أفاد مسؤولون تابعون للأمم المتحدة وناشطون حقوقيون أنه في الوقت الذي يستمر فيه القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، هناك تقارير تشير إلى قيام المتمردين بتجنيد الأطفال في مناطق النزاع.
وفي هذا السياق أخبر جايا مورثي، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه قد تم تجنيد 37 طفلاً في روتشورو [شمال جوما] قبل أسبوعين".
وأضاف أن الأطفال المنفصلين عن أسرهم هم أكثر عرضة لخطر التجنيد حيث يجبر الصبية على القتال بينما تصبح الفتيات "زوجات" للجنود.
بدورها، قالت إيزبيل ماثيسون، المتحدة باسم منظمة إنقاذ الطفولة أن "البلاد شهدت زيادة في أعداد الأطفال الذين يتعرضون للتجنيد منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة". وتهتم هذه المنظمة غير الحكومية بالأطفال الذين تمكنوا مؤخراً من الهرب من قبضة الجماعات المسلحة.
وقالت ماثيسون أن عدد الأطفال الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة قبل اندلاع أعمال العنف الأخيرة يقدر بحوالي 3,000 طفل إلا أنه من المتوقع أن ترتفع هذه الأعداد أكثر من ذلك.
وخلال العام الماضي، تمكنت منظمة إنقاذ الطفولة التي تدير واحداً من أكبر برامج إعادة دمج الأطفال الجنود في مجتمعاتهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية، من مساعدة 2,200 طفل في الخروج من الجماعات المسلحة وجمعت معظمهم بأسرهم من جديد.
إغلاق المدارس
وقد أغلقت العديد من المدارس أبوابها بسبب حالة انعدام الأمن السائدة بينما تعرض الأطفال الذين تم تجنيدهم مرات عدة للانقطاع عن الدراسة.
وقال مورثي أن "اليونيسف ستقوم ببناء فصول طارئة وستوزع المستلزمات المدرسية عند فتح المدارس".
وأفاد في حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "يعد الأمر كابوساً متكرراً بالنسبة لهؤلاء الأطفال... يعاني الأطفال الذين يتم إجبارهم على دخول النزاعات المسلحة من أضرار جسدية وعاطفية شديدة. كما يشعرون بالصدمة لانفصالهم عن أسرهم وقد يواجهون الإعدام والضرب والتعذيب. كما أصبحت الكثير من الفتيات الصغيرات أمهات".
كما تنتشر الاعتداءات التي تشنها الجماعات المسلحة على المدارس. ففي 10 أكتوبر/تشرين الأول، تعرض سبعة أطفال وثلاثة معلمين للاختطاف عندما وقعوا ضحية كمين خارج مدرستهم في منطقة ماسيسي، شمال غرب جوما عاصمة إقليم شمال كيفو. وقد تم احتجاز الأطفال ومعلميهم ليومين قبل أن يتمكنوا من الفرار. وبعد أسبوعين قامت جماعة مسلحة بالاعتداء على مدرسة ثانوية في شاشا التي تبعد سبعة كيلومترات ساكي قرب بحيرة كيفو.
وقالت ماثيسون: "أخبرني أحد الأطفال أنهم يخشون العودة إلى المدرسة خوفاً من التعرض للهجوم... التعليم هو الأمل الوحيد لهؤلاء الأطفال لنيل مستقبل أفضل وإذا لم يذهبوا إلى المدرسة فسوف يفقدون هذا الأمل".
وكان القتال قد اندلع من جديد نهاية شهر أغسطس/آب في شمال كيفو بين الجماعة المتمردة المعروفة باسم المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب بقيادة الجنرال السابق لوران نكوندا من جهة والجيش الكونغولي المتحالف مع المليشيات من جهة أخرى.
وفي أثناء ذلك، توفر ليونيسف مياهاً نظيفة إلى كيباتي وموغونغا بالإضافة إلى أعمدة تطهير المياه والمراحيض للوقاية من خطر انتشار الكوليرا، حسب تصريح ميرثي يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
كما أن حالات الإصابة بالحصبة مستمرة بالظهور في مناطق النزوح ولذلك سيتم قريباً استئناف حملات التلقيح التي توقفت بسبب القتال. وعن ذلك قال ميرثي: "ستقوم اليونيسف بتلقيح 66,000 طفل خلال الأيام والأسابيع القادمة" مضيفاً أن انتشار الحصبة قد يتفاقم بسبب الحركة الكبيرة للسكان.
كما وصلت طائرات محملة بالمساعدات إلى جوما. وقال ميرثي أن "المفارش البلاستكية والبطانيات ستساهم في الحماية من الأمراض التنفسية".
وتسعى اليونيسف لتعزيز العمل في مراكز التغذية في شمال كيفو للوقاية من سوء التغذية.