بينما يصارع مواطنو جنوب إفريقيا لتسديد فواتير الكهرباء الباهظة، قام سكان مستوطنة غير رسمية في ضواحي كيب تاون بالتحول إلى الطاقة الشمسية من أجل توفير احتياجاتهم من التدفئة في أول مشروع مسجل في إطار آلية التنمية النظيفة في إفريقيا.
وقد تمكنت الأسر البالغ عددها ألفين تقريباً والمقيمة في كوياسا، وهي مستوطنة غير رسمية لذوي الدخل المنخفض تعد جزءاً من مدينة خايليتشا المترامية الأطراف، من خفض تكاليف استهلاك الكهرباء بنسبة 35 بالمائة سنوياً وفي الوقت ذاته قامت هذه الأسر بواجبها تجاه خفض انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة.
ويساعد كل سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية لكل أسرة على منع انبعاث ما يقرب من 1.29 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وهو ما يعادل إجمالي انبعاث الكربون خلال رحلة جوية من لاجوس بنيجريا إلى سورابايا بإندونيسيا.
وتسمح آلية التنمية النظيفة التي تم إنشاؤها في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للدول الصناعية بالوفاء بجزء من التزاماتها بخفض الغازات الدفيئة من خلال الاستثمار في المشروعات التي تقلل من الانبعاثات في الدول النامية بينما تساهم أيضاً في تلبية احتياجات التنمية المستدامة في الدولة المضيفة.
ويمكن للمشروعات المسجلة في إطار آلية التنمية النظيفة أن تكسب "وحدات خفض الانبعاثات المعتمدة" القابلة للبيع وكل منها يساوي طن متري واحد من ثاني أكسيد الكربون.
وقد تم تصميم مشروع كوياسا من قبل "ساوث ساوث نورث" وهي منظمة غير حكومية تعمل على مواجهة تغير المناخ لصالح برنامج التجديد الحضري وقسم إدارة الموارد البيئية لمدينة كيب تاون.
ويأمل المشروع الانتهاء من تركيب سخانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في 2,300 منزل بحلول عام 2010 بتمويل من الإدارة الوطنية للسياحة والبيئة وحكومة إقليم كيب الغربي.
وقد قام مجلس مدينة كيب تاون المالك لمشروع كوياسا ببيع وحدات خفض الانبعاثات المعتمدة لحكومة المملكة المتحدة ويأمل في كسب المزيد من الوحدات وبيعها من أجل الحفاظ على سخانات المياه والاستثمار في مشروعات أخرى لتنمية المجتمع.
وقد تم توفير التمويل من الحكومات الإقليمية والوطنية وصندوق تنمية الصادرات بجنوب إفريقيا وهو منظمة غير ربحية تعهدت بتقديم العون المالي للمشروع.
وتقوم شركة إسكوم وهي جهة شبه حكومية بتوليد معظم الكهرباء في جنوب إفريقيا في محطات توليد طاقة تعمل بالفحم. وقد أثارت بدائل الطاقة الرخيصة التي يقدمها مشروع كوياسا بعض اهتمام إسكوم.
ويمارس زوكو نداماني مدير المشروع ضغوطاً من أجل إدخال نموذج مولد الطاقة الشمسية في مشروعات الإسكان منخفضة التكاليف الجديدة لأن "تعديل المنازل بإدخال أجهزة موفرة للطاقة عليها في مرحلة لاحقة كما حدث في مشروع كوياسا يكون أكثر تكلفة".
"
