باكستان: دراسة تظهر ارتفاع مستويات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري في جوجرات

من المتوقع أن تساهم التحقيقات الجارية حول العدد الكبير لحالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري في مدينة جلالبور جاتان في ولاية جوجرات بإقليم البنجاب، شمال باكستان في إلقاء الضوء على أنماط العدوى في المنطقة وأن يكون لها تأثير على سياسة باكستان الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري في المستقبل.

ففي شهر أغسطس/آب الماضي، قامت جمعية نيو لايت لمكافحة الإيدز New Light AIDS Control Society وهي منظمة غير حكومية محلية بإجراء اختبارات عشوائية للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري بين 342 شخصاً في المنطقة وكشفت النتائج عن إصابة 90 منهم بالفيروس. ويقوم حالياً كل من البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض بإجراء دراسة حول انتشار الفيروس في جلالبور جاتان. وتشمل الدراسة إعادة اختبار جميع الأشخاص الذين أكدت الدراسة الأخيرة إصابتهم بالفيروس.

وقال الدكتور منير أحمد، المسؤول الصحي في جوجرات أن الأشخاص العائدين من الشرق الأوسط وأماكن أخرى قد يكونوا السبب وراء حدوث تلك الإصابات". ويعتقد أحمد أن العدد الكبير للعمالة المهاجرة قد ساهم في ارتفاع مستوى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.

وقد تكون أنماط السلوك المحلي من العوامل التي أدت إلى ارتفاع مستوى الإصابة، فقد قال الدكتور حسن عباس زهير، مدير البرامج في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في إسلام آباد أن "ممارسة الدجالين للطب يعتبر أمراً شائعاً في جوجرات"، مضيفاً أن "هناك تردي كبير في معايير السلامة الخاصة باستخدام الحقن"، وأنه "من الشائع جداً العلاج بالحقن في جوجرات".

كما يقدم أطباء القطاع الخاص الرعاية الصحية على نطاق واسع في باكستان وهم يروجون لفكرة أن تلقي العلاج عن طريق الحقن أسرع وأكثر فاعلية من تلقيه عن طريق الفم.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز قال الدكتور إرشاد بيرفيز، وهو طبيب أسره، أنه بجانب إعادة استخدام الأطباء الدجالين للحقن مرة أخرى، هناك ارتفاع في تعاطي المخدرات بالحقن في العديد من المدن الصغيرة في إقليم البنجاب إضافة إلى الانخفاض الكبير في الوعي بشأن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز.

وذكر مسؤولو البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز أن النتائج في جلالبور جاتان أكدت على الحاجة لزيادة الوعي بفيروس نقص المناعة البشري وضمان أن يتوفر للسكان الأكثر عرضة للخطر فرصة الحصول على معلومات عن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز وعلى الرعاية الصحية والعلاج الخاص بالفيروس.

وقال زهير عند إطلاق الدراسة حول انتشار الفيروس: "يجب علينا أن نستغل هذه الفرصة لتقوية ودعم ممارسات الاستخدام الآمن للحقن ومكافحة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والتهاب الكبد الفيروسي ب و ج".

وقد ساهمت وصمة العار المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري والإيدز في باكستان في ارتفاع مستويات الجهل بالفيروس. كما كان لحملات التوعية السابقة تأثير محدود على فهم العامة للفيروس.

ومثال على ذلك ما قاله محمد فاروق، وهو عامل في جوجرات: "لقد سمعت عن تلك الحالات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري. نحن لا نعرف كم عدد تلك الحالات، ولكننا خائفون جداً". وكغيره من سكان المنطقة يعتقد محمد فاروق أنه يمكن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري عن طريق الاتصال العادي بشخص مصاب، حيث أضاف "أتمنى لو أننا نعرف من هؤلاء المصابين حتى نبتعد عنهم".

وقد أقر البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوجود حاجة إلى المزيد من التثقيف بشأن فيروس نقص المناعة البشري، خاصة وأن المراكز الأخرى في إقليم البنجاب لديها معدلات مماثلة من العمالة المهاجرة وتعاطي المخدرات مثل جوجرات.

وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، يوجد حوالي 75 ألف شخص فقط مصابين بفيروس نقص المناعة البشري من إجمالي السكان البالغ عددهم 160 مليون شخص، ولكن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه أفاد أنه لا يتم التبليغ عن معظم حالات الإصابة بالفيروس في البلاد.