كان 15 يناير/كانون الثاني بالنسبة لعمال الإغاثة والمتطوعين التواقين لمرافقة المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة عبر معبر رفح الحدودي يوماً آخراً من الانتظار.
فلم تفتح البوابة الحديدية الخاصة بالمعبر إلا بين حين وآخر للسماح للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية بدخول القطاع.
وكانت معظم الشاحنات المصطفة من جمعيات خيرية مصرية وعربية وتحمل بشكل رئيسي مستلزمات طبية -الشحنات الوحيدة التي يسمح بدخولها عبر هذا المعبر.
ولكن ما تزال الشروط التي تحكم دخول الأفراد والشاحنات إلى غزة غير واضحة.
فقد منعت السلطات المصرية هذا الأسبوع الأفراد من دخول القطاع ولكنها أصبحت أكثر مرونة نسبياً فيما يتعلق بدخول الفرق الطبية. وقد تم السماح لفرق صغيرة من الأطباء العرب والأجانب بدخول غزة مع مرافقيهم (الذين هم بالعادة معاونين مصريين من الشباب).
وفي هذا اليوم دخلت قافلة شاحنات محملة بالمستلزمات الطبية من منظمة غير حكومية ليبية بعد ساعة ونصف من وصلها إلى المعبر.
وبعد أن رافقت الوفد الليبي، حاولت سامية وهي صحفية فضلت ذكر اسمها الأول فقط دخول غزة ولكنها منعت من ذلك، حيث قالت: "لدي بطاقة صحفي ويجب أن أدخل".
ولكن الشرطي الذي يقف على البوابة سرعان ما أجابها قبل أن يصرخ في وجه المحتشدين: "لا يوجد شيء اسمه ’يجب ‘ هنا. نحن نطبق التعليمات الخاصة بنا".
الفريق الطبي اليوناني
وبعد ساعة وفي منتصف النهار وصلت إلى المعبر حافلة تقل فريقاً طبياً يونانياً مكون من 26 شخصاً. وقال إرميوني فريسولي وهو أحد أعضاء الفريق لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن ناشطون وصحفيون وأطباء وبرلمانيون ونأمل في أن نتمكن من الدخول إلى غزة. الأولوية هي للأطباء للعبور ولكننا جميعاً نود الذهاب إلى هناك لنؤكد لأهل غزة أن هنالك أشخاص قادمون لإغاثتهم من جميع أنحاء العالم".
ولكن وفقاً لفريسولي، رفضت السلطات المصرية دخولهم بدعوى "الأمن القومي" على حد تعبيرها.
الأطباء فقط
ويبدو أن السلطات المصرية تعطي الأولوية للأطباء. وفي هذا السياق قال خالد عطية، وهو مسؤول رفيع المستوى في معبر رفح الحدودي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يسمح لجميع فرق الأطباء الأجانب بدخول غزة في حال قاموا بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري وإذا وافقت سفاراتهم على بعثتهم".
وخلال النهار كان عمال الإغاثة الذين يرافقون الشاحنات يجرون اتصالات هاتفية مكثفة مع المسؤولين المصريين للحصول على تصريح.
ولكن مع نهاية النهار لم يسمح لأي من أفراد الوفد اليوناني بدخول غزة فعادوا أدراجهم إلى العريش وقالوا أنهم سيحاولون مرة أخرى يوم 16 يناير/كانون الثاني.
"