بعد الزيارة التي قام بها لتقصي الحقائق في باكستان، طالب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عبد العزيز الركبان دول الخليج وغيرها من دول العالم بضرورة زيادة دعمها لمئات الآلاف من النازحين شمال غربي باكستان.
وجاء في التصريح الذي أدلى به المبعوث الخاص لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من إسلام أباد قوله: “لقد زرت النازحين الذين يسكنون في المخيمات والمدارس أو لدى أسر مضيفة في منطقة مردان [بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي] ووجدتهم يعيشون في ظروف جد قاسية. فهم يحاولون التكيف مع الحرارة وانعدام المياه وخدمات الصرف المناسبة بالإضافة إلى اضطرار أسر كاملة للعيش في خيمة واحدة أو في غرفة صغيرة".
وأوضح الركبان أن خطة الاستجابة الإنسانية المُراجَعة لباكستان والتي تتضمن مشاريع لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تصل قيمتها إلى 532 مليون دولار تحتاج "لدعم إضافي عاجل"، وذلك في ظل تصريح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 22 يونيو/حزيران أن خطة الاستجابة لم تحصل حتى الآن سوى على 35 بالمائة فقط من التمويل المقرر لها.
وجاء في نداء الركبان: “إنني أناشد دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من دول العالم للمبادرة بمساعدة إخوانهم لتجاوز هذه الأزمة".
وكان الركبان قد عُيِّن في منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في 10 يوليو/تموز 2007 بهدف تعزيز الروابط بين جهود الأمم المتحدة الإنسانية وجهود الإغاثة الإنسانية التي تقدمها حكومات ومنظمات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتقوية الشراكات الإنسانية مع دول المنطقة.
وقد زار الركبان في منطقة مردان، حيث يعيش معظم النازحين القادمين من سوات وبونر، مخيماً ومدرسة للفتيات يتم استخدامها حالياً لاستضافة الأسر النازحة وكمركز لتوزيع المساعدات الإنسانية، وفقاً لأوتشا.
الأسر المضيفة تحتاج للمساعدة أيضاً
وأفاد الركبان أن "الغالبية العظمى من النازحين يعيشون مع أسر مضيفة، ولكن حجم النزوح في حد ذاته يجعل من الصعب الوصول إلى جميع المحتاجين". وشدد الركبان على ضرورة "عدم إغفال احتياجات الأسر والأصدقاء الذين بادروا بإيواء النازحين بكثير من الكرم".
وفي تعليقه على ازدياد عدد النازحين بسرعة فائقة، قال الركبان: “لدينا في السودان حوالي أربعة ملايين نازح، تكونوا على مدى عدة سنوات. فكيف يستطيع المرء أن يتصور تجمع حوالي مليوني نازح في ظرف شهرين فقط".
وأوضح أن موسم الرياح الموسمية القادم يحتم سرعة التحرك، إذ "يجب تجهيز المأوى للتأقلم مع الحرارة وأخذ المزيد من الاحتياطات والإجراءات الاحترازية للحيلولة دون انتشار الأوبئة في الأشهر القادمة".
وأكد الركبان أن المجتمع الإنساني يعمل جاهداً لتجاوز هذه التحديات، حيث تم تشكيل 44 مركزاً لتوزيع عشرات الآلاف من الأطنان من المساعدات الغذائية وغير الغذائية على المحتاجين. وأضاف قائلاً: “نحن نسير في الاتجاه الصحيح، ولكن لا بد من تعزيز الاستجابة أكثر لتتماشى مع حجم النزوح".
"