فقد تفشى المرض في كينيا وإثيوبيا، وبشكل أكثر خطورة في دولة الصومال المجاورة، التي ظهرت فيها 183 حالة مؤكدة هذا العام حتى شهر أكتوبر الماضي، وفقاً لتقرير موجز أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وهذا هو أول ظهور للمرض في الصومال منذ عام 2007. واستجابة لذلك، تم استهداف 3.4 مليون طفل دون سن العاشرة لتلقي اللقاح في الفترة من 20 إلى 26 أكتوبر. "ومن المقرر إجراء حملات تحصين أخرى خلال شهري نوفمبر وديسمبر،" حسبما ذكر التقرير الموجز.
وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أنه إذا لم تتم السيطرة على تفشي مرض شلل الأطفال في الصومال بسرعة، يمكن أن تتعرض الجهود العالمية للقضاء على هذا المرض نهائياً للخطر.
وفي السياق نفسه، تم تسجيل حوالي 334 حالة إصابة بشلل الأطفال على الصعيد العالمي حتى الآن هذا العام (حتى 13 نوفمبر)، مقارنة بـ 187 خلال الفترة نفسها من عام 2012، وفقاً للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI). وتم تسجيل 223 حالة في جميع أنحاء العالم في عام 2012.
وفي جنوب السودان، تم تنفيذ حملات تطعيم استهدفت الأطفال الأقل من 15 عاماً خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر، بحسب المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في إحدى نشراته الإنسانية: "منذ أن تم تأكيد تفشي شلل الأطفال في الصومال ودولتي كينيا وإثيوبيا المجاورتين، أعلنت السلطات الصحية في جنوب السودان حالة التأهب القصوى لمواجهة أي حالات محتملة في البلاد،" مضيفاً أن "جنوب السودان لا يزال خالياً من مرض شلل الأطفال منذ يونيو 2009".
ومن المقرر تنفيذ حملات التطعيم في إثيوبيا والسودان أيضاً.
قلق بشأن الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق
ولكن انعدام فرص وصول المساعدات الإنسانية يعيق تنفيذ الحملات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتان. وفي شهر أكتوبر، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء التهديد الوشيك المتمثل في انتشار مرض شلل الأطفال في جنوب كردفان، وحث الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال على حل خلافاتهما حتى يتسنى تنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لمدة أسبوعين في شهر نوفمبر الحالي.
من جهته، قال جون جينغ، مدير شعبة العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) خلال مؤتمر صحفي عقده يوم 11 نوفمبر: "نحن في الأمم المتحدة مستعدون، إذا حصلنا على الضوء الأخضر".
"للأسف، وكالعادة، منذ أن أصدر المجلس قراره الذي يدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مرة أخرى لا نملك أي فرصة للوصول على الإطلاق،" كما أكد جينغ.
المخاوف الأمنية على الحدود بين كينيا والصومال
وفي كينيا، حيث تم تسجيل 14 حالة إصابة بمرض شلل الأطفال، يُقال أن الثغرات الأمنية على الحدود مع الصومال مسؤولة جزئياً عن انتشار المرض.
وصرح إيان نجيرو، رئيس قسم مراقبة الأمراض والاستجابة في وزارة الصحة، بأنه "طالما أن أعداداً متزايدة من العصابات الاجرامية، مثل حركة الشباب، لا تزال تشكل تهديداً، لن يتحقق الانتصار في الحرب ضد شلل الأطفال".
وأضاف قائلاً: "كلما ظهرت ثغرة أمنية، يمتنع العاملون الصحيون عن الذهاب إلى القرى خوفاً من تعرضهم لهجمات، وبالتالي فإن هذا يعوق الوصول إلى عدد كبير من الأطفال خلال عملية التحصين الروتينية".
وحث نجيرو الحكومة الكينية على تعزيز مراقبة الحدود، مشيراً إلى أن طالبي اللجوء الصوماليين، الذين يدخلون البلاد عبر نقاط عبور غير رسمية، يعرقلون الجهود المبذولة لمكافحة شلل الأطفال.
ومن بين الـ14 حالة المؤكدة، تم الإبلاغ عن 10 حالات في مجمع داداب للاجئين في شرق كينيا، الذي يستضيف ما يقرب من 400,000 لاجئ، معظمهم من الصوماليين.
وحث نجيرو الآباء على إحضار أطفالهم إلى المستشفيات للحصول على التطعيم الروتيني، وقال: "نحن نخطط أيضاً لتنفيذ حملات أكثر كثافة تستهدف المجتمعات الرعوية لضمان تطعيمهم أينما ذهبوا بحثاً عن المراعي".
كما تخطط وزارة الصحة الكينية لتحصين نحو ثمانية ملايين طفل دون سن الخامسة في عام 2013، وقد نجحت بالفعل في تطعيم 5.5 مليون طفل خلال خمس حملات سابقة. ومن المقرر تنفيذ حملة التطعيم المقبلة في الفترة من 16 إلى 20 نوفمبر.
ho/aw/cb-ais/dvh
"