على الرغم من سياسة إسرائيل التي تسمح بدخول قوافل الإغاثة إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) ومعبر المنطار (كارني)، غير أن التقارير تشير إلى أن المساعدات الطبية والغذائية لا تصل إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت يائيل سيغيف إيتان، من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تل أبيب: "نحن نتمكن من إدخال المستلزمات الطبية إلى غزة ولكن في العديد من المرات لا نتمكن من الوصول إلى المستشفيات. كما أن بعثات [توصيل المساعدات] تتوقف لأسباب أمنية مما يؤدي إلى عدم وصول المساعدات والمستلزمات الطبية إلى السكان في بعض المناطق. ولكن المشكلة ليست في إدخال الإمدادات إلى غزة بقدر ما هي القدرة على توصيلها".
من جهته، أخبر سامي مشعشع، الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك صعوبات بالغة في الوصول إلى المحتاجين ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى الخوف على حياة سائقي الأونروا بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.
وفي 15 يناير/كانون الثاني، كانت حوالي 180 شاحنة مساعدات ما تزال تنتظر عند معبري المنطار (كارني) وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) للسماح لها بدخول غزة، وقد تعطل دخولها بسبب إجراءات التفتيش المطولة. وكانت الشاحنات محملة بالأغذية الجافة والمستلزمات الطبية وعلف الحيوانات. وتقول إسرائيل أن عمل المعابر بكامل طاقتها قد يجعل منها هدفاً لصواريخ حماس.
وقال الناطق باسم المكتب المسؤول عن المعابر التابع للجيش الإسرائيلي أنه على اتصال يومي مع منظمات الإغاثة الدولية لمخاطبة الاحتياجات الإنسانية في غزة.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر
وفي مؤتمر صحفي عقد في القدس يوم 14 يناير/كانون الثاني، وصف جاكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، زيارته لمدينة غزة يوم 13 يناير/كانون الثاني، حيث قال: "ما رأيته ... كان وضعاً مأساوياً يؤدي إلى المزيد من المعاناة للنساء والأطفال والمزيد من الضحايا الذين يصلون إلى المستشفيات".
وأضاف قائلاً: "ما رأيته هناك [ في مستشفى الشفاء] كان فظيعاً. من المؤلم جداً أن ترى الجرحى وخطورة الإصابات التي يعانون منها".
ووفقاً لمنظمة بتسيلم ومنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" وغيرهما من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي تجمع معلومات وشهادات من داخل غزة فإن الوضع الأمني على الأرض يؤخر الوصول إلى الرعاية الطبية أو يمنع الحصول عليها تماماً.
وقد تعرضت مكاتب الأونروا في غزة لقصف مدفعي إسرائيلي يوم 15 يناير/كانون الثاني. كما قالت خدمة الأخبار الإسرائيلية روتر أن مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في غزة، قد تعرض للقصف.
"