تعمل وكالات الأمم المتحدة ووزارة الصحة في غزة لتعزيز نظم رصد الأمراض المنقولة في قطاع غزة وذلك في ضوء احتمال أن يتسبب تسرب مياه الصرف الصحي في تلوث مياه الشرب.
وكانت شبكة المياه والصرف الصحي الهشة قد تعرضت للدمار خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة الذي استمر لمدة 23 يوماً، مما زاد من المخاطر على الصحة العامة، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية "واش" WASH تحت عنوان "عرض موجز لمنظمة الصحة العالمية عن البنية التحتية للصرف الصحي والمخاطر التي تواجهها الصحة العامة في قطاع غزة".
وتتولى مجموعة واش التي يرأسها صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تنسيق الاستجابة الإنسانية بين المنظمات المحلية والدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في قطاع المياه والصرف الصحي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي هذا السياق، أفاد محمود ظاهر، مسؤول منظمة الصحة العالمية في غزة، أن "منظمة الصحة العالمية تقوم حالياً بالنظر فيما إذا كان خطر تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه والأغذية في قطاع غزة لا يزال مرتفعاً". وأوضح ظاهر أن التهديد كان كبيراً خلال النزاع لأن مياه الشرب لم تكن تخضع لمعالجة ملائمة بالكلور بسبب القيود المفروضة على التنقل.
من جهته، أوضح منذر الشبلاق، مدير هيئة مياه بلديات الساحل، أنه "خلال الحرب الأخيرة، اختلطت مياه الشرب مع مياه المجاري غير المعالجة في منطقة الشيخ عجلان بمدينة غزة وبيت حانون إثر تعرض الخطوط الناقلة لمياه الصرف الصحي في مدينة غزة والخطوط الناقلة لمياه الشرب ومياه الصرف الصحي في بيت حانون للقصف من طرف القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الأول من الحرب".
وقد طلبت هيئة مياه بلديات الساحل من مجموعة واش إجراء مسح شامل لمدة عام كامل للمياه الجوفية في منطقة الشيخ عجلان وبيت حانون. وقد أفاد مدير المجموعة غراهام هندرسون أن واش شرعت في تصميم المشروع.
ويعيش حوالي 32,000 فلسطيني في بيت حانون وحوالي 410,000 آخرين في مدينة غزة.
كما جاء في تقرير مجموعة واش ومنظمة الصحة العالمية بغزة أن منطقتي خان يونس وبيت لاهيا تواجهان خطر تلوث مياه الشرب بسبب تسرب مياه الصرف الصحي.
النترات
وأوضح هندرسون أن "الارتفاع النسبي في مستوى النترات في مياه الآبار في غزة قد يكون مرتبطاً بتسرب مياه الصرف الصحي من محطات المعالجة".
وتعتبر النترات ملوث خطير للمياه وقد تكون مسرطنة وتشكل تهديداً أكبر للأطفال دون سن الستة أشهر، وفقاً للشبلاق.
من جهته، أفاد ظاهر من منظمة الصحة العالمية أن "سبعين بالمائة من عينات مياه الشرب التي تم فحصها على مدى العامين الماضيين في مختبر وزارة الصحة أظهرت ارتفاع مستوى النترات أكثر من المنصوص عليه في معايير منظمة الصحة العالمية (50 ملليغرام من النترات في اللتر).
المشروع المقترح
وتقوم مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية "واش" بتقديم الدعم لمنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في غزة لمنع أي تفشي كبير للأمراض. وقد اقترحت مشروع طوارئ تقدر كلفته بحوالي مليون دولار لتعزيز أنظمة وزارة الصحة لمراقبة الأمراض في جميع أنحاء قطاع غزة، حسب هندرسون، بما في ذلك المراقبة من طرف العيادات الصحية والمختبرات التي تتولى الفحص نيابة عن وزارة الصحة لتشخيص الأمراض وقياس جودة المياه.
من جهته، أفاد ظاهر أن "وزارة الصحة استأنفت عمليات فحص الغذاء والماء بعد انتهاء النزاع بالرغم من أن الإغلاق الطويل للحدود وما ترتب عليه من شح في المواد الأساسية قد أثر سلباً على أنظمة الفحص الخاصة بالوزارة".
ووفقاً لمجموعة واش، تدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منذ فترة طويلة نظام مراقبة من خلال 20 وحدة تبليغ موجودة في المراكز الصحية في قطاع غزة.
ولكن مسؤولي منظمة الصحة في غزة يرون أن 54 عيادة رعاية صحية أولية حكومية و13 مستشفى التابعين لوزارة الصحة، و30 عيادة رعاية صحية أولية و 14 مستشفى التابعين لمنظمات غير حكومية أو القطاع الخاص بحاجة إلى نظام مراقبة أقوى.
ووفقاً لتقرير مجموعة واش، يصب حوالي 80,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي يومياً في البحر الأبيض المتوسط من خلال ست نقاط رئيسية على طول ساحل قطاع غزة مما يشكل تهديداً كبيراً لصحة سكان القطاع.
"
