أفاد مسح حديث أنه من المحتمل أن يكون أكثر من نصف مليون طفل في بنجلاديش مصابين بالكساح، وهو مرض مضن مرتبط بضعف التغذية وانعدام التعرض لأشعة الشمس.
وقد بنى المسح الوطني للكساح لعام 2008 تقديراته على النتائج التي توصل إليها والتي تفيد بأن 197 طفلاً من بين 20,000 طفل (أي ما يعادل 0.99 بالمائة) كانوا مصابين بالكساح. وقدر المسح، وهو الأول من نوعه في بنجلاديش، أن يكون حوالي 550,000 طفل ممن تتراوح أعمارهم بين عام و15 عاماً يعانون من هذا المرض.
وعرّف أزد شودري، أحد المتخصصين الرائدين في رعاية الأطفال، الكساح على أنه "تلين في العظام لدى الأطفال قد يتسبب في كسور وتشوهات. وينتج الكساح عن نقص في فيتامين "د" والكالسيوم. وعادة ما يكون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الضحايا الرئيسيين لهذا المرض".
كما يرتبط الكساح، الذي يؤثر على نمو العظام ويتسبب في تشوهات كبيرة، بانعدام التعرض لأشعة الشمس. ويعتبر ظهوره في بنجلاديش أمراً غير متوقع، وفقاً لعلماء من جامعة كورنويل كانوا أول من قام بدراسة المرض في المنطقة في أواخر التسعينيات. وقد وجدوا أن نقص الكالسيوم لدى الأطفال في بنجلاديش يزداد تفاقماً بسبب أوضاع التربة والمياه أو ضعف التغذية أو كل هذه العوامل مشتركة.
وقد تم إجراء مسح 2008 بالتعاون مع المجموعات المهتمة بالكساح التابعة للمركز الدولي لمكافحة أمراض الإسهال ببنجلاديش ومنظمة كير بنجلاديش ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) والبرنامج الوطني للتغذية التابع للحكومة. وجاء في المسح: "نحن لم نفهم بعد دور العوامل البيئية والبيولوجية والغذائية في بنجلاديش في تزايد عدد الإصابات بالكساح".
ولكن المسح وجد أن الأطفال المصابين بالكساح لا يشربون سوى القليل من الحليب الذي يعتبر مصدراً غنياً بالكالسيوم. ويمكن للكساح أن يتسبب في تشوهات كبيرة مثل تقوس الساقين وبروز الصدر وضيق الركبتين.
وكانت منظمة الدعم الاجتماعي وإعادة تأهيل المعاقين، وهي منظمة غير حكومية، أول من أبلغ عن وجود المرض عام 1991، في منطقة شاكاريا، بمدينة كوكس بازار الساحلية جنوب شرق البلاد.
الوقاية
وكان اجتماع للخبراء الدوليين في الكساح تم عقده في دكا عام 2006 قد حدد الوعي المجتمعي كواحد من أكثر التدابير الفعالة لمكافحة انتشار الكساح. وأفاد الخبراء الذين شاركوا في الاجتماع أن الجهود الرامية لزيادة إنتاج الأرز على مر السنين أثرت على النظام الغذائي، حيث أصبح هناك تركيز أقل على الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والخضار الورقية الخضراء.
ومن أجل الوقاية من الكساح، يوصي خبراء الصحة بضمان الرضاعة الطبيعية للطفل حتى بلوغه الشهر التاسع وإعطائه حليب البقر بعد الفطام وغيره من الأغذية الغنية بفيتامين "د" والكالسيوم مثل البيض ومنتجات الألبان مثل الزبدة والخضروات الورقية والأسماك الصغيرة. كما يمكن إضافة مكملات الكالسيوم إلى المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والخبز. ومن الضروري أيضاً تعريض الطفل للكثير من أشعة الشمس والهواء النقي وتشجيعه على ممارسة الرياضة لضمان حصوله على ما يكفي من فيتامين "د".
"