الطرق المتآكلة والأنهار المتضخمة ليستا سوى اثنتين من التحديات التي تواجه عمال الإغاثة الذين يحاولون تقييم الأضرار الناجمة عن الفيضانات في ميانمار، والتي أدت بالفعل إلى مصرع 27 شخصاً وأثرت على 150,000 آخرين على الأقل، ومن المتوقع أن تزداد سوءاً.
وقد أعلنت حكومة ميانمار حالة الطوارئ في أربع مناطق غمرتها الأمطار الموسمية الغزيرة. كما أدى الإعصار الذي تشكل في خليج البنغال في وقت متأخر من العام على غير عادة، إلى تفاقم تأثير الفيضانات في ولايتي راخين وتشين في غرب البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
وتكهن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذه الفيضانات هي الأسوأ في ميانمار منذ عدة عقود، لكن مدى الأضرار التي لحقت بالبلاد لا يزال غير واضح لأن السلطات تواجه صعوبة في الوصول إلى العديد من المناطق.
وقال بيير بيرون، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ميانمار: نتوقع أن يرتفع عدد القتلى والمصابين بعد وصول مزيد من المعلومات".
وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن فرق التقييم لم تتمكن من السفر إلى أجزاء من ولاية راخين نظراً لعدم القدرة على الوصول إليها إلا عن طريق الأنهار، التي أصبحت متضخمة ومليئة بالحطام، مما يجعلها غير صالحة للملاحة إلى حد كبير.
وفي ولاية تشين الجبلية، قطعت الانهيارات الأرضية الطرق تماماً ومنعت الوصول إلى بعض المناطق التي تتضاءل بها إمدادات الغذاء والوقود.
وقال سكان هاخا، عاصمة الولاية، حيث تقول السلطات أن الانهيارات الأرضية دمرت 700 منزل، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن سعر كيس الأرز ارتفع من 35,000 كيات (حوالي 35 دولاراً) إلى 100,000 كيات خلال الأيام القليلة الماضية، في حين شهدت أسعار الفحم والبنزين زيادات مماثلة.
وقال أنتوني ثوانغ، وهو تاجر محلي نفد مخزونه من الأرز والخبز: "كل شيء في متجري يأتي بالحافلة من كالاي. آمل أن نتمكن من الحصول على الأرز في الأسابيع المقبلة، ولكنني لا أعرف كم سيكون سعره".
ووعد الرئيس ثين سين بأن الحكومة ستكثف جهودها لإصلاح الطرق وترسل إمدادات الطوارئ إلى ولاية تشين، حسبما ذكرت صحيفة غلوبال نيو لايت أوف ميانمار المدعومة من الدولة.
وقد أربك اجتياح الفيضانات لمناطق جغرافية معينة جهود الإغاثة أيضاً، حيث ارتفع منسوب المياه في مناطق على الحدود الغربية مع بنجلاديش، وفي الشرق على الحدود مع تايلاند. كما غمرت المياه المناطق الشمالية بالقرب من الحدود مع الصين، وكذلك أجزاء من وسط ميانمار حيث الفيضانات ليست شائعة.
ومن المتوقع أن يتسع نطاق الفيضانات.
من جانبها، حذرت وزارة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا يوم الاثنين من أن معظم الأنهار في البلاد قد وصلت بالفعل أو تجاوزت نقطة الفيضانات، بينما توقع مكتب الأرصاد الجوية هطول مزيد من الأمطار في جميع أنحاء البلاد.
وقال بيرون من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن ارتفاع منسوب المياه قد يتسبب في فيضانات في مناطق أقرب إلى مصبات الأنهار التي حدثت بها فيضانات بالفعل.
كما أفادت التقارير الواردة أن الفيضانات أدت إلى حدوث وفيات في الهند وفيتنام. وفي هذا الإطار، قالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان يوم الأحد أن الفيضانات قد أدت إلى مصرع 161 شخصاً وتضرر أكثر من 750,000 آخرين.
jf/cmh/ag-ais/dvh"