حذر خبراء الصحة المجتمعين في مؤتمر الصحة الإفريقي الذي انعقد مؤخراً في العاصمة الكينية نيروبي من أن الحقن والإبر ما تزال تستخدم بشكل غير صحيح في المرافق الصحية في إفريقيا مما يعرض ملايين المرضى لخطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشري والتهاب الكبد الوبائي "ج".
وقالت سوزان أجوندا، نائب رئيس وحدة التمريض في وزارة الصحة الكينية أن "الدجالين وأحياناً حتى المتخصصين يسيؤون استخدام الحقن خصوصاً عندما يستخدمونها كوسيلة لكسب المال من المرضى خاصة في البلدان الفقيرة، حيث ينظر الناس إلى المحاقن على أنها رمز للشفاء. إن هذا الهوس في استخدام الحقن يستدعي وضع تدابير لضمان السلامة".
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يتم استعمال 16 مليار حقنة سنوياً في الدول النامية وحدها، 90 بالمائة منها لأغراض علاجية؛ و50 بالمائة من العدد الإجمالي تعتبر حقناً غير مأمونة.
ومن الأمور التي تثير القلق كون حوالي نصف المحاقن المستخدمة في إفريقيا تستخدم مرة أخرى. وقد دعت أجوندا إلى تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية تدريباً كافياً في التعامل المحاقن ووسائل الحقن الأخرى بطرق مأمونة. وأضافت أن "توفير أدوات الحقن فقط غير كاف بل علينا أيضاً أن ندرب العاملين في مجال الرعاية الصحية على استخدامها والتخلص منها بشكل سليم".
وأضافت قائلة: "لا يزال معظم العاملين في مجال الرعاية الصحية يلجؤون لإعادة استخدام الإبر وهذا أمر خطير جداً ويؤدي إلى العديد من الإصابات العرضية ويعرض صحة العمال لخطر انتقال العدوى إليهم بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشري ومرض الإيدز".
وطالبت الوفود المشاركة في المؤتمر الحكومات الإفريقية بوضع مبادئ توجيهية وطنية حول استخدام الحقن والإبر. كما تم التنويه لموضوع نقص الموظفين الذي يعتبر أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى الاستخدام غير المأمون للحقن في البلدان الفقيرة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 5 بالمائة من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشري تعود لإعادة استخدام المحاقن، وأن 58 بالمائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية تحدثوا عن إصابات بسبب الأبر حيث تم وخزهم أو خدشهم بالخطأ بإبرة ملوثة.
وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة نيروبي حول سلامة الحقن في كينيا أن 61 بالمائة من الممرضين والممرضات في المرافق الصحية التي شملها المسح تعرضوا لإصابات بسبب الأبر خلال فترة ثلاثة أشهر.
كما تجد الحقن التي يستخدمها مرضى السكري لحقن الأنسولين طريقها إلى الشوارع لتصل إلى أيدي متعاطي المخدرات عن طريق الحقن وتشكل إحدى الأسباب الرئيسية للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري. وحذرت أجوندا من الدجالين في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة في المدن الذين يعرضون حياة الفقراء للخطر عن طريق إعادة استخدام المحاقن وسوء أساليب التخلص منها.
وأضافت: "في محاولة للحد من تكاليفهم... قد يلجؤون إلى إعادة استخدام المحاقن والإبر مما يؤدي إلى نقل العدوى إلى عدد كبير من الناس في مثل هذه الأماكن. ولهذا السبب يجب وضع رقابة كافية من جانب الحكومات في إفريقيا للقضاء على هذه الظاهرة".
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions