اقترح بعض خبراء الصحة أن يقوم الأزواج الأفغان الذين يخططون للإنجاب بتوقيت موعد الولادة كي لا تتم خلال أشهر الشتاء، إذ يرون أن هذا من شأنه أن يساعد على إنقاذ بعض الأرواح.
فقد رُزِقت وزمة، البالغة من العمر 23 عاماً، بمولود في شهر ديسمبر/كانون الأول وهي تجد صعوبة في تأمين الدفء له، حيث قالت: "عادة ما نرتعش أنا وطفلي خلال الليل"، مشيرة إلى أن أسرتها عاجزة عن تدفئة ولو غرفة واحدة في بيتها الواقع في الضواحي الجنوبية لكابول.
ويرى خبراء الصحة أن فصل الشتاء يعرِّض النساء الفقيرات اللائي أنجبن حديثاً ويفتقرن لوقود التدفئة والطعام المغذي لأخطار صحية إضافية يمكن تفاديها.
وتتسبب التساقطات الثلجية أو الانهيارات في سد الطرقات في بعض المناطق (أحياناً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني حتى أبريل/نيسان) مما يعيق وصول العديد من النساء إلى المراكز الصحية أو الاستفادة من خدمات الموظفين الصحيين ويحرمهن من الرعاية الصحية العادية أو المتخصصة خصوصاً في أشهر الشتاء.
وتودي الأمراض المرتبطة بالبرد مثل ذات الرئة والتهابات الجهاز التنفسي بحياة المئات أو ربما الآلاف من الأمهات والأطفال حديثي الولادة سنوياً، وفقاً لمنظمات الإغاثة الإنسانية. وحتى عندما يتوفر وقود التدفئة، فإن الدخان المنبعث عنه عادة ما يكون مضراً للأم والجنين.
وفي هذا السياق، قال عبد الله فهيم، الناطق باسم وزارة الصحة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لو تجنبت الأسر الإنجاب في فصل الشتاء القاسي، لكان بالإمكان تفادي العديد من المشاكل الصحية الناجمة عن برودة الطقس". وقد أكد مارغلاي كارا، مدير الشؤون الصحية والاجتماعية بوزارة شؤون المرأة، اقتراح فهيم موضحاً أن "الإنجاب في فصل الشتاء مرتبط بالعديد من المشاكل التي يمكن تفاديها عن طريق تخطيط أسري أفضل".
وتأتي أفغانستان مباشرة بعد سيراليون من حيث نسبة الوفيات النفاسية ووفيات الأطفال وذلك لأسباب أكثر من مجرد عدم توفر الرعاية الطبية الأساسية. ويصل معدل الوفيات النفاسية في أفغانستان إلى 1,600 وفاة لكل 100,000 ولادة حية في حين يصل معدل وفيات الرضع إلى 129 وفاة لكل 1,000 مولود، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
الجهل والأمية
وقد أفادت دراسة قام بها خبراء أفغان ويابانيون تم إطلاقها في شهر سبتمبر/أيلول 2008 أن الجهل والأمية بين النساء الحوامل يلعبان دوراً كبيراً في ارتفاع معدل وفيات الأمهات والأطفال. وقد استخلصت الدراسة أن "افتقار الأمهات للتعليم وانتشار الزواج المبكر أو زواج الأطفال وانعدام الاحتياجات المادية الأساسية والنزوح كلها عوامل أثرت وتؤثر سلباً على صحة الطفل وعلى المتغيرات الغذائية". وتصل نسبة الأمية بين النساء في البلاد إلى 70 بالمائة، وفقاً لليونيسف.
ولا يزال نشر الوعي في المجتمعات الريفية حول التخطيط للحمل ومضاعفاته على صحة الأم والطفل يشكل تحدياً مستمراً لوزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية. وقد قامت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الحج والشؤون الدينية بتدريب عشرات الأئمة للمساعدة في الحد من الوفيات الإنجابية عن طريق رفع الوعي حول مخاطر زواج الأطفال والحاجة للمباعدة بين الولادات.
"