1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa

"مقتل مدنيين" جراء القصف السعودي لليمن

Yemenis in the Bani Hewat district of the capital Sana'a search for survivors under the rubble after Saudi Arabian planes bombed the area on March 26, 2015 Almigdad Mojalli/IRIN
حذر السكان وجماعات الدفاع عن حقوق الإنسان من أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها ربما يضربون أهدافاً في أحياء سكنية خلال الغارات الجوية التي يقومون بشنها على اليمن.

فقد بدأت عشرات الطائرات السعودية بقصف العاصمة صنعاء في وقت مبكر من صباح الخميس، وذلك بهدف سحق حركة التمرد الحوثية التي فرضت سيطرتها على المدينة في شهر سبتمبر الماضي.

وقد تم ضرب عدد من الأهداف العسكرية، ولكن ضاحية بني حوات المزدحمة ذات الدخل المنخفض والواقعة بالقرب من مطار صنعاء الدولي أصيبت بأضرار بالغة أيضاً.

عاد ياسر الحبشي البالغ من العمر 53 عاماً، وهو بائع قات (منبه يمضغه العديد من اليمنيين)، إلى منزله الذي يقيم فيه مع أبنائه الستة ليلة الأربعاء. وبعد خلوده إلى النوم، وقع انفجاران هائلان في منزله، مما أدى إلى تدميره وقتل جميع أفراد أسرته.

وتساءل الحبشي أثناء نقله من تحت الأنقاض إلى مستشفى الثورة الحكومي قائلاً: "يا إلهي، ماذا حدث لعائلتي وجيراني؟ هل قُتلوا جميعاً؟ هل لا يزال أي شخص على قيد الحياة؟"

ووصف الجيران كيف استهدفت ضربتان جويتان المطار في البداية، ولكن الضربتين التاليتين أصابتا المنطقة السكنية.

وقال أحمد جوهر البالغ من العمر 48 عاماً أنه استيقظ بعد سقوط القنبلة الأولى ليجد جدار منزله قد دُمر جزئياً، فركض إلى الخارج ورأى طفلاً يبكي في بيت جاره.

"كنت أحاول إنقاذ طفل جاري البالغ من العمر أربع سنوات، ولكن القنبلة الثانية [أصابت] منزلهم واختفى الطفل،" كما روى جوهر. ويُقال أن أفراد الأسرة الثمانية لقوا مصرعهم جميعاً.

من جانبها، أعلنت منظمة العفو الدولية أن 25 شخصاً على الأقل قُتلوا جراء التفجيرات، من بينهم ستة أو أكثر دون سن العاشرة، ولكن قد يكون عدد أكبر بكثير من الناس قد دُفنوا تحت الأنقاض.

وبعد أن تحدثت المنظمة إلى العاملين الصحيين في أربع مستشفيات مختلفة، خلصت إلى أن القصف أصاب 14 منزلاً.

وقال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية: "إن هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى المدنيين، الذين وقعوا في هذه الهجمات، يثير بواعث القلق بشأن مدى الامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني. فالمطلوب من السعودية، أو أي قوات مسلحة أخرى، تقوم بتنفيذ هجمات في اليمن، أن تتخذ كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب المدنيين".

وأضاف قائلاً: "ويشمل هذا التحقق من الأهداف عسكرية بالفعل، وإعطاء المدنيين تحذيرات فعالة مسبقة إلا إذا لم تسمح الظروف بذلك".
وأكدت المنظمة الحقوقية أنها سترصد الانتهاكات في المستقبل لمعرفة ما إذا كان هناك استهداف للبنى التحتية المدنية.

وفي سياق متصل، أدان المسؤول الحكومي المحلي حمود النقيب تأثير الغارات الجوية على المدنيين، ودعا الدولة لمعالجة الجرحى وتعويض عائلات القتلى.

مع ذلك، شكا السكان من أنهم تُركوا بمفردهم للبحث بين الأنقاض دون مساعدة تذكر من السلطات.

 الأزمة في اليمن
  • 14.7 مليون شخص – نحو ثلثي السكان - بحاجة إلى مساعدات إنسانية
  • 13.1 مليون شخص – نحو نصف السكان – لا يحصلون على المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي
  • 10.6 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم التالية
  • 8.6 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية
  • 840,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد
  • 334,000 نازح في مناطق مختلفة من البلاد

المصادر: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، برنامج الأغذية العالمي، أوتشا، منظمة الصحة العالمية، اليونيسف

"جاءت قوات الطوارئ والدفاع المدني الحكومية في الصباح، وأخذت جثث الضحايا الملقاة على الأرض، ثم غادرت دون أن تحاول رفع الأنقاض وإنقاذ المزيد من الأرواح،" كما أفاد معمر سرحان، وهو أحد سكان ذلك الحي. وأضاف أن "الأقارب وبعض السكان هم الذين يبذلون محاولات يائسة للعثور على المزيد من الضحايا".

وتجدر الإشارة إلى أن مئات الأسر غادرت المنطقة طوال يوم الخميس وسط تحذيرات من شن المزيد من الغارات في المساء.

وقال محمد علي ذيبان: "سوف نغادر منزلنا [للذهاب إلى] مسقط رأسنا في مديرية الطويلة، في محافظة المحويت [في غرب البلاد]، بعد أن سمعنا تحذيرات على بعض القنوات الفضائية الخليجية بأن لدينا حتى التاسعة مساءً لمغادرة المنطقة".

وقد تبخرت الآمال في نهاية سريعة لأعمال العنف مساء الخميس عندما أعلن عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين المدعوم من إيران، أن بلاده ستكون "مقبرة الغزاة". وكانت المملكة العربية السعودية ومصر قد أعلنتا أنهما على أهبة الاستعداد لشن غزو بري إذا لزم الأمر.

كما دعت منظمة العفو الدولية الحوثيين والقوات المسلحة اليمنية لحماية المدنيين نظراً لانزلاق البلاد نحو حرب شاملة.

ويضم التحالف المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى وتركيا والسودان وباكستان. وقد طالبت هذه الدول الحوثيين بالتنحي وإعادة الرئيس عبده ربه منصور هادي إلى الحكم. ومن المعتقد أن هادي نفسه قد فر إلى العاصمة السعودية الرياض.

وقد أُلغيت جميع الرحلات الجوية من مطارات صنعاء والحديدة وصعدة في أعقاب الضربات الجوية يوم الخميس. مع ذلك، دوى صوت القنابل في أرجاء المدينة مرة أخرى مع حلول الليل.


مقالة ذات صلة: اليمن ينهار والمدنيون يستعدون للأسوأ

am/jd-ais/dvh
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join