حذر مسؤول يعمل في الإغاثة الإنسانية أن الحركة المتزايدة للأشخاص في جنوب السودان, والتي تتضمن عودة مئات الآلاف من اللاجئين السابقين والمهجرين الداخليين, يمكن أن تخلق أزمة صحية عامة في هذه المنطقة الفقيرة.
وقال نيكولاس لويس، المستشار الفني للمكتب الإنساني التابع للمفوضية الأوربية التي أسست مكتباً دائماً لها في العاصمة جوبا لتلبية الحاجات الإنسانية المتزايدة خلال الفترة الانتقالية, بأن العام 2006 شهد تفشياً كبيراً لوباء الكوليرا الذي أثر على كافة الولايات العشر في جنوبي السودان".
كما صرح بأن مكتب المفوضية الإنساني قد رصد مبلغ 24.7 مليون يورو (33.2 مليون دولار) في العام 2007 لتلبية كافة الاحتياجات الإنسانية المختلفة في جنوبي السودان والتي تتضمن قطاع الرعاية الصحية وأمن الغذاء والماء والصرف الصحي والأمن.
وأوضح لويس أن "تفشي الأمراض مرتبط بالحركة المتزايدة للسكان, حيث أصبح الناس قادرين وبشكل مفاجئ على التنقل في جميع أنحاء جنوبي السودان دون أي مشاكل. فهنالك اللاجئون والمهجرون العائدون من الشمال إلى جانب التنقلات الداخلية في الجنوب من منطقة لأخرى".
ويمكن لأوبئة أخرى أن تنتشر بسرعة ما لم تتخذ الإجراءات المناسبة. ومثل هذا الانتشار يمكن أن يثني العديد من العائدين الذين تركوا قراهم خلال عقدين من الحرب الأهلية عن العودة, وكذلك الحال بالنسبة للقادمين من مناطق أخرى من السودان ومن الدول المجاورة بعد تطبيق اتفاقية السلام بين الثوار السابقين في الجنوب والحكومة في عام 2005.
وقدم العديد من العائدين, وخاصةً الشباب منهم, من مناطق المدن مما زاد من ضعف الخدمات الاجتماعية المحدودة جداً هناك.
أما التحدي الأخر فهو عودة الأعداد المتزايدة من اللاجئين من دول مجاورة ينتشر فيها فيروس الإيدز بمستويات أعلى مما هو عليه في السودان.
وأضاف لويس: "هناك قلق كبير وعلينا التصرف بسرعة لأن انتقال فيروس الإيدز يزداد بشكل كبير خلال الفترة الانتقالية للحكومة في جنوبي السودان وخصوصاً في المناطق الاستوائية (الغربية والوسطى والشرقية) من السودان حيث نستقبل اللاجئين القادمين من جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وكينيا".
وقال لويس أن انتشار التهاب السحايا الذي أودى بحياة أعداد كبيرة من البشر وأثر على الآلاف في جنوبي السودان منذ بداية عام 2007 يعتبر مؤشراً على وجود أزمة صحية عامة يمكن أن تعم كامل المنطقة إذا استمرت محدودية الموارد في إعاقة الجهود الإنسانية.
"