نفس المقرر في نصف الوقت. يجب أن تقوم وزارة التعليم بتأجيل الامتحانات هذا الفصل حتى يحظى الطلاب بفرصة النجاح".
من جهتها، أفادت وزارة الصحة المصرية بأنها ستحصل على شحنتها الأولى من لقاح إتش1 إن1 والتي تشمل حوالي 80,000 جرعة في 23 أكتوبر. وأفاد وزير الصحة المصري حاتم الجبالي في بيان له أن "الأولوية ستعطى للحجاج المتوجهين إلى مكة والأطباء الذين يعالجون حالات الإصابة بالفيروس والعاملين في مجال النقل والخدمات العامة والصحفيين وطلاب المدارس والجامعات الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مضاعفات صحية أو ضعف الجهاز المناعي".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أبلغت حتى 17 أكتوبر عن 14,739 إصابة مؤكدة مخبرياً بفيروس إتش1 إن1 في 22 بلداً بالمنطقة التي تصنفها المنظمة بدول شرق المتوسط. واحتلت مصر المرتبة الرابعة من حيث عدد الإصابات التي بلغت 1,053 وحالتي وفاة.
maj/js/ah/mw - az/dvh
"